قال عروة : فعرفت أنّ مصعبا لا يفرّ أبدا ، فكان ذلك (١).
١٤ ـ ميثم التّمار والحسين عليهالسلام
٢١ ـ روى ابن أبى الحديد ، عن كتاب الغارات ، قال : وحجّ ميثم فى السنّة الّتي قتل فيها ، فدخل على أمّ سلمة رضى الله عنها ، فقالت له : من أنت؟ قال : عراقىّ ، فاستنسبته ، فذكر لها أنّه مولى علىّ بن أبى طالب ، فقالت : أنت ميثم ، قال : بلى أنا ميثم ، فقالت : سبحان الله! والله لربّما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يوصى بك عليّا فى جوف اللّيل ، فسألها عن الحسين بن علىّ ، فقالت : هو فى حائط له ، قال : أخبريه أنى قد أحببت السّلام عليه ، ونحن ملتقون عند ربّ العالمين ، إن شاء الله ، ولا أقدر اليوم على لقائه ، وأريد الرجوع ، فدعت بطيب فطيّبت لحيته ، فقال لها : أما إنّها ستخضب بدم ، فقالت : من أنبأك هذا؟ قال : أنبأنى سيّدى.
فبكت أمّ سلمة ، وقالت له : إنّه ليس بسيّدك وحدك ، وهو سيّدى وسيّد المسلمين ، ثمّ ودّعته. فقدم الكوفة ، فأخذ وأدخل على عبيد الله بن زياد. وقيل له : هذا كان من آثر الناس عند أبى تراب ، قال : ويحكم هذا الأعجمىّ! قال : نعم ، فقال له عبيد الله أين ربّك؟ قال : بالمرصاد ، قال : قد بلغنى اختصاص أبى تراب لك ، قال : قد كان بعض ذلك ، فما تريد؟ قال : وإنّه ليقال إنّه قد أخبرك بما سيلقاك ، قال : نعم ، إنّه أخبرنى ، قال : ما الذي أخبرك أنى صانع بك؟.
قال : أخبرنى أنّك تصلبنى عاشر عشرة وأنا أقصر هم خشبة ، وأقربهم من المطهرة ، قال : لأخالفنّه ، قال : ويحك! كيف تخالفه ، إنمّا أخبر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله و
__________________
(١) الاخبار الموفقيات : ٥٤٥.