للزائل من مكان إلى مكان ، وربّنا لا يوصف بمكان ولا بزوال ، بل لم يزل بلا مكان ولا يزال.
فقال : يا محمّد إنّك لتصف ربّا عظيما بلا كيف ، فكيف لى أن أعلم أنّه أرسلك؟
فلم يبق بحضرتنا ذلك اليوم حجر ولا مدر ولا جبل ولا شجر ولا حيوان إلّا قال مكانه : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، وقلت أنا إيضا : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، فقال : يا محمّد من هذا؟ فقال : هذا خير أهلى وأقرب الخلق منّى ، لحمه من لحمى ودمه من دمى وروحه من روحى ، وهو الوزير منّى فى حياتى والخليفة بعد وفاتى ، كما كان هارون من موسى إلّا أنّه لا نبىّ بعدى ، فاسمع له وأطع فإنّه على الحقّ ، ثم سماّه عبد الله (١).
٦ ـ عنه باسناده عن الحسين بن على عليهماالسلام أنه قال : وجد لوح تحت حائط مدينة من المدائن فيه مكتوب : أنا الله لا إله إلّا أنا ومحمّد نبيّى ، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟ وعجبت لمن اختبر الدنيا كيف يطمئنّ؟ وعجبت لمن أيقن بالحساب كيف يذنب (٢).
٧ ـ قال ابن شعبة سئل الحسين بن على عن المجرة وعن سبعة أشياء خلقها الله ، لم تخلق فى رحم؟ فضحك الحسين عليهالسلام فقال له : ما أضحكك؟ قال عليهالسلام : لأنك سألتنى عن أشياء ما هى من منتهى العلم إلّا كالقذى فى عرض البحر ، أما المجرّة فهى قوس الله. وسبعة أشياء لم تخلق فى رحم فأولها آدم ثم حوّاء والغراب وكبش إبراهيم عليهالسلام وناقة الله وعصا موسى عليهالسلام والطير الذي خلقه عيسى بن مريم عليهالسلام ، ثمّ سأله عن أرزاق العباد فقال عليهالسلام : أرزاق العباد فى السماء الرابعة ينزّلها الله بقدر ويبسطها بقدر.
ثم سأله عن أرواح المؤمنين أين تجتمع؟ قال : تجتمع تحت صخرة بيت المقدس
__________________
(١) التوحيد : ٣١٠.
(٢) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٤٤.