قرأت في كتاب أبي الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين بخطه قال : أنشدنا أبو الثناء علي بن يلدرك بن أرسلان لنفسه :
يا ناظرا من سحر بابل |
|
ومذيب جسمي بالبلابل |
صلني فقد هجر الرقاد |
|
وملني عذل العواذل |
لا تأس صل إن الوصال |
|
كمثل هذا الهجر قاتل |
بمضيق معترك الأساور |
|
والدمالج والخلاخل |
وتخال بلبلة الضفائر |
|
بين ألوان العلائل |
ويلطف تنفيذ الرسائل |
|
أثر ألطاف الوسائل |
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال : توفي علي بن يلدرك الكاتب في صفر سنة خمس عشرة وخمسمائة ودفن بباب حرب.
أخو أبي علي الحسن الذي تقدم ذكره ، وعلي هو الأكبر ، قرأ الأدب وسمع الكثير من أبي محمد المقرئ سبط الشيخ أبي منصور الخياط ، والقاضي أبي الفضل الأرموي ، وأبي سعد بن البغدادي ، وجماعة من هذه الطبقة ، وقرأ بنفسه وكتب بخطه وكان فاضلا ، وما أظنه روى شيئا ، وكان يتولى سوق الحطب.
توفي سنة ثمانين وخمسمائة ، ولعله جاوز الستين.
تقدم ذكر جده ، اشتغل بتجويد الخط منذ صباه ، وكتب على خطوط الكتاب حتى بلغ الغاية في حسن الخط وتجويد الكتابة ، وخط كثيرا من جوامع القرآن ودواوين الشعر ، وكتب عليه خلق كثير ، وصار أكتب أهل زمانه ، ورتب خازنا بدار الكتب بالمدرسة الشريفة المستنصرية ، وهو حسن الأخلاق ، لطيف الطبع ، متودد حسن العشرة متواضع ، علقت عنه شيئا من شعر جده.
أنشدني علي بن يوسف الكاتب لجده أبي المعالي الكتبي :
لا غرو أن أثرى الجهول على |
|
نقص وأعدم كل ذي فهم |
إن اليد اليسرى وتفضلها |
|
اليمنى تفوز بمعلم الكم |
وأنشدني أيضا لجده :