يعني سنة ست وثمانين وخمسمائة ـ أبو الحسن علي بن محمد البراندسي قرأ القرآن بالروايات ، وسمع المسند والأحاديث الكثيرة ، وسمع الفقه وعرف المذهب ، وكان دينا صالحا كثير الذكر لله ، حافظا للسانه ممتنعا من غيبة (١) مسلم ، توفي ليلة الثلاثاء سادس عشر ربيع الأول ، ودفن بقرب جامع المنصور. وقد بلغ من العمر مائة سنة.
أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن محمد بن مشّق ونقلته من خطه ، قال : توفي أبو الحسن علي بن محمد بن الزيتوني البراندسي بكرة الثلاثاء سابع عشر ربيع الأول سنة ست وثمانين وخمسمائة ، ودفن بباب البصرة ، ومولده سنة ثمانين وأربعمائة.
تقدم ذكر والده وجده آنفا ، سمع في صباه من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وهبة الله بن عمر بن أحمد الحريري ، وزاهر بن طاهر الشحامي ، وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ، وغيرهم ، كتبت عنه ، وذكر لي أنه من ولد أبي ذر الغفاري ، فإن نسبه إليه كان مكتوبا عنده خرقه بعض أهله ، وكان شيخا حسن الأخلاق متواضعا ، له أصول صحيحة ، وسماعات بخط الحفاظ ، وكان كاتبا بباب طراد من دار الخلافة ، ثم عزل عن ذلك ، وكان يلعب بالحمام ، وكان يسكن بالمأمونية مقابل الرباط.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن يعيش ، أنبأنا أبو القاسم بن الحصين قراءة عليه ، أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم البزاز ، حدّثنا أبو بكر الشافعي ، حدّثنا جعفر بن كزال (٣) ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدّثنا عثمان بن مطر ، عن ثابت البناني ، عن أنس رضياللهعنه قال : مر علينا النبي صلىاللهعليهوسلم ونحن صبيان نلعب ، فقال : «السلام عليكم يا صبيان» (٤).
أخبرنا أبو الحسن الكاتب ، أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قدم علينا أبو
__________________
(١) في الأصل : «عنه».
(٢) انظر ترجمته في : شذرات الذهب ٤ / ٣٣٦.
(٣) في الأصل : «كرال».
(٤) انظر الحديث في : صحيح مسلم ٢ / ٢٩٩. ومسند أحمد ٣ / ١٧٤.