عبد الله بن محمد البغوي ، حدّثنا يحيى بن أيوب العابد ، حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي (١) ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : «إن المرء ـ أو الرجل ـ ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وإنه لمن أهل الجنة»(٢).
كان مولد شيخنا أبي الحسن في سنة ثلاثين وخمسمائة ، وتوفي يوم الأربعاء لست عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة من سنة أربع عشرة وستمائة ، ودفن من الغد بالشونيزية عند أبيه.
من أهل الحريم الطاهري ، تقدم ذكر والده ، أسمعه والده الكثير في صباه من أبي علي أحمد بن أحمد بن علي الخراز ، وأبي محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي ، وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء ، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي ، وغيرهم ، وكان يسكن بحرنى (٣) من أعمال دجيل ، ويقدم علينا بغداد في كل سنة في رجب طالبا لرسوم له من الزّكاة ، كتبنا عنه ، وكان شيخا صالحا حافظا لكتاب الله متيقظا صدوقا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن السقاء بقراءتي عليه ، أنبأنا [أبو] (٤) محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي ، وسعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء قراءة عليهما قالا : أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الهاشمي ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص ، حدّثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدّثنا محمد بن حبيب بن محمد الجارودي ، حدّثنا ابن أبي حازم ، عن أبيه ، عن سهل بن سعد قال : أتى رجل النبي صلىاللهعليهوسلم بابن له وغلام له فقال : يا رسول الله! أشهد بغلامي هذا لابني هذا ، قال : «لكل ولدك جعلت مثله؟» قال : لا ، قال : «لا أشهد ولا على رغيف محترق» (٥).
سألت أبا الحسن بن السقاء عن مولده فقال : في يوم الجمعة السادس من ذي الحجة
__________________
(١) في الأصل : «الحمي».
(٢) انظر الحديث في : صحيح مسلم ٢ / ٣٣٤.
(٣) هكذا في الأصل.
(٤) الزيادة ليست في الأصل.
(٥) انظر الحديث في : الجامع الكبير ٢ / ٤١٤.