وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب.
من أهل النيل ، كان أحد الشهود المعدلين بها ، وكان أديبا فاضلا ، يحفظ كتاب «الإيضاح» و «التكملة» لأبي علي الفارسي ، وكتب كثيرا بخطه ، وله النثر الحسن والنظم الجيد.
أنشدني القاضي أبو علي الحسن بن إسماعيل القليوبي بحلب ، أنشدنا السديد علي ابن النفيس بن خميس النيلي لنفسه من قصيدة :
ما يستفيق القلب من أطرابه |
|
ولا يمل الطرف من تسكابه |
أو تكتسي غصون بانات الحمى |
|
ويعجب الرائد من أعشابه |
وغنت الربيع في ربوعه |
|
وتبدل الظبا من ضبابه |
وترجع الورق على أفنانه |
|
سواجعا كيدا على غرابه |
هدية والروض فيه مؤنق |
|
ونوره يثنى على سحابه |
وللظباء الأدم في أرجائه |
|
مسارح اللهو وفي رحابه |
وسرتي مغرمة بشادن |
|
بدر الدجى في الحسن من حجابه |
يكاد غصن البان يذوى خجلا |
|
إذا بدا يميس في أثوابه |
راقت معانيه ودق سحرة |
|
وصارت الألباب من ألبابه |
ولو تمر نملة بجسمه |
|
أثرت النملة في إهابه |
ارتشف (١) الخمرة من ريقته |
|
طورا وأجني الشهد من رضابه |
حتى تبدى صرف ساعات الردى |
|
وننسكب المقدور عن صوابه |
هذا شراك للوصال (٢) شاردا |
|
ومنزلا يلوى على عتابه |
حدث عن أبي بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي (٣) ، روى عنه : أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش الأصبهاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي طاهر التاجر : أن عبد الرحمن ابن
__________________
(١) في الأصل : «ارتشفت».
(٢) في الأصل : «الوصال».
(٣) في الأصل : «الباغيدي».