إلى القاضي ، ورفع الأمر إلى السلطان ، فأمر الشيخ أبا الحسن بلزوم بيته وأقفل باب المسجد ، ومنع من التحديث ، قال : وكان ذلك في آخر عمره ، فنالته في ذلك بلية شديدة ، وأخذ الصوفي وضرب ضربا عنيفا ونفي من البلدة ، وصحت فراسة الشيخ في ذكر المحنة.
كتب إلى محمد ولا مع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني : أن يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة أخبرهما : قال علي بن محمد بن نصر اللبان الدينوري رحل إلى خراسان والبصرة وواسط ، مات بغزنة وكان مذكورا في حفاظ الحديث موصوفا بالفهم.
كتب إلى عبد السلام بن طاهر بن شعيب الهمداني ، أنبأنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلي ، أنبأنا أبي قراءة عليه في كتاب «طبقات الهمدانيين ومن دخل همدان من الغرباء» قال : علي بن محمد بن نصر بن علي اللبان أبو الحسن الدينوري قدمها في رجب سنة سبع وعشرين وأربعمائة ، روى عن : هلال الحفار وأبي عبد الله بن خربان وأبي القاسم السهمي ، وأبي بكر الحيري ، وأبي عمر بن مهدي ، وأبي الحسن بن الصلت ، والقاضي أبي عمر الهاشمي ، حدّثنا عنه : أبو العلاء محمد بن طاهر العابد ، وأبو بكر أحمد بن عمر المعبر ، وكان صدوقا يحسن (١) هذا الشأن ، وعاجله الموت ولم يحمل (٢) عنه إلا القليل.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه ، وأنبأنا نصر الله بن سلامة الهيتي ، أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه ، عن ابن خيرون قال : بلغنا وفاة أبي الحسن علي بن محمد بن نصر بن اللبان الدينوري بغزنة في أول هذه السنة ـ يعني سنة تسع وتستعين وأربعمائة. كان سمع في الدنيا كلها في كل بلد : بغداد وواسط والبصرة وبلاد خراسان ، وطاف الدنيا وجمع الشيء الكثير ، وحدث وهو ثقة.
سمع الشريف أبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون ، وحدث باليسير ، وذكر أنه ولد بمصر ، سمع منه السيد أبو المناقب محمد بن حمزة بن إسماعيل الحسيني (٣)
__________________
(١) في الأصل : «محسن».
(٢) في الأصل : «محمل».
(٣) في الأصل : «الحسني».