من أهل واسط ، قدم بغداد شابّا ، وأقام بها مدة ، فقرأ القرآن على الشريف عبد القاهر بن عبد السلام العباسي ، [و] (١) على غيره ، والفقه على الكيا أبي الحسن الهراسي. وصار يناظر ويتكلم في مسائل الخلاف.
سمع الحديث بواسط من أبي الفضل بن العجمي وأبي (٢) غالب محمد بن حمد الخازن البغدادي ، وبالبصرة من أبي عمر (٣) محمد بن أحمد بن النهاوندي ، وبمكة من أبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي ، وببغداد من أبي أحمد منصور بن بكر بن محمد بن علي بن جند (٤) النيسابوري ، وتولى القضاء ببادرايا ، وباكسايا ، ونواحي الجبل ، وكان يقدم بغداد كثيرا ويحدث بها ، وبها مات.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى الواسطي بقراءة والدي عليه في جمادي الأولى سنة أربع وثلاثين وخمسمائة ، وأخبرنا يعيش بن عبد الرحمن النحوي ، وأحمد بن أبي عميد بحلب قالا : أنبأنا عبد الله بن أحمد الخطيب قالا : أنبأنا أبو أحمد منصور بن بكر بن محمد بن علي ابن جند ، أنبأنا جدي ، أنبأنا محمد بن يعقوب الأصم ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن الحكم ، أنبأنا أبي ، وشعيب بن الليث قالا : أنبأنا الليث ، عن ابن الهاد ، عن عمرو ابن أبي عمرو ، عن المطلب بن عبد الله ، عن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار» (٥).
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال : توفي ابن كراز الفقيه في محرم سنة خمس وأربعين وخمسمائة ، ودفن بالشونيزية.
شاعر مجيد ، جال ما بين العراق والشام ، ومدح الملوك والأكابر ، ونشر فضله وظهر نبله.
أخبرنا الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي بدمشق قال : أخبرني عمي أبو القاسم
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٢) في الأصل : «وأبا غالب».
(٣) في الأصل : «من أبي عمر بن محمد».
(٤) في الأصل : «بن حبد».
(٥) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٢ / ٣١٣.