قرأت بخط يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي قال : وأخبرنيه عنه الحسين بن هبة الله التغلبي بقراءتي عليه بدمشق قال : أنشدني الشيخ الصالح المقرئ أبو الفرج هبة الله بن علي بن الفرج البغدادي قال : أنشدني علي بن مقلد النديم لنفسه :
يا مليح الشمائل |
|
ما قضيت الغلائل |
لك في اللحظ أسهم |
|
قد أصابت مقاتلي |
أنت عن كل ما تسر |
|
به النفس شاغلي |
لو (١) يذوق الذي أذو |
|
ق من الوجد عاذلي |
لبكا من صبابتي |
|
ورثى من بلابلي |
ذكر أبو المعالي محمد بن الحسن بن حمدون : أن أبا الحسن بن مقلد مات في سنة سبع عشرة وخمسمائة.
كان يتولى المشيخة برباط ابن المطلب ، وكان شيخا صالحا حافظا لكتاب الله ، كان يحج في كل سنة عن الإمام المستضيء بأمر الله ، ثم إنه رتب إماما بالمقام بمكة في سنة ثلاث عشرة وستمائة وأقام بها إلى حين وفاته ، وقد حدث ببغداد بالإجازة عن الإمام الناصر لدين الله ، وسمع منه جماعة.
بلغنا أنه توفى بمكة في السادس من صفر سنة ثلاث وعشرين وستمائة ودفن بالمعلى ، وقد قارب الثمانين ، وكان صديقنا رحمهالله.
من أولاد المشايخ والمحدثين ، حدث هو وأبوه وجده ، سمع في صباه من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل الدباس وغيره ، وكان يكتب خطّا حسنا ، وقد حدث باليسير ، وسافر إلى نصيبين فأدركه أجله بها في أوائل شهر رمضان سنة عشرين وستمائة ودفن هناك ، وما أظنه بلغ الخمسين.
قرأ الفقه على القاضي أبي يعلى محمد بن أبي حازم بن الفراء ، وعلى أبي الفتح ابن
__________________
(١) في الأصل : «لم يذوق».