بالوزراء والعمداء القدماء ، وكانت له مروءة ظاهرة وأخلاق طاهرة ، وختم له بخير في آخر عمره ، وانقطع في الرباط ، وصحبة المتصوفة والمواظبة على الصلوات الخمس في أوقاتها ، وذكر لي أن مولده بجرجان سنة أربعين وأربعمائة وأنه نشأ بدهستان.
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر ، عن أبي طاهر السلفي ونقلته من خطه قال : سمعت علي بن ناصر بن علي الدهستاني ببغداد يقول : كنت كثير الاختلاف إلى أبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن النحوي بجرجان ولم أر أورع ولا أقنع منه ، فدخل لص منزله وهو في الصّلاة فأخذ ما وجد وهو ينظر ولا يقطع صلاته ـ رحمهالله.
هكذا رأيت نسبه بخط محمد بن علي بن فولاد الطبري ، وهكذا ذكره السلفي في «معجم شيوخه» ، كان يسكن بالكرخ ، وله معرفة بالأنساب ، سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري ، وحدث باليسير ، روى عنه أبو المعمر الأنصاري ، وأبو طالب بن خضير ، وأبو طاهر السلفي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفيروزآبادي بمصر ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن السلفي ، أنبأنا أبو الفضل علي بن الناصر بن محمد بن الحسن المحمدي ببغداد ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ، حدّثنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز (١) ، حدّثنا دعلج بن أحمد بن دعلج السجزي ، حدّثنا موسى بن هارون ، حدّثنا بندار ، حدّثنا سلم بن قتيبة ، حدّثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن الشعبي ، عن عروة بن المغيرة ابن (٢) شعبة عن أبيه قال : كنت مع النبي صلىاللهعليهوسلم في بعض أسفاره فدعا بوضوء فتوضأ ، فغسل وجهه فذهب يغسل يديه فضاق كم الجبة ، فأخرج يديه من تحت الجبة فغسل يديه وتوضأ ، فأهويت بيدي إلى الخفين فقال : يا مغيرة أثر الخفين مقرهما ، فقال المغيرة : اشهد على رسول الله صلىاللهعليهوسلم بذلك ، وقال عروة : أشهد على المغيرة بذلك ، وقال الشعبي : اشهد على عروة بذلك ، وقال يونس : أشهد على الشعبي بذلك وقال سلم قلت ليونس : أشهد عليك بذلك؟ قال : نعم ، قال بندار : اشهدوا عليّ بذلك؟ قال :
__________________
(١) في الأصل : «الجزار».
(٢) في الأصل : «عن عروة بن المغيرة عن شعبة»