ومواقف «سلفيّة» تدعو إلى استعادة النموذج العربي الإسلامي كما كان قبل الانحراف والانحطاط ، أو على الأقلّ الارتكاز عليه لتشييد نموذج عربي إسلامي أصيل يحاكي النموذج القديم في الوقت ذاته الذي يقدّم فيه حلوله الخاصّة لمستجدّات العصر ..
ومواقف «انتقائيّة» تدعو إلى الأخذ بأحسن ما في النموذجين معاً والتوفيق بينهما في صيغة واحدة تتوافر لها الأصالة والمعاصرة معاً ..
يقول ناصيف نصّار : تنطوي إشكاليّة الأصالة والمعاصرة على معنيّين متميّزين : معنى زمني ومعنى قيَمي ..
المعنى الزمني يحدّد الأصالة كرجوع إلى عهد قديم ونموذج قديم ، أو كاستعادة لعهد قديم ونموذج قديم ، والمعاصرة كانخراط في العصر الحاضر واندماج في حركته ..
والمعنى القيَمي يحدّد الأصالة كبحث عمّا هو أصيل وشريف ومفيد في ماضي القوم ، فيحسن الاتّصال به والاطمئنان إليه والتفاعل معه أو استلهامه ، لحلّ مشكلات الحاضر ، ويحدّد المعاصرة كبحث عمّا هو أفضل منجزات العصر وأمتنها ، وينبغي للقوم أخذه من الغير للمشاركة في مسيرة التقدّم البشري ..
والتحليل النقدي لإشكاليّة الأصالة والمعاصرة بالمعنى الزمني يظهر أنّها ليست أكثر من إشكاليّة زائفة ووهم خالص ; إذ لا وجود لإمكانيّة اختيار بين الأصالة والمعاصرة ، ولا لإمكانيّة الجمع بينهما ; فالوضع