اللحاق بركب الحضارة الغربيّة ومبادئها ومضامينها الهادفة إلى التحرّر والتطوّر والرفاه!!» تفد علينا ونحن بعلمائنا ونُخبنا وطاقاتنا ومتخصّصينا لازلنا نحيا بعقليّة القرون الغابرة والأدوات التي أكل الدهر عليها وشرب ، لازلنا نعيش القشوريّة والانهزاميّة والركون إلى التبعيّة والنوم على أعتاب الماضي السحيق ومفاخر الأجداد ، دون أن نحرّك ساكناً ننفض به غبار التخلّف ونغوص في أعماق الجوهر والاُصول كي نستخرج بالمراجعة والمقارنة والاستقراء والتحليل ما يمنحنا القدرة المتشعّبة على التصدّي لغزو هو أمرّ وأخطر علينا من الحروب التقليديّة واحتلال الأرض ونهب الثروات ..
وبفضل «الغزو الثقافي الألكتروني» تنتفي الحاجة مستقبلاً إلى القوّة العسكريّة .. إنّه عصر ثقافة الاختراق التي بدأت تحلّ رويداً رويداً محلّ ثقافة الهيمنة التقليديّة ..
يقال : إنّ الثقافة تتأ ثّر أساساً بالأفلام والمضمون الترفيهي من دراما وأغان ورقصات وأزياء فضلاً عن عادات التغذية وأنماط الاحترام أو اللياقة في التعامل بين الأفراد التي تعدّ من المحاور المؤثّرة في الثقافة الموضوعيّة ..
والأخطر ما في الغزو هذا هو الغزو الثقافي الأميركي ..
فلقد أصبح ـ مثلاً ـ برنامج نايت لاين Night Line الذي تبثّه محطّة ABC الأميركيّة شكلاً من أشكال الدبلوماسيّة التي تلعب دوراً هامّاً في صنع القرار السياسي ..