وكلّ ما يؤدّي إلى اتّهام رجل الدين بما يخالف شأنه وهويّته .... مع أنّنا لا ننسى الفتنة التي تثار ضدّ رجل الدين من هنا وهناك وأنّ علينا الوقوف بوجهها ووأدها ..
إنّ رجل الدين ينبغي أن يكون من الناس ، في الناس ، إلى الناس ; كي يشعروا أنّه واحد منهم ، وهذا الأمر يسهّل عمليّة ارتباطهم به وتأ ثّرهم بحركاته وسكناته وأقواله ، لا أن نرى رجال الدين أشبه بمجموعة أو صنف منعزل أو معزول عن الاُمّة يفصلهم عنها شاهق لا يمكن عبوره بيسر ..
لقد آلمني ما شاهدته وسمعته من أحد رجال الدين الذي يشار له بالفضل والعلم أن يصارح أحد الطلبة الحوزويّين الذي سأله عن ظروف حوزة النجف الأشرف وكيفيّة الانتقال إليها ، إذ قال له : مهما كنت لن يعترفوا بك في النجف إن لم تكن معمّماً!! حضر في ذهني ردٌّ لو شافهتُ به ذلك الفاضل العالم قد يحصل له نوع إحراج فتوقّفت عنه وسكتُّ ، أردت أن أقول مستنكراً : إذن الملاك ليس ملاك المحتوى والجوهر ، الملاك ملاك المظهر!!
والمؤسف حقّاً أن يغدو المظهر هو المطلوب والمقصد ، حينها يكون التراجع المعرفي المحتوائي طبيعيّاً ، ويفقد العمق تأ لّقه وتتصدّر القشور والاستعراضات جدول الترتيب العام ، فيكون الخاسر الأكبر نحن جميعاً بلا استثناء ..