يمرّ بنا التاريخ وتمرّ أيّامه وأحداثه ومواطن الخير والشر فيه ونظلّ نحن نسرده سرداً أجوفاً طالما يكون بمنأىً عن المراجعة والتحليل والبحث والاستقراء والمقارنة المنهجيّة ، فتظلّ الأحداث في ذاكرتنا وقلوبنا ووعينا جثثاً هامدة لا تنطق ولا تتحرّك ولا نأخذ منها شيئاً ، ونبقى نحيا الفرح والحزن باجترار وتكرار لا تغيير فيه ، الأمر الذي يجعلهما عرضةً للملل والتعب ..
نعم ، ينبغي فهم التاريخ على أنّه أحداث وتحليل ونتائج وحركة نحو الأمام ، حركة تفتح سبلاً وآفاقاً معرفيّة ، بمعنى : أنّنا حيث نتمكّن من فهم الأحداث فهماً مستنداً إلى الأدوات والمناهج العلميّة ، حينها سنعرف المعنى الحقيقي للغدير وكربلاء والنصف من شعبان وظلامة الزهراء عليها السلام ، ونعرف معنى التاريخ والدين والحياة وتقرير المصير ...
غاية الألَق والشموخ أن يتصاعد الشعور والوعي تصاعداً منسجماً تذوب معه الثنائيّة وتنصهر في بوتقة الوحدة الذاتيّة ، وحدة العقل والإحساس ، فإنّنا حينئذ نحفظ الاُصول والمبادئ حفظاً منهجيّاً معرفيّاً ..