وأُسلوب واستراتيجية في خوض المنافسة وإنهائها لصالحه ..
فهو يتّخذ ـ أحياناً ـ من الإثارات الشعورية وتنشيط الرغبات الحسّية والمتطلّبات الحياتية ، كـ : الحرّية والديمقراطية والرفاهية ، سبيلاً يخترق به الحنايا والأعماق ; ليسهل حينها بذر نواة الهيمنة على العقول والأذهان ، فيسلبها فرصة التفكير العقلاني الواعي الرافض للرؤى المستوردة الرخيصة ذات المضامين المادّية المضلّة ..
والإجماع منعقدٌ على كون هذا الأُسلوب من أرقى أساليب مفهوم العولمة ، وأفتك أسلحته التي تجعله ممسكاً بزمام المبادرة ..
وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ مصطلح «العولمة» يرجع في جذوره ـ كما يقال ـ إلى مفهوم القرية الكونية ، الذي استنبطه أُستاذ جامعة تورنتو : «مك ليوهان» في الستّينات من استدلاله للحتمية التكنولوجية ، القائم على قاعدة التقدّم الكهربائي ـ الألكتروني ، المبشّر بقدوم عالم دعامته الأساسية التمدّد الآلي لحواسّ الإنسان ـ التكنولوجيا ـ الدعامة التي تصنع من إنسان عالمنا إنساناً متحوّلاً في عالَم تُحدّد مُثله ونظمه وقيمه وعلاقاته الاجتماعية والاقتصادية ..
وقد جاء العصر التكنولوجي مضادّاً للحتمية التاريخية في سياق مقولة : «نهاية الايديولوجيا» ، التي نشرها «دانيال بل» عام ١٩٥٩ م ، وروّج لها في الستّينات ، على غرار ما روّج لمقولة «فاكوياما» : «نهاية التأريخ» في مطلع التسعينات ، وكان الهدف من مقولة : «نهاية