تسنّمت فيه العقلانيّة قلل الفكر والمعرفة والثقافة وصارت تترك مسحاتها المؤثّرة عميقاً على القيم والمبادئ والثوابت ..
إنّ معالجة «النصّ الحديثي» عمليّة مكلفة باهضة الثمن ربما تستدعي تنازلات صعبة لكنّها تؤسّس لفضاء نموذجي قائم على نسيج منسجم يقيني من الروحانيّة والعقلانيّة ، من الغيبيّات والحسّيّات ، فضاء ينسجم ويتلاءم مع ما نُنعت به من ترحيبنا الدائم بالعقلانيّة وإشادة الآخرين لنا بأ نّنا من أهلها والداعمين لتنشيط دورها في عمليّات النهوض والبناء والنمو ..
إنّ الخروج بنتائج واضحة على صعيد معالجة «النصّ الحديثي» يوجد تلاحماً حاسماً بينه وبين النصّ القرآني ، ويفتح آفاقاً رحبة تقود إلى ثورة من التصديق الفاعل وتيّار يجرف الشكوك والأوهام والترديدات والظنون ، ويقضي على مشاريع الحذف والرفض والنفي والتحريف ....
حينها نفهم معنى الاُصول والثوابت فهماً لا لبس ولا غموض فيه ، فهماً لا يخضع لنظريّة «ديانة الآباء» أو «التعبّد الظلماوي» أو «الخوف والترويع الديني» ....
حينها نعرف كيف نتعامل مع الفروع والمستحدثات على غاية من السهولة والبساطة ، فلا نجد أيّ ضير بين تلاقح وتلاقي وتلاحم الجديد مع الأصل ، والمعاصر مع الثابت ; إذ كلٌّ قد عرف حدّه وطوره ....
حينها يصحّ أن ندّعي أنّنا نحن «الاُمّة الوسط» اُمّة العدل والفصل