إنّ الخروج من دوائر الرتابة والملل وإضفاء المتعة والجاذبيّة على برامج الحياة المختلفة ، لا شكّ أنّه ابتكار عقلي قائم على مناهج وأنساق معيّنة ، إلاّ أنّ الخطورة تكمن فيما لو كان الغرض من تلك المتعة والجاذبيّة مخدوشاً يحمل في طيّاته ألواناً من المكر والخداع ممّا يكون أشبه بالفخ الذي يراد به إيقاع الفريسة في الشباك ، لذا فتلك المتعة والجاذبيّة القادمة من دهاليز المكر والخديعة وباءٌ لا يمكن الحدّ من انتشاره المذهل السريع ، وبه تصاب الاُمّة بنكسة مروّعة وإحباطة كبيرة لا يُعلَم زمن الإفاقة منها ..
إنّ اشكاليّة العمل بالمرفوضات خلقت عندنا أجواءً من الضبابية وانعدام الثقة ، فإنّنا رفضنا العمل بالقياس ـ مثلاً ـ في قاموس انتمائنا ومبادئنا لكنّنا تشبّثنا به في مفاصل استراتيجيّة من ممارساتنا وتطبيقاتنا ، حتى باتت ثقافةً سرت إلى أصغر خلايا المجتمع ، فصار ربّ الاُسرة والحلقة والمجموعة والكيان ... يمارس الريادة المستوحاة من ثقافة الصلاحيّات والاختيارات الممنوحة للنائب العامّ بغيابه (عليه السلام) ، وهذا ما ولّد بطبيعة الحال سلسلة من التناقضات والتصادمات والتهافتات التي نشهدها حيّةً واضحةً في ظروفنا الآنية كما شهدها أهل الأمس وسيعاني منها أيضاً أهل الغد ، ولاسيّما أنّ هذه الثقافة قد قادت وتقود إلى سلسلة من القرارات الفرديّة الناشئة من ذلك الفهم الذي يسمو بالفرد فوق كلّ القيم والقوانين والمعايير ويبلغ به مرتبةً لا يعلوه بها سوى الله سبحانه وتعالى ، لذا فالتغيير إذا وقع فإنّه يتجاوز كلّ الأفهام الموجودة التي تعطّل النموّ وتأخذ