وقال الشاعر ـ غير ما أنشده سيبويه :
فكائنّ ترى من يلمعيّ مخطرب |
|
وليس له عند العزائم جول (١) |
وقال آخر :
وكائن بالأباطح من صديق |
|
يراني لو أصبت هو المصابا (٢) |
والوقف على هذا ـ على ما قاله أبو علي محمد بن المستنير قطرب في القياس ـ وكائن. ذهب إلى أنها مقلوبة أخرت همزتها ، وينبغي ـ على قوله ـ أن تكون الألف بعد الكاف منقلبة من ياء.
قال أبو العباس محمد بن يزيد : لما أدخلت الكاف جعلت اسما واحدا ، وحذفت الياء الأولى من أي ، وجعل التنوين عوضا من الياء المحذوفة.
والذي يوجبه مذهبه أن يجعل على وزن فاعل ، (الكاف) منه كفاء الفعل ، وبعد الكاف ألف (فاعل) وبعدها الهمزة التي هي أول أي ، وقد حذفت إحدى الياءين ، فتكون الهمزة في موضع عين الفعل ، والياء الباقية في موضع لام الفعل ، ودخل عليه التنوين الذي كان في أي ، فسقطت الياء لاجتماع الساكنين فصار كائنّ ، ولزمت النون عوضا وينبغي أن تكون النون ثابتة في الوقف.
وحكى محمد بن المستنير أن يونس بن حبيب كان يزعم أن (كائن) فاعل من كان يكون ، فإذا وقفت على هذا القول قلت : كائن بإثبات النون.
وأما كأن على وزن كيعبن ، فقد حكاه أبو العباس.
وأما كأين بهمزة ساكنة بعدها ياء مكسورة فحكاها أبو الحسن بن كيسان.
وحكى أبو الحسن بن كيسان عن بندار ـ يعني أبا عمرو بندار بن كره الكرخي عن بعض البصريين ولم يسمه بندار : كين بتقدير كعن.
قال سيبويه : وكأي معناه معنى (رب).
وقال الفراء : معناها (كم).
وكثر استعمال النحويين ـ من البصريين والكوفيين تفسيرها بكم.
والذي قال سيبويه أصبح ؛ لأن الكاف حرف دخوله على ما بعده كدخول (رب) ، و (كم) في نفسها اسم ، وأنت تقول : كم لك؟ ولا تقول كأيّ لك. كما لا تقول : ربّ
__________________
(١) البيت في إصلاح المنطق ١٠٠.
(٢) البيت منسوب لجرير في ابن يعيش ٣ / ١١٠ ، والدرر ١ / ٤٦ ، وشواهد الكشاف ١٣٥.