فإنما ألزموها لأنها توكيد ، فجعلت كأنها شيء يتم به الكلام وصار كالمثل.
ومثل ذلك : ولا سيّما زيد ، ف (ربّ) توكيد لازم حتى يصبر كأنه من الكلمة. وفي نسخة مبرمان كأنه من الكلمة. وكأين معناها معنى ربّ.
وإن حذفت (من) و (ما) (١) فعربي. وقال : إن جرها أحد من العرب فحسن أن يجرها بإضمار (من) كما كان ذلك عند ذكرنا إياها في (كم).
وقال في كذا وكأين : عملتا فيما بعدها كعمل أفضلهم في رجل حين قلت : أفضلهم رجلا ، فصار أي وذا بمنزلة التنوين كما كان المجرور بمنزلة التنوين.
وقال الخليل : كأنهم قالوا : له كالعدد درهما ، كالعدد من قرية ، فهذا تمثيل وإن لم يتكلم به. فإنما تجيء الكاف للتشبيه فتصير ـ وما بعدها ـ بمنزلة شيء واحد. من ذلك قولك : كأن ، أدخلت الكاف على أن للتشبيه".
قال أبو سعيد : قد مضى الكلام في (كذا وكذا درهما) وفي ذيّة وذيت وفي كية وكيت ، وفي كل واحد من ذيت وكيت إذا خفضت ثلاث لغات : الضم والفتح والكسر.
كقولنا : ذيت وذيت وذيت ، وكيت وكيت وكيت ، وإذا شددت فالفتح لا غير كقولنا : ذيّة وكيّة. قال أبو العباس محمد بن يزيد : لأن الهاء ـ وما قبلها ـ بمنزلة خمسة عشر وأما قوله : كأي رجلا ، وهي كاف التشبيه دخلت على أي وفيها خمس لغات : أصلها كلها : كأيّ (وهي كأي) ، وكأئن ، وكأيّن ، وكئن ، وكأن ، وهي تنصب ما بعدها بلزوم التنوين لها.
وقد كثر في كلام العرب وقوع (من) بعدها ، وإنما اختارت العرب أن يتكلموا بها مع (من) فيما ذكر أبو العباس محمد بن يزيد أنه إذا قال : كأين رجلا أهلكت ، جاز أن يكون رجلا نصبا بكأي ، فيكون واحد في معنى جميع ، ويجوز أن تجعل ، كأي ظرفا ، كأنه قال : كأي مرة ، وتنصب رجلا بأهلكت ، فيصير واحدا في معنى نفسه.
فإذا أدخلت (من) صار واحدا في معنى (جميع) ويخرج أن يكون واحدا في معنى نفسه. فأما اللغات فأصلها وأفصحها.
كأيّ مشددة والوقوف عليها بغير نون ، وبعدها في الفصاحة والكثرة :
كائن ، على مثال : كاعن ، وهي أكثر من الأولى في شعر العرب.
__________________
(١) يعني لو حذفت من مع (كأيّن) و (ما) مع (لا سيما) فهو عربي.