معنى : كلهم). وذكر الباب.
قال أبو سعيد : إذا قلت : ادخلوا الأول والآخر ، والصغير والكبير فرفعت ، ليس رفع هذا على البدل ، إنما هو على التوكيد كقولك : ادخلوا كلكم ، ولا يقع مثل هذا في الفاء لأنه لا يجوز أن تقول : مررت بزيد أخيك صاحبك ، وصاحبك نعت لزيد ، إنما تقول : مررت بزيد أخيك وصاحبك كقول الشاعر :
ويأوي إلى نسوة عطّل |
|
وشعث مراضيع مثل السّعالى (١) |
فعطف شعثا على عطل ، وهما جميعا نعتان لنسوة ، وكذلك تقول : مررت بزيد الفقيه والبزاز ، ولا يحسن أن تقول : فالبزاز ، ولو قلت : عطّل فشعث ـ أيضا ـ لم يحسن.
هذا باب ما ينتصب من الأسماء والصفات لأنها أحوال تقع
فيها الأمور
(وذلك قولك : هذا بسرا أطيب منه تمرا ، فإن شئت جعلته : حينا قد مضى ، وإن شئت جعلته : حينا مستقبلا غير أنه لا بد على دليل على المضي منه والاستقبال).
قال أبو سعيد : الباب إنما يأتي لتفضيل شيء في زمن من أزمانه على نفسه في سائر الأزمان ، فيجوز أن يكون الزمان الذي فضل فيه ماضيا ، وأن يكون مستقبلا غير أنه لا بد من دليل على المعنى منه ، والاستقبال بحسب ما يفضل من ذلك ، فإن كان زمانا ماضيا أضمرت أن ، وإن كان مستقبلا أضمرت إذ ، فإذا قلت : هذا بسرا أطيب منه تمرا ، وكانت الإشارة إليه في حال ما هو تمر أو رطب ، فالتفضيل لما مضى والتقدير لهذا : إن كان بسرا أطيب منه إذ كان تمرا فهذا مبتدأ ، وخبره أطيب منه ، وبسرا وتمرا جميعا حالان من المشار إليه في زمانين ، والعامل في الحال (كان) ، وفي كان ضمير من المبتدإ.
وقوله : (مررت برجل أخبث ما يكون أخبث منك أخبث ما تكون).
فأخبث الأول حال من الرجل ، وأخبث الثاني نعت له في موضع خفض ، إلا أنه لا ينصرف ، وأخبث الثالث في موضع الحال من كان منك ، والتقدير : مررت برجل إذا كان أخبث ما يكون ، أو إذا كان أخبث ما يكون إذا كنت أخبث ما تكون ، ولو رددت هذا
__________________
(١) البيت منسوب لأمية بن أبي عائذ ، خزانة الأدب ١ / ١٤٧ ٢ / ٣٠١ ، ديوان الهذليين ٢ / ١٨٤.