والثاني ، أنه جعل اللازم نصبا إذا كان واقعا كقولك :
مررت برجل ملازمه زيد ، وبماء مخالطه عسل ، وأتيت بلبن ممازجه ماء إذا كانت الملازمة والمخالطة والممازجة قد وقعت ووجدت ، كأنه قال :
ملازمه الساعة ، ومخالطه الساعة ، وممازجه الساعة.
والثالث ، أنه جعل الفعل والملازم إذا كان غير واقع جاريا على الأول ، وذلك قولك :
مررت برجل مفارقه الروح ، وبرجل متلفه السير ، إذا لم يقع المتلف ومفارقه الروح.
كأنه قال : متلفه غدا السير.
والمذهب الآخر مذهب يونس ، وهو :
أنه يجعل ما كان واقعا من ذلك نصبا كمذهب عيسى في الفعل اللازم الذي لا علاج فيه ، ويجعل ما كان غير واقع رفعا على كل حال ، بمعنى في الفعل اللازم وفيما كان علاجا نحو الضرب والكسر.
قال سيبويه : (فإذا جعلته اسما لم يكن فيه إلا الرفع على كل حال ، تقول : مررت برجل ملازمه رجل ، أي : مررت برجل صاحب ملازمته رجل ، وهو كقولك : مررت برجل أخوه رجل) ، يعني أن ملازمه يجعل بمنزلة ما لم يؤخذ من الفعل ، لأن حقيقته اسم كقولك : غلامه وأخوه ، وإن جمع على هذا الحد ، قلت :
مررت برجل ملازموه بنو فلان ، لأنه لم يذهب به مذهب الفعل ، فيوحد لتقدمه ، فصار كقولك :
مررت برجل غلمانه بنو فلان ، وإخوته وأصحابه ، فإن جعلته عملا جاريا مجرى الفعل ، قلت :
مررت برجل ملازمه قومه ، كأنك قلت : ملازم أباه قومه أي قد لزم أباه قومه فوحدته لما أجريته مجرى الفعل لتقدمه ، وأما قول سيبويه :
(فإن زعموا أن ناسا من العرب ينصبون هذا فهم ينصبون : به داء مخالطه ، وهو صفة للأول. وتقول : هذا غلام لك ذاهبا. ولو قال : مررت برجل قائما. لجاز ، فالنصب على هذا). وذكر الفصل.