ذلك أمر زائد على الخذف فيكون فيه سنّتان : إحداهما رميها خذفا بالأصابع لا بغيرها وإن كان باليد : والأخرى جعله بالهيئة المذكورة ، وحينئذ فتتأدى سنة الخذف برميها بالأصابع كيف اتفق ، وفيه (١) مناسبة أخرى للتباعد بالقدر المذكور ، فإن الجمع بينه (٢) وبين الخذف بالمعنيين السابقين بعيد وينبغي مع التعارض ترجيح الخذف ، خروجا من خلاف موجبه.
(واستقبال الجمرة هنا) (٣) أي في جمرة العقبة ، والمراد باستقبالها كونه مقابلا لها ، لا عاليا عليها كما يظهر من الرواية ارمها من قبل وجهها ، ولا ترمها من أعلاها ، وإلا فليس لها وجه خاص يتحقق به الاستقبال. وليكن مع ذلك مستدبرا القبلة.
(وفي الجمرتين الأخريين يستقبل القبلة (٤) ، والرمي ماشيا) (٥) إليه من منزله ،
______________________________________________________
(١) أي في الحذف بالمعنى الأعم وهو الرمي بالأصابع كيف اتفق.
(٢) بين التباعد بالقدر المذكور.
(٣) فالاستقبال أي المقابل لها وهذا احتراز من شيئين : الأول أن لا يرميها من الأعلى ، الثاني أن يكون مقابلا لها مستدبرا للقبلة ، والمعنى الأول تدل عليه صحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام (ثم ائت الجمرة القصوى التي عند العقبة فارمها من قبل وجهها ولا ترمها من أعلاها) (١) ، والمعنى الثاني يدل عليه ما رواه الشيخ في المبسوط (أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رماها مستقبلا لها مستدبرا الكعبة) (٢).
(٤) فيستقبلهما ويستقبل القبلة ، وفي الجواهر (ولم نقف له على رواية بالخصوص) وفي المدارك (فلم أقف فيه على نص ، وكأنه لشرف الاستقبال مع انتفاء المعارض).
(٥) لصحيح علي بن جعفر عن أخيه عن آبائه عليهمالسلام (كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يرمي الجمار ماشيا) (٣) ، وخبر عنبسة بن مصعب (رأيت أبا عبد الله عليهالسلام بمنى يمشي ويركب ، فحدثت نفسي أن اسأله حين أدخل عليه فابتدأني هو بالحديث فقال : إن علي بن الحسين عليهالسلام كان يخرج من منزله ماشيا إذا رمى الجمار ، ومنزلي اليوم أنفس من
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٣ ـ من أبواب رمي جمرة العقبة حديث ١.
(٢) المبسوط ج ١ ص ٣٦٩.
(٣) الوسائل الباب ـ ٩ ـ من أبواب رمي جمرة العقبة حديث ١.