الاستقرار لأن سرورا كان يغلي في عروقه دم الشاب الذي لا يقبل هوادة في شؤون الحكم ولا يرضيه الصبر على اصحاب القلاقل في اطراف البلاد ، كان الشريف سرور يتبع العصاة وقطاع الطرق ويعاقبهم بأشد العقوبات وكان يتجسس على اللصوص والمفسدين وكان يعس في اكثر لياليه بنفسه يحرسه بعض العبيد فلا يترك حارة الا طرقها ولا عطفة الا دخلها حتى أرهب العصاة.
واتفق ان بعض العتاة اجتمعوا على التربص له أثناء تفتيشه الليلي ليقتلوه وكان في جملتهم بعض الأشراف على رأسهم مسعود العواجي (١) وجماعة من اقاربه ذوي زيد وقد جاء اليه جواسيسه بالخبر فارسل بعض عبيده ليتثبتوا من الحقائق التي اشار اليها الجواسيس في بعض طرق مكة فلما ثبت لديه ذلك لم يخرج من ليلته وامر في الصباح بالقبض على اصحاب المؤامرة وأودعهم السجن (٢).
وعن له ان يزور المدينة ليتفقد القبائل في طريقها ويقف على الاحوال في المدينة فشد رحاله اليها في سنة ١١٩٤ في خمسة الاف من العربان والاشراف كان نصفهم على الخيل فعن لقبائل حرب ان يظهروه على مبلغ سطوتهم فعرضوا عليه بعض طلبات فاحشة من المال وانتظروا ان يذعن فأبى وشن عليهم قتالا عنيفا حتى رضخوا ومن ثن ثم بصرف بعض الاكراميات لهم وأخذ منهم بعض الرهائن من الرجال.
ولما انتهى الى المدينة وزع على اهلها كثيرا من الذهب والفضة ثم حمل اليه جواسيسه ان بعض رجال حرب دسوا عليه عند شيخ الحرم في المدينة واتفقوا معه على هجوم المدينة ليتسنى لشيخ الحرم ومن والاه في المدينة ان يثورا في داخلها
__________________
(١) مسعود العواجي هو صاحب بستان العواجي الذي كان مشهورا في مكانه قبيل المعابدة
(٢) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»