حقوقهم فاسترضاهم ووعدهم فقبلوا الا ان سعيدا أبى الصلح الا بعد ان يخصم ما نهبوه من استحقاقهم فلم يقبلوا وعادوا الى عصيانهم ثم طلب اليهم صنجق جدة ان يخففوا من غلوائهم حتى تنقضي أيام الحج ففعلوا ولما انتهت أيام الحج انتقلوا الى الزاهر وارسلوا الى الشريف يطلبون محاكمته لدى قاض مكة احمد البكري فقبل.
وانكر في مجلس الشرع ان لهم حقوقا معينة وقال انها ليست الا مبرة يتبرع بها امير مكة فغضبوا وأمعنوا في الغضب والعصيان واستطاعوا ان يربحوا الى صفوفهم صنجق جدة وان يجعلوا والد سعيد يعطف على فكرتهم.
وأهل المحرم عام ١١١٦ فأهلت الفتنة بانطلاق عبيد الاشراف الى اعالي الجبال المحيطة بمكة مما يلي تربة العيدروس والشبيكة الى اسفل جبل عمر ومما يلي جبل الشامية الى الجبال المطلعة على المعلاة وقد احتل بعضهم بعض بيوت الاشراف في الشبيكة فنشط الشريف سعيد للدفاع ومضى في جنده الى سوق الصغير فلم يستطيع التقدم فعطف الى سويقة ثم الى الشبيكة فدافع المهاجمين عنها حتى اجلاهم (١).
ثم ارتحل الثوار الى طريق جدة واختار والرئاستهم رجلا من ذوي زيد هو الشريف عبد المحسن بن احمد ونزلوا في غليل ـ من ضواحي جدة ـ الشرقية ـ ثم اتفقوا مع صنجق جدة على دخولها فدخلوها ونادوا بامارة عبد المحسن فيها ثم كتبوا الى المدينة باسمه فيها كما كتبوا الى قبائل حرب وقبائل اليمن والشمال فأطاعوا.
__________________
(١) خلاصة الكلام للسيد أحمد زيني دحلان ١٣٠