صاحب اليمن فكان مما قال : انه «حسن» غزل الصداقة بعد القوة ، فحل عرى الرفض عروة بعد عروة فأحدث على التجار كل عام حادثة ، وكلما تضجروا من واحدة انبعها ثانية وثالثة الى ان يقول : وقد أرسل ولده وشرط على نفسه هذه الشروط الصادرة ، وقد تحاملنا له على التجار ليطيب خاطره ، وأردنا ان يكون تمام ما بدا به المقام الشريف على يديه ويعرف ما شرط على نفسه لينفذه ويقضي به عليه ، الى آخر ما جاء فيه من غريب التنميق (١)
ويبدو ان الشريف حسن سئم البقاء في الامارة على اثر هذه الحوادث فاعتزم التنازل عنها لولديه بركات وابراهيم وكتب الى مصر يطلب تأييدهما ليتفرغ للعبادة فوفاه المرسوم سنة ٨٢٤ بتأييد بركات في شركته دون ابراهيم فظل الخطيب يدعوله ولولده بركات فاستاء ابراهيم وهجم في مقاتلة له على مكة حتى قبلا ان يدعوا له معهما ثم عاد ابوه فعزله.
وفي هذا العام رتب الملك المظفر في مصر الف احمر سويا تحمل الى الشريف حسن مقابل تنازله عن المكوس الخاصة بالخضار وقد سجل هذا في اسطوانة بالمسجد الحرام (٢)
وفي هذا العهد اهدى السلطان محمد الاول (٣) هدايا نفيسة لصاحب مكةووقف باسم فقراء الحرمين اوقاف وجعل يرسل غلتها سنويا في صر فكان أول صر منظم عين لفقراء الحرمين.
__________________
(١) اتحاف الورى لابن فهد القرشي «مخطوط
(٢) خلاصة الكلام للسيد الدحلان ٤٠
(٣) السلطان محمد الاول هو احد اجداد العثمانيين وكانت عاصمته عبر الاناضول فى «قرا حصار» قبل ان. يتسع احفاده في فتوحاتهم في بلاد الشرق ولقد كان لهذا أثره في اكتساب ود أصحاب مكة بعد هذه الحوادث بنحو قرن كامل عندما اتصلت انباء العثمانيين بمكة ودعي باسمهم على منبرها كما سيأتينا