المدينة في جيش آخر لاخضاع الثورة وقد نجح الجيشان في طرد الثوار واقرار الامن في المدينة لعجلان بن نصير وذلك في عام ٨١١ (١)
وفي عام ٨١٢ منع صاحب اليمن تصدير الارزاق الى مكة لاستيائه من حسن بن عجلان ويورد الغازي (٢) سبب الاستياء فيذكر قصة غريبة خلاصتها ان صاحب اليمن كان قد طلب الى حسن بن عجلان نظم بيت من الشعر في موضوع اقترحه فارسل اليه بذلك فلما لم يهده مقابله شيئا عمد الى العفيف عبد الله الهبي ـ ولعله كان وكيلا لليمن في مكة ـ فأخذ منه خمسة الاف مثقال من الذهب فغضب صاحب اليمن ومنع تصدير الأرزاق الى مكة فشق ذلك على الشريف حسن ووجد من يغريه بغزو اليمن ويعده بجمع الرجال لمساعدته فاستعد لذلك ثم ما لبث ان اشار عليه بعضهم بانتداب السبكي الى اليمن لتسوية الامور فانتدبه وبذلك سويت الامور وعادت الى مجراها الطبيعي او ما يقرب منه.
وفي هذه السنة (٨١٢) وشى بحسن بن عجلان عند الناصر فرج بن الظاهر برقوق صاحب مصر بوشايات ذكر فيها أن حسنا انحرف عن علاقته بالناصر ، فأصر الناصر عزله عن مكة وأوعز الى امير الحج بان يعد عدته من السلاح والجيش والمدافع ولعلها ـ أول مرة وصلت الى الحجاز مدافع ـ وان يعلن ان الغرض من حركته هو اليمن وقد فعل ، ولكن الشريف حسنا لم يخف عليه الامر وقرر الدفاع عن امارته فاستنفر القبائل العربية والاشراف حتى اجتمع له منهم في الطائف ، وليه ، وجبل الحجاز (٣) أربعة الاف واجتمع له في مكة ألفان كما اجتمع
__________________
(١) اتحاف الورى لابن فهد القرشي «مخطوط»
(٢) افادة الأنام «مخطوط»
(٣) هو من سلسلة جبال السراة غرب وجنوب الطائف ويسكنه قبائل من غامد وزهران