وعلى الرغم مما كانت تحاوله مصر لتثبيت علاقاتها بمكة وما كانت تنفقه في سيل استمرار الدعوة لها على منبرها فان سياسة عجلان معها كانت أشبه ما تكون بسياسة اللاعبين على الحبال فقد كان يقبل هباتها ويدعو باسمها على المنبر ولكنه يخالف مقترحاتها في بعض ما يعن له وكأنه أراد ألا تثبت عليه تبعية.
كما كان يستثير عنادها احيانا فيدعو لغيرها معها وفي هذا يحدثنا الفاسي (١) في حوادث سنة ٧٧٢ أن عجلان أمر خطيب مكة ابا الفضل النويري أن يدعو للسلطان اويس بن حسن صاحب بغداد في منبر مكة. قال : وقد أهدى السلطان قناديل جميلة للكعبة وهدايا فخمة لأمير مكة عجلان وقد ظل الدعاء لصاحب بغداد مدة لا يدري الفاسي مقدارها.
وعلى العموم فقد كان عجلان من أمراء مكة القلائل الذين استطاعوا أن يثبتوا شخصيتهم في الحكم وأن ينهجوا في سياستهم نهجا خاصا له أثره الطيب في علاقته بمصر وغيرها.
وينقل لنا ابن خلدون في تاريخه ديوان العبر ان عجلان كان معروفا بالعدل بين الرعية متجافيا عن الظلم وأنه أبطل ما كان عليه قومه من التعرض للتجارة والمجاورين.
ويذكر ابن فهد (٢) أن عجلان عندما تزوج أم السعد بنت القاضي شهاب الدين أمهرها سبعين ألف درهم ثم ما لبث أن طلبت اليه طلاقها لأنه يتوسع في بعض أموالها فطلقها.
وشب لعجلان ولد اسمه أحمد وقد أنس منه الطموح الذي شعر به في فتوته
__________________
(١) شفاء الغرام ٢ ك ٢٤٩
(٢) اتحاف الورى لنجم الدين ابن فهد القرشى «مخطوط»