.................................................................................................
______________________________________________________
الغرب كثيرا ، وهو أيضا معلوم بالبرهان ومن الأسطرلاب وغيره :
ويؤيده أنهم يجعلونه حال الاستقامة وعكسها محاذيا للمنكب فيلزم كون قبلة العراق خط نصف النهار ، مع انه معلوم ، وهم صرحوا بأنها مائلة عنه الى الغرب ، واستخرجه سلمه الله في الكوفة والنجف الأشرف : قال انها مائلة عنه باثني عشر درجة تخمينا :
والذي علمنا به ان الجدي أقرب الى القطب من تلك النجمة : انا وضعنا قصبة ورأينا منها الجدي في أول الليل مثلا ، وعلّمنا على تلك النجمة علامة تحاذيها ، ثم نظرنا بعد نصف الليل بكثير رأيناه من تلك القصبة ورأينا تلك النجمة خرجت عن محاذات تلك العلامة بكثير ، تقريبا أكثر من ثلث الدائرة ، ثم نظرنا قريب الصباح ما رأيناه منها وقد وصلت تلك الى نصف دائرة كبيرة تقريبا ، وهو واضح لمن جرب وتأمل ، والله الموفق للسداد والصواب واليه المرجع والمآب.
فلنختصر على هذا ، وما يتوجه الى كلامه لعدم العلم.
وكذا إفادة أن نيروز الفرس على جميع الاصطلاحات لا يتغير عن الواحد المعين ، وهو تحويل الشمس الى الحمل : ويفهم من كلام الشيخ على رحمه الله في حاشيته على القواعد في تحقيقه خلاف ذلك ، ويقول انه محقق في كتب هذا الفن وليس فيه اشتباه ، ولا خلاف فيه بين أهل التاريخ وأهل هذا العلم ، وكتب في ذلك حاشية كتبناها على ذلك المحل.
ثم العجب من المصنف رحمه الله وغيره : انهم يقولون باستحباب التياسر ، لأهل العراق ، عن العلامة الموضوعة ، مع تغيير العلامة ، وعدم بيان قدره ، فإنه يتفاوت للبعد بأدنى شيء : مع ان خط قبلة أهل العراق منحرف عن حائط البيت على تقدير صحة موافقته للبيت ، بل يقرب من بين الباب والحجر على طريق الانحراف لمن وقف في المقام وجعل الجدي خلف المنكب : على انا وجدنا كلما خرجنا من المسجد ميّلنا الى الشرق أكثر حتى وصلنا العراق : ووجدنا أيضا قبلة مسجد الكوفة مائلا إلى الغرب مما ذكروه على ما فسر المنكب الشيخ على : مع انه قال : انما الاعتبار بقبلة المسجد وانهم قالوا ليس هذا الا على