تولّيهم في الميراث. وقرأ حمزة : ولايتهم بالكسر. قال الزجّاج : هي بفتح الواو من النصرة والنسب ، وبالكسر هي بمنزلة الإمارة. ووجه الكسر أنّه شبّه تولّي بعضهم بعضا بالصناعة والعمل ، لأنّ كلّ ما كان من هذا الجنس مكسور ، كالصياغة والكتابة ، فكأنّ الرجل بتولّيه صاحبه يباشر أمرا ويزاول عملا.
(وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ) أي : وإن طلب المؤمنون الّذين لم يهاجروا منكم النصرة لهم على الكفّار (فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) فواجب عليكم أن تنصروهم على المشركين (إِلَّا عَلى قَوْمٍ) من المشركين (بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ) عهد ، فلا يجوز لكم نصرهم عليهم ، لأنّهم لا يبتدؤن بالقتال ، إذ الميثاق مانع من ذلك (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) في الميراث أو المؤازرة. وهو بمفهومه يدلّ على نهي المسلمين عن موالاة الكفّار ومعاونتهم ، وإن كانوا أقارب (إِلَّا تَفْعَلُوهُ) أي : إلّا تفعلوا ما أمرتم به من تواصل المسلمين وتولّي بعضهم بعضا حتّى في التوارث ، وقطع العلائق بينكم وبين الكفّار ، وجعل قرابتهم كلا قرابة في التوارث (تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ) تحصل فتنة عظيمة فيها ، وهي ضعف الايمان وظهور الكفر (وَفَسادٌ كَبِيرٌ) في الدين.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٧٤) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٧٥))