أنّه قد سلم من الجوائح (١) ، لا الماء وإن وليه حرف التشبيه ، لأنّه من التشبيه المركّب.
(كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) فإنّهم المنتفعون به.
(وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٥) لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٦) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٧))
ولمّا بيّن سبحانه أنّ الدنيا تنقطع وتفنى بالموت كما يفنى هذا النبات بفنون الآفات ، ونبّه على التوقّع لزوالها والتحرّز عن الاغترار بأحوالها ، رغّب عقيبه في الآخرة ، فقال : (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) دار السلامة من التقضّي والآفة ، أو دار الله. وتخصيص هذا الاسم أيضا للتنبيه على ذلك. أو دار يسلّم الله والملائكة فيها على من يدخلها. والمراد الجنّة. (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) بالتوفيق. وهو الّذي علم أنّ اللطف يجدي عليه ، فإنّ مشيئته تابعة لحكمته. (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) هو طريقها الّذي هو الإسلام والتدرّع بلباس التقوى.
__________________
(١) الجوائح جمع الجائحة ، وهي البليّة والتهلكة.