(وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ) أي : فيما بيّنه وعيّنه من الحقائق والشرائع ، فللتنبيه على أنّ ما قبله مفصّل الفضائل وهذا مجملها. وقيل : للإيذان بأنّ التعداد قد تمّ بالسابع ، من حيث إنّ السبعة هو العدد التامّ عندهم ، والثامن ابتداء تعداد آخر معطوف عليه ، ولذلك سمّي واو الثامنة.
(وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) يعني به هؤلاء الموصوفين بتلك الفضائل. ووضع المؤمنين موضع ضميرهم للتنبيه على أنّ إيمانهم دعاهم إلى ذلك ، وأنّ المؤمن الكامل من كان كذلك. وحذف المبشّر به للتعظيم ، كأنّه قيل : وبشّرهم بما يجلّ عن إحاطة الأفهام وتعبير الكلام.
روى أصحابنا أنّ هذه صفات الأئمّة المعصومين عليهمالسلام ، لأنّه لا يكاد يجمع هذه الأوصاف على تمامها وكمالها غيرهم.
ولقي الزهري عليّ بن الحسين عليهماالسلام في طريق الحجّ فقال له : تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحجّ ، والله سبحانه يقول : (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الآية. فقال عليهالسلام : «أتمّ الآية الاخرى : (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ ...) إلى آخرها ، ثمّ قال : إذا رأينا هؤلاء الّذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحجّ».
(ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (١١٣) وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (١١٤))
روي أنّ المسلمين قالوا للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألا تستغفر لآبائنا الّذين ماتوا في