عفو المظلوم شرط المغفرة.
وقيل : قام إلى الصلاة في وقت السحر ، فلمّا فرغ رفع يديه فقال : اللهمّ اغفر لي جزعي على يوسف ، وقلّة صبري عنه ، واغفر لولدي ما أتوا إلى أخيهم. فأوحي إليه : أنّ الله قد غفر لك ولهم أجمعين.
وروي : أنّهم قالوا ليعقوب وقد علتهم الكآبة : إن لم يوح إليك بالعفو عنّا فلا قرّت لنا عين أبدا. فاستقبل القبلة قائما يدعو ، وقام يوسف خلفه يؤمّن ، وقام إخوته خلفهما ، أذلّة خاشعين عشرين سنة ، حتّى بلغ جهدهم ، وظنّوا أنّ الهلكة وقعت عليهم. فنزل جبرئيل عليهالسلام : قد أجاب دعوتك في ولدك.
وروي : أنّ يوسف وجّه إلى أبيه جهازا ومائتي راحلة ليتجهّز إليه بمن معه ، وخرج يوسف والملك في أربعة آلاف من الجند ، والعظماء وأهل مصر بأجمعهم ، فلقوا يعقوب وهو يمشي يتوكّأ على يهوذا ، فنظر إلى الخيل والناس ، فقال يا يهوذا : أهذا فرعون مصر؟ قال : لا هذا ولدك.
(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ (٩٩) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (١٠٠))
(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ) فلمّا لقيه يعقوب وأهله في موضع خارج من