قاهِرُونَ) (١). وعلى الأوّل يتعلّق بـ «يخافون». وعلى الثاني حال من «ربّهم».
والجملة الفعليّة حال من الضمير في «لا يستكبرون» ، أو بيان لنفي الاستكبار وتقرير له ، لأنّ من خاف الله لم يستكبر عن عبادته.
(وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) من الطاعة والتدبير. وقد صحّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «إنّ لله تعالى ملائكة في السماء السابعة سجودا مذ خلقهم الله إلى يوم القيامة ، ترعد فرائصهم من خشية الله ، لا يقطر من دموعهم قطرة إلا صار ملكا ، فإذا كان يوم القيامة رفعوا رؤوسهم وقالوا : ما عبدناك حقّ عبادتك».
وفيه دليل على أنّ الملائكة مكلّفون مدارون على الأمر والنهي ، والوعد والوعيد ، والخوف والرجاء ، كسائر المكلّفين.
(وَقالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٥١) وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ (٥٢) وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ (٥٣) ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٥٤) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٥٥))
ولمّا بيّن سبحانه دلائل قدرته وألوهيّته ، عقّبه بالتنبيه على وحدانيّته ، فقال : (وَقالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ) ذكر العدد مع المعدود لم يجر في الاثنين
__________________
(١) الأعراف : ١٢٧.