فإن رأيت يا سيدي ان تعلّمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه فكنت (١) متطوّلا على عبدك؟ فوقع عليهالسلام : سألت عن التوحيد وهذا عنكم معزول ، الله واحد احد ، صمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا احد ، خالق ليس بمخلوق ، يخلق تبارك وتعالى ما يشاء من الأجسام وغير ذلك ، ويصوّر ما يشاء ، وليس بمصوّر ، جلّ ثناؤه ، وتقدست اسماؤه ، [و] (٢) تعالى عن ان يكون له [شبيه] (٣) هو لا غيره ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير (٤).
ورواه الكليني في الكافي : عن علي بن محمّد ومحمّد بن الحسن ، عن سهل مثله (٥).
قال السيد المعظم في الرسالة : ولا يخفى انّ فيه دلالة على مدحه من وجوه : منها كونه ممّن كاتب أبا محمّد العسكري عليهالسلام لا سيّما على يد محمّد بن عبد الحميد الذي وثقه النجاشي (٦) ، والعلامة (٧) فقالا : انّه كان ثقة من أصحابنا الكوفيين. إلى آخره (٨).
قلت : وجه الخصوصيّة ، أن سند المكاتبة يصير حينئذ صحيحا فان كونه على يده لم يثبت من طرف سهل ، بل لاخبار الثقتين الجليلين كما في النجاشي (٩) ويخرج الخبر أيضا عن مناقشة كون سهل راوي مدحه ، فمكاتبته إيّاه (عليه
__________________
(١) نسخة بدل : فعلت « منه قدسسره » ، وفي المصدر كذلك.
(٢) ما أثبتناه بين معقوفين من المصدر.
(٣) في الأصل : شبه ، وما أثبتناه من المصدر.
(٤) التوحيد : ١٠١ / ١٤.
(٥) أصول الكافي ١ : ٨٠ (من المتابعات) بعد الحديث التاسع.
(٦) رجال النجاشي : ٣٣٩ / ٩٠٦.
(٧) رجال العلامة : ١٥٤ / ٨٤.
(٨) مطالع الأنوار : الرسائل الرجالية لحجة الإسلام الشفتي ، رسالة سهل بن زياد : ١٠٧.
(٩) رجال النجاشي : ١٨٥ / ٤٩٠.