وثانياً
: أنّا لم نذكر
من كلام أهل المعاني والبيان إلّا كلام التفتازاني في شرحي ( التلخيص ) ، وأمّا
الباقون ممن صرّح باسم الوصليّة ، فكلامهم ظاهر في أنّ تسميتها بذلك غير مختصّ
بالصناعة البيانيّة ، بل بالنظر إلى ورودها في علم النحو والعربيّة. ألا ترى أنّ
السيّد عبد الله بن السيّد نور الدين أنّما سمّاها بذلك في إعراب قوله عليهالسلام : « اتّقوا
النّار ولو بشقّ تمرة » .
وهو في تلك
الحال ناظر إلى اصطلاح النحاة المعربين ، فهو حينئذٍ منهم لا من البيانيّين.
وأمّا الشيخ
مرتضى أيّده الله وأمدّه بالرضا فقد سمّاها بذلك في البحث عن تلك المسألة
الفقهيّة من غير تخصيص لها باصطلاح أهل الصناعة البيانيّة ، فلازم ذلك أنّها كذلك
عند أهل الصناعة النحويّة.
وثالثاً
: أنّ بعضاً من
الثقات قد شهدوا بأنّ تسميتها بذلك من اصطلاحات النحاة ، قال المحقّق القمّي في
القوانين بعد أنْ نقل معنى الشرط عن اللغويّين ما هذا لفظه بحقّ اليقين : (
واستعمله النحاة في ما تلا حرف الشرط مطلقاً ، أومأ علّق عليه جملةٌ وجوداً ، يعني
: حكم بحصول مضمونها عند حصوله ، وقد يستعمل في العلّة. وفي مصطلح الأُصوليّين :
ما يستلزم انتفاؤه انتفاء المشروط به ، ولا يستلزم وجوده وجود المشروط ، فمن
مصاديق الاستعمال الأوّل وعنى به مصطلح اللغويّين النذر والعهد ونحوهما ، والشرط
في ضمن العقد مثاله : ( أنكحتك ابنتي وشرطت عليك أنْ لا تخرجها من البلد ). ومن
مصاديق الثاني وعنى به مصطلح النحويين ـ : ( ما عملت من خير تجز به وإنْ كان مثقال
ذرّة ) ، وقد تسمّيه النحاة ( إنْ ) الوصليّة ) . انتهى كلامه
، علت في الخلدِ أقدامه.
وهو صريحٌ في
المطلوب غاية ، بل نصٌّ فيه نهاية.
وقال الفاضل
الذكي السيّد إبراهيم القزويني في ( نتائج الأفكار ) بعد أنْ عرّف
__________________