بكيف ، على حدّ قوله تعالى ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ
بِاللهِ ) الآية في موضع جزم على الجواب ، ولهذا قُرنت بالفاء الرابطة
المقترنة بما له صدر الكلام ، وهو أحد المسائل الستّ التي تتعيّن فيها الفاء
للرّبط ، على حدّ قول الشاعر :
فإنْ أهلك
فذي حنقٍ لظاهُ
|
|
عليّ يكاد
يلتهب التهابا
|
حيث دخلت على (
ربّ ) مقدّرة ، وقد تقرّر أنّ لها الصدريّة.
وقد وقع الخلاف
في الجازم المقتضي للجواب في مثل هذا التركيب ، فالجمهور على أنّه
بأداةِ شرطٍ مقدّرة هي وفعل الشرط ، فتقديره هنا : فإنْ تعلمني صابراً فكيف أصبر؟!
والخليل وسيبويه على أنّه نفس الطلب ، لتضمّنه معنى ( إنْ ) الشرطيّة ،
كما جزمت أسماء الشرط لتضمّنها معناها. واختاره أيضاً ابنُ هشام في شرح قطره .
والفارسي
والسيرافي على أنّه الطلبُ ؛ لنيابته عن الشرط المقدّر ، كما نصب (
ضرباً ) في ( ضرباً زيداً ) لنيابته عن اضرب لا لتضمّنه معناه.
وتفصيلُ الكلام
في هذا المقام موكولٌ إلى المطوّلات بالنقض والإبرام. ونظيرُ هذه الفقرة الشريفة
في هذا الإعراب قوله تعالى ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) .
والكلام على
الفقرة الثانية إعراباً ومعنًى يعرفُ من الكلام على الأولى ، والله العالم العاصم.
__________________