بل معدود (١) من الخسران صرف الزمان في المباح وإن قل ، لأنه ينقص من الثواب ويخفض من الدرجات.
وناهيك خسرانا بأن يتعجل ما يفنى (٢) ويخسر زيادة نعيم يبقى ، فمن حق المتطيب يوم الجمعة أن يقصد (٣) أمورا :
الأول ـ التأسي بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام.
الثاني ـ إكرام الملائكة الكاتبين.
الثالث ـ تعظيم المسجد واحترام ملائكته.
الرابع ـ ترويح مجاوريه في الجلوس في المسجد.
الخامس ـ رفع ما عساه يعرض من رائحة كريهة في نفسه وغيره.
السادس ـ حسم باب الغيبة عن المغتابين لو نسبوه إلى الرائحة الكريهة ، فالمتعرض للغيبة كالشريك فيها ، قال الله تعالى « وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ » (٤).
السابع ـ زيادة العقل بالطيب ، كما جاء في الأخبار « من تطيب في أول نهاره صائما لم يفقد عقله ».
تنبيه :
لا تظن أن النية هي التلفظ بقولك « اجلس في هذا المسجد أو أسمع (٥)
__________________
(١) في ص : بل تعدد.
(٢) في ص : ما ينفي.
(٣) في ص : أن يعد أمورا.
(٤) سورة الأنعام : ١٠٨.
(٥) في ص « استمع » بصيغة المتكلم الوحدة.