كل واحد منهما الآخر ، إذ لو دام أحدهما لاختل نظام الوجود ولم يكونا رحمة ( لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً )
وَفِي الْحَدِيثِ « يَعْنِي يَقْضِي الرَّجُلُ مَا فَاتَهُ بِاللَّيْلِ بِالنَّهَارِ وَمَا فَاتَهُ بِالنَّهَارِ بِاللَّيْلِ » (١).
قوله : ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ ) [ ٩ / ٨١ ] أي مخالفة رسول الله صلى الله عليه واله ، والخِلَافُ المخالفة أو بعد رسول الله من أقام خِلَافَ القوم أي بعدهم.
ومثله قوله : ( وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً ) [ ١٧ / ٧٦ ] أي بعدك.
قوله : ( لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ) [ ٧ / ١٢٤ ] أي مخالفة ، بأن يقطع من كل شق حرفا أي يده اليمنى ورجله اليسرى ليبقى في العذاب ، قيل إن أول من قطع من خلاف وصلب فرعون.
قوله : ( ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ ) [ ٩ / ١٢٠ ].
قال الشيخ أبو علي : ظاهره خبر ومعناه نهي ، مثل قوله ( وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً ) إلى أن قال ( ذلِكَ بِأَنَّهُ ) إلخ ، فذلك إشارة إلى ما دل عليه قوله ما كان لكم أن تتخلفوا من وجوب متابعته ، أي ذلك الوجوب بسبب أنهم لا يصيبهم شيء من ظمإ ـ إلخ.
قوله : ( جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ ) [ ٦ / ١٦٥ ] أي سكان الأرض يَخْلُفُ بعضهم بعضا ، واحدهم خَلِيفَة.
ومثله قوله : ( وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا ) [ ١٠ / ٧٣ ].
قوله : ( مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ) [ ٤٣ / ٦٠ ] أي يكونون بدلا منكم.
قوله : ( يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ ) [ ٣٨ / ٢٦ ] الخَلِيفَةُ يراد به في العرف لمعنيين : إما كونه خِلْفَةً لمن
__________________
(١) البرهان ج ٣ ص ١٧٢.