( خفف )
قوله تعالى : ( فَاسْتَخَفَ قَوْمَهُ ) [ ٤٣ / ٥٤ ] أي حمله على الْخِفَّةِ والجهل.
ومثله ( لا يَسْتَخِفَّنَّكَ ) [ ٣٠ / ٦٠ ] أي لا يستجهلنك.
قوله : تَسْتَخِفُّونَها [ ٦٠ / ٨٠ ] أي يَخِفُ عليكم حملها.
قوله : ( حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً ) [ ٧ / ١٨٩ ] أي خفا عليها ولم يكن كربا كما تلقى بعض الحبالى من الكرب.
قوله : ( انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً ) [ ٩ / ٤١ ] أي موسرين ومعسرين.
وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ اسْتَخَفَ بِصَلَاتِهِ لَا يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ لَا وَاللهِ » (١).
أي من استهان بها ولم يعبأ بها ولم يعظم شعائرها مثل قولهم اسْتَخَفَ بدينه : إذا أهانه ولم يعبأ به ولم يعظم شعائره.
والاسْتِخْفَافُ بالشيء : الإهانة به. وَفِي حَدِيثِ الصادق عليه السلام « إِنَّ شَفَاعَتَنَا لَا تَنَالُ مُسْتَخِفّاً بِالصَّلَاةِ » (٢). أي مستهينا بها مستحقرا لها على جهة التكذيب والإنكار لا مطلقا.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « تَخَفَّفُوا تَلْحَقُوا » (٣). أي تخففوا من الذنوب تلحقوا من سبقكم في العمل الصالح.
قال بعض الشارحين : فما سمع كلام أقل منه مسموعا ولا أكثر محصولا وما أبعد غورها من كلمة وأنفع نطقها من حكمة (٤).
ومثله « نَجَا الْمُخِفُّونَ ».
وَفِي الْخَبَرِ « بَيْنَ أَيْدِينَا عُقْبَةً كَئُوداً لَا يَجُوزُهَا إِلَّا المُخِفُ ». أي من الذنوب وأسباب الدنيا وعلقها ، هو من قولهم أَخَفَ الرجل فهو مُخِفٌ : إذا خفت حاله ودابته وإذا كان قليل الثقل
وشيء خِفٌ بالكسر : أي خفيف.
والتَّخَفُّفُ : ضد التثقل.
واسْتَخَفَّهُ : خلاف استثقله.
__________________
(١) الكافي ج ٣ ص ٢٦٩.
(٢) الكافي ج ٣ ص ٢٧٠.
(٣) نهج البلاغة ج ١ ص ٥٤.
(٤) هذا مما قاله الشريف الرضي بعد هذه الكلمة.