تحرى الدين المستقيم.
والحَنَفُ محركة : الاستقامة.
ومنهقَوْلُهُ « دَيْنُ مُحَمَّدٍ حَنِيفٌ ». أي مستقيم لا عوج فيه.
و « الحَنِيفُ » عند العرب من كان على دين إبراهيم عليه السلام ، وأصل الحَنَفُ الميل ، ومنه « بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ السَّهْلَةِ ».
أي المستقيمة المائلة عن الباطل إلى الحق.
ومثله « أَحَبُّ دِينِكُمْ إِلَى اللهِ الْحَنِيفِيَّةُ ». أي الطريقة الحنيفية التي لا ضيق فيها قوله : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً ) [ ٣٠ / ٣٠ ] قال : أمره أن يقيم وجهه للقبلة ليس فيه شيء من عبادة الأوثان خالصا مخلصا (١).
قوله : ( حُنَفاءَ ) [ ٢٢ / ٣١ ] يعني مائلين عن جميع الأديان إلى دين الإسلام مسلمين مؤمنين بالرسل كلهم.
وَفِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِ « خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ ». أي مستعدين لقبول الحق ، وهو في معنى « كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ». وقيل أي طاهري الأعضاء من المعاصي ، لا أنهم خلقهم مسلمين كلهم ، لقوله تعالى ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ) وقيل خلقهم حنفاء مؤمنين لما أخذ عليهم الميثاق بقوله ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) فلا يوجد أحد إلا وهو مقر بأن له ربا وإن أشرك به.
وَفِي الْحَدِيثِ « السِّوَاكُ مِنَ الْحَنِيفِيَّةِ ».
أي من السنن الحنيفية ، وهي عشر سنن ـ الحديث. وتَحَنَّفَ الرجل : عمل بالحنيفية.
وحَنِيفَةُ أبو حي من العرب ، وهو حَنِيفَةُ بن لجيم بن صعب بن بكر بن وائل.
و « أبو حَنِيفَةِ » سائق الحاج (٢)
__________________
(١) هذا التفسير في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام ـ انظر البرهان ج ٣ ص ٢٦٢.
(٢) قال في الكنى والألقاب ج ١ ص ٥٤ : سايق الحاج بالمثناة التحتانية قبل القاف أي أمير الحاج في كل سنة من الكوفة إلى مكة ، وقيل بالموحدة مكان المثناة أي يسبقهم بوصول مكة أو الكوفة.