ومِنْهُ « إِذَا اسْتَحَقَّتْ وَلَايَةُ اللهِ وَالسَّعَادَةُ إِنْ كُنْتَ مُسْتَحِقَّهُمَا وَمُسْتَوْجِبَهُمَا بِعَمَلٍ صَالِحٍ جَاءَ الْأَجَلُ بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ وَذَهَبَ الْأَمَلُ ، وَإِذَا اسْتَحَقَّتْ وَلَايَةُ الشَّيْطَانِ وَالشَّقَاوَةُ إِنْ كُنْتَ مُسْتَحِقّاً لَهُمَا بِعَمَلٍ فَاسِدٍ غَيْرِ صَالِحٍ جَاءَ الْأَمَلُ بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ وَذَهَبَ الْأَجَلُ وَرَاءَ الظَّهْرِ ».
واسْتَحَقَ المبيع على المشتري أي ملكه.
وفِيهِ « لَا تَتَعَرَّضُوا لِلْحُقُوقِ ». أي لا تشغلوا ذممكم بحقوق الناس ولا بحقوق الله ولكن إذا شغلتم ذممكم فاصبروا لها وتحملوا مشاقها.
والمراد بِحُقُوقِ الناس الضمان والكفالات وغير ذلك.
وحُقُوقِ الله كنذر ونحوه.
( حلق )
قوله تعالى ( إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ) [ ٥٦ / ٨٣ ] هو بضم الحاء : الحلق ، وميمه زائدة والجمع حَلَاقِيم.
وعن الزجاج الحُلْقُومُ بعد الفم وهو موضع فيه شعب تتشعب منه ، وهو مجرى الطعام والشراب.
وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ ». قالها ثلاثا المُحَلِّقُونَ هم الذين حَلَقُوا شعورهم في الحج والعمرة.
وَإِنَّمَا خَصَّهُمْ بِالدُّعَاءِ دُونَ الْمُقَصِّرِينَ لِأَنَّ أَكْثَرَ مَنْ أَحْرَمَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ هَدْيٌ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله قَدْ سَاقَ الْهَدْيَ ، وَمَنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَإِنَّهُ لَا يَحْلِقُ حَتَّى يَنْحَرَ هَدْيَهُ فَلَمَّا أَمَرَ مَنْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ أَنْ يَحْلِقَ وَيَحِلَّ ، وَجَدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْ ذَلِكَ وَأَحَبُّوا أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ فِي الْمُقَامِ عَلَى إِحْرَامِهِمْ حَتَّى يُكْمِلُوا الْحَجِّ ، فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ بُدٌّ مِنْ الْإِحْلَالِ كَانَ التَّقْصِيرُ فِي نُفُوسِهِمْ أَخَفَّ مِنْ الْحَلْقِ فَمَالَ أَكْثَرُهُمْ إِلَيْهِ ، وَكَانَ فِيهِ مَنْ بَادَرَ إِلَى المُطَاوَعَةِ وَحَلَقَ وَلَمْ يُرَاجِعْ فَلِذَلِكَ قَدَّمَ الْمُحَلِّقِينَ وَأَخَّرَ الْمُقَصِّرِينَ.
وَفِي الْحَدِيثِ « اتَّقُوا الْحَالِقَةَ » قال بعض الشارحين الحَالِقَةُ هي الخصلة التي من شأنها أن تُحْلَقَ أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموسى الشعر.
وفسرت في الحديث بقطيعة الرحم.
وَفِيهِ « نَهَى عَنْ بَيْعِ المُحَلِّقَاتِ » أي