وقد كُفَ بصرُهُ بالبناء للمفعول وفي النهاية تكرر في الحديث ذكر « الكَفِ والحَفْنَةِ واليد » وكلها تمثيل من غير تشبيه
وَفِي الْخَبَرِ « ثُمَّ يَقْعُدُ يَسْتَكِفَ النَّاسَ ». يقال اسْتَكَفَ وتَكَفَّفَ إذا أخذ ببطن كَفِّهِ أو سأل كَفّاً من الطعام أو ما يَكُفُّ الجوع.
( كلف )
قوله تعالى ( لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ) [ ٤ / ٨٤ ] قال الشيخ أبو علي : لما تقدم في الآي قبلها تثبيطهم عن القتال قال : قاتل في سبيل الله إن أفردوك وتركوك لا تكلف غير نفسك وحدها أن تقدمها للجهاد (١) ، فإن الله سبحانه ناصرك لا جنودك ، فإن شاء نصرك كما ينصرك وحولك الجنود (٢)
وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّ اللهَ وَلِيُّ مَنْ عَرَفَهُ وَعَدُوُّ مَنْ تَكَلَّفَهُ ».
والمُتَكَلِّفُ : الذي يدعي العلم وليس بعالم.
والمُتَكَلِّفُ : المتعرض لما لا يعنيه.
والتَّكْلِيفُ : الأمر بما يشق عليك.
والكُلْفَةُ : المشقة ، والجمع كُلَفٌ كغرفة وغرف.
والتَّكَالِيفُ : المشاق ، الواحدة : تَكْلِفَةٌ.
والتَّكْلِيفُ : ما كان معرضا للثواب والعقاب.
وهو في عرف المتكلمين : بعث من تجب طاعته على ما فيه مشقة ابتداء بشرط الإعلام.
والكَلَفُ بالتحريك : شيءٌ يعلو الوجه كالسمسم ، والاسم ( الكُلْفَةُ ).
وكَلِفْتُ بهذا الأمر من باب تعب : أولعت به ، والاسم : الكَلَافَةُ بالفتح.
وكَلَّفْتُهُ الأمرَ فَتَكَلَّفَهُ أي حملته فتحمله وزنا ومعنى على مشقة.
( كنف )
فِي الْحَدِيثِ « مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ شِيعَتِنَا يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ إِلَّا اكْتَنَفَهُ بِعَدَدِ مَنْ خَالَفَهُ مَلَائِكَةٌ يُصَلُّونَ خَلْفَهُ ». هو من قولهم
__________________
(١) في الأصل : « إلى الجهاد ».
(٢) الطبرسي : جوامع الجامع ص ٩٢.