التيسير في التفسير للقرآن - ج ٥

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي

التيسير في التفسير للقرآن - ج ٥

المؤلف:

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المحجّة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٧

ثم قام وتهيّأ للصلاة ، وحضر المسجد ، ووقف خلف أبي بكر وصلّى لنفسه ، وخالد بن الوليد إلى جنبه معه السيف ، فلما جلس أبو بكر للتشهّد ندم على ما قال ، وخاف الفتنة ، وشدّة علي عليه‌السلام وبأسه ، ولم يزل متفكرا لا يجسر أن يسلم حتى ظنّ الناس أنه قد سها ، ثم التفت إلى خالد ، فقال : يا خالد ، لا تفعل ما أمرتك به ، السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يا خالد ، ما الذي أمرك به؟ قال : أمرني بضرب عنقك. قال : وكنت فاعلا؟ قال : إي والله ، فلو لا أنه قال : لا تفعل ، لقتلتك بعد التسليم ـ قال ـ فأخذه علي عليه‌السلام ، فضرب به الأرض ، واجتمع الناس عليه ، فقال عمر : يقتله ، وربّ الكعبة. وقال الناس : يا أبا الحسن ، الله الله ، بحقّ صاحب هذا القبر. فخلّى عنه ، فالتفت إلى عمر ، وأخذ بتلابيبه ، وقال : يابن صهّاك ، لو لا عهد من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكتاب من الله سبق ، لعلمت أينا أضعف ناصرا ، وأقل عددا ثم دخل منزله» (١).

* س ١٥ : ما هو معنى قوله تعالى :

(وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) (٣٩) [سورة الروم : ٣٩]؟!

الجواب / ١ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «الربا رباءان : أحدهما حلال ، والآخر حرام ، فأمّا الحلال فهو أن يقرض الرجل أخاه قرضا طمعا أن يزيده ويعوّضه بأكثر مما يأخذه ، بلا شرط بينهما ، فإن أعطاه أكثر مما أخذه على غير شرط بينهما فهو مباح له ، وليس له عند الله ثواب فيما أقرضه ، وهو قوله : (فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ) ، وأما الربا الحرام ، فالرجل يقرض قرضا ويشترط أن يرد أكثر مما أخذه ، فهذا هو الحرام» (٢).

__________________

(١) تفسير القمّي : ج ٢ ، ص ١٥٥.

(٢) تفسير القمّي : ج ٢ ، ص ١٥٩.

٤٢١

٢ ـ قال علي بن إبراهيم القمي في قوله تعالى : (وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) : أي ما برزتم به إخوانكم وأقرضتموهم لا طمعا في زيادة.

قال : وقال الصادق عليه‌السلام : «على باب الجنّة مكتوب : القرض بثماني عشرة ، والصدقة بعشر» (١).

* س ١٦ : ما هو معنى قوله تعالى :

(اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)(٤٠) [سورة الروم : ٤٠]؟!

الجواب / قال ياسر الخادم : قلت للرضا عليه‌السلام : ما تقول في التفويض؟

فقال : «إنّ الله تعالى فوّض إلى نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر دينه ، فقال : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(٢) ، فأمّا الخلق والرّزق فلا». ثمّ قال عليه‌السلام : «إنّ الله عزوجل يقول : (اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)(٣) ، وهو يقول : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)(٤).

* س ١٧ : ما هو معنى قوله تعالى :

(ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (٤١) [سورة الروم : ٤١]؟!

الجواب / ١ ـ قال ميسّر : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ

__________________

(١) تفسير القمّي : ج ٢ ، ص ١٥٩.

(٢) الحشر : ٧.

(٣) الرعد : ١٦.

(٤) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ، ص ٢٠٣ ، ح ٣.

٤٢٢

(وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ)؟ قال : «ذاك والله يوم قالت الأنصار : منّا رجل ، ومنكم رجل ، وفي نسخة : «منّا أمير ، ومنكم أمير» (١).

وقال علي بن إبراهيم : في البر : فساد الحيوان إذا لم تمطر ، وكذلك هلاك دوابّ البحر بذلك.

قال : وقال الصادق عليه‌السلام : «حياة دوابّ البحر بالمطر فإذا كفّ المطر ظهر الفساد في البر والبحر ، كذلك إذا كثرت الذنوب والمعاصي» (٢).

* س ١٨ : ما هو معنى قوله تعالى :

(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (٤٢) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (٤٣) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (٤٤) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ) (٤٥) [سورة الروم : ٤٢ ـ ٤٥]؟!

الجواب / قال الشيخ الطبرسي : (قُلْ) يا محمد (سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) ليس بأمر ولكنه مبالغة في العظة. وروي عن ابن عباس أنه قال : من قرأ القرآن وعمله ، سار في الأرض ، لأن فيه أخبار الأمم. (فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ) من الملوك العاتية ، والقرون العاصية ، كيف أهلكهم الله ، وكيف صارت قصورهم قبورهم ، ومحاضرهم مقابرهم ، فلم يبق لهم عين ولا أثر. ثم بين أنه فعل ذلك بهم لسوء صنيعهم فقال : (كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ) أي : استقم للدين المستقيم بصاحبه إلى الجنة أي : لا تعدل عنه يمينا ، ولا شمالا ، فإنك متى فعلت ذلك أداك إلى

__________________

(١) تفسير القمّي : ج ٢ ، ص ١٦٠.

(٢) تفسير القمّي : ج ٢ ، ص ١٦٠.

٤٢٣

الجنة ، وهو مثل قوله (ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) ، وقوله : (تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ. مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ) أي : لذلك اليوم ، وهو يوم القيامة. (مِنَ اللهِ) أي : لا يرده أحد من الله (يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ) أي : يتفرقون فيه فريق في الجنة ، وفريق في السعير. (مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ) أي : عقوبة كفره لا يعاقب أحد بذنبه. (وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) أي : يوطئون لأنفسهم منازلهم. يقال : مهدت لنفسي خيرا أي : هيأته ووطأته. والمعنى : إن ثواب ذلك يصل إليهم ، ويتمهد أحوالهم الحسنة عند الله. وهذا توسع يقول : من أصلح عمله ، فكأنه فرش لنفسه في القبر والقيامة ، وسوى مضجعه ومثواه. وروى منصور بن حازم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن العمل الصالح ليسبق صاحبه إلى الجنة ، فيمهد له كما يمهد لأحدكم خادمه فراشه. (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ) أي : ليجزيهم على قدر استحقاقهم ، ويزيدهم من فضله. وقيل : معناه بسبب فضله ، لأنه خلقه وهداه ومكنه ، وأزاح علته حتى استحق الثواب. وقيل من فضله يعني : فضلا من فضله ، وثوابا لا ينقطع. (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ) أي : لا يريد كرامتهم ومنفعتهم ، وإنما يريد عقابهم جزاء على كفرهم (١).

* س ١٩ : ما هو معنى قوله تعالى :

(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٤٦) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (٤٧) اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً

__________________

(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٦٦.

٤٢٤

فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (٤٨) وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (٤٩) فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٥٠) [سورة الروم : ٤٦ ـ ٥٠]؟!

الجواب / قال الشيخ الطبرسي : ولما وعد الله سبحانه وأوعد ، فكأن قائلا قال : ما أصل ما يجزي الله عليه بالخير ، فقيل : العبادة. وأصل عبادة الله معرفته ، ومعرفته إنما تكون بأفعاله ، فقال : (وَمِنْ آياتِهِ) أي : ومن أفعاله الدالة على معرفته (أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ) بالمطر ، فكأنها ناطقات بالبشارة لما فيها من الدلالة عليه ، وإرسال الرياح تحريكها وإجراؤها من الجهات المختلفة ، تارة شمالا ، وتارة جنوبا ، صبا وأخرى دبورا ، على حسب ما يعلم الله في ذلك من المصلحة. (وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ) أي : وليصيبكم من نعمته ، وهي الغيث ، وتقديره أنه يرسل الرياح للبشارة والإذاقة من الرحمة. (وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ) بها (بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) أي : ولتطلبوا بركوب السفن الأرياح. وقيل : لتطلبوا بالأمطار فيما تزرعونه من فضل الله (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) نعمة الله. تلطف سبحانه بلفظ (لَعَلَّكُمْ) في الدعاء إلى الشكر ، كما تلطف في الدعاء إلى البر بقوله (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً).

ثم خاطب سبحانه نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تسلية له في تكذيب قومه إياه فقال : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) يا محمد (رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) أي : بالمعجزات والآيات الباهرات. وههنا حذف تقديره : فكذبوهم ، وجحدوا بآياتنا فاستحقوا العذاب. (فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) أي : عاقبناهم بتكذيبهم (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) معناه : ودفعنا السوء والعذاب عن المؤمنين ، وكان واجبا علينا نصرهم ، بإعلاء الحجة ، ودفع الأعداء عنهم. إلا

٤٢٥

أنه دل على المحذوف قوله (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ). وجاءت الرواية عن أم الدرداء أنها قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «ما من امرىء مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة» ثم قرأ (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ). ثم قال سبحانه مفسرا لما أجمله في الآية المتقدمة : (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً) أي : فتهيج سحابا فتزعجه (فَيَبْسُطُهُ) الله (فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ) إن شاء بسطه مسيرة يوم ، وإن شاء بسطه مسيرة يومين ، ويجريها إلى أي جهة شاء ، وإلى أي بلد شاء (وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً) أي : قطعا متفرقة. وقيل : متراكبا بعضه على بعض حتى يغلظ. وقيل : قطعا تغطي ضوء الشمس. (فَتَرَى الْوَدْقَ) أي : القطر (يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) أي : من خلال السحاب (فَإِذا أَصابَ بِهِ) أي : بذلك الودق (مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) أي : يفرحون ، ويبشر بعضهم بعضا به (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) معناه : وإنهم كانوا من قبل إنزال المطر عليهم ، قانطين آيسين من نزول المطر. وكرر كلمة (مِنْ قَبْلِ) للتوكيد. وقيل : إن الأول من قبل الإنزال للمطر ، والثاني من قبل الإرسال للرياح. (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ) حتى أنبت شجرا ومرعى (بَعْدَ مَوْتِها) أي : بعد أن كانت مواتا يابسة ، جعل الله سبحانه اليبس والجدوبة بمنزلة الموت ، وظهور النبات فيها بمنزلة الحياة توسعا. (إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى) أي : إن الله تعالى يفعل ما ترون ، وهو الله تعالى ، ليحيي الموتى في الآخرة بعد كونهم رفاتا (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) مر معناه (١).

__________________

(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٦٨ ـ ٦٩.

٤٢٦

* س ٢٠ : ما هو معنى قوله تعالى :

(وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (٥١) فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٥٢) وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٥٣) اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (٥٤) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ) (٥٥) [سورة الروم : ٥١ ـ ٥٥]؟!

الجواب / قال الشيخ الطبرسي : ثم عاب سبحانه كافر النعمة فقال : (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً) مؤذنة بالهلاك باردة (فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا) أي : فرأوا النبت والزرع الذي كان من أثر رحمة الله مصفرا من البرد بعد الخضرة والنضارة. وقيل : إن الهاء يعود إلى السحاب ، ومعناه : فرأوا السحاب مصفرا ، لأنه إذا كان كذلك ، لم يكن فيه مطر (لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ) أي : لصاروا من بعد أن كانوا راجين مستبشرين ، يكفرون بالله وبنعمته ، ولم يرضوا بقضاء الله تعالى فيه ، فعل من جهل صانعه ومدبره ، ولا يعلم أنه حكيم لا يفعل إلا الأصلح ، فيشكر عند النعمة ، ويصبر عند الشدة. ثم قال سبحانه لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ) يا محمد (الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ) شبه الكفار في ترك تدبرهم فيما يدعوهم إليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تارة بالأموات ، وتارة بالصم ، لأنهم لا ينتفعون بدعاء الداعي ، فكأنهم لا يسمعونه. (إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) أي : إذا أعرضوا عن أدلتنا ، ذاهبين إلى الضلال والفساد ، غير سالكين سبيل الرشاد. (وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ) يعني : إنهم كالعمي لا يهتدون بالأدلة ، ولا تقدر على ردهم عن العمى ، إذ لم يطلبوا الاستبصار. (إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا) ليس تسمع إلا من يصدق بآياتنا وأدلتنا ، فإنهم المنتفعون بدعائك وإسماعك. (فَهُمْ مُسْلِمُونَ) منقادون لأمر الله. ثم عاد سبحانه إلى

٤٢٧

ذكر الأدلة فقال : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ) أي : من نطف. وقيل : معناه خلقكم أطفالا لا تقدرون على البطش ، والمشي ، والتصرفات. (ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً) أي : شبابا. (ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً) يعني : حال الشيخوخة ، والكبر (يَخْلُقُ ما يَشاءُ) من ضعف وقوة (وَهُوَ الْعَلِيمُ) بما فيه مصالح خلقه (الْقَدِيرُ) على فعله بحسب ما يعلمه من المصلحة. ثم بين سبحانه حال البعث فقال : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ) أي : يحلف المشركون (ما لَبِثُوا) في القبور (غَيْرَ ساعَةٍ) واحدة. وقيل : يحلفون ما مكثوا في الدنيا غير ساعة لاستقلالهم مدة الدنيا. وقيل : يحلفون ما لبثوا بعد انقطاع عذاب القبر غير ساعة. ومتى قيل : كيف يحلفون كاذبين مع أن معارفهم في الآخرة ضرورية؟ قيل فيه أقوال.

أحدها : إنهم حلفوا على الظن ، ولم يعلموا لبثهم في القبور ، فكأنهم قالوا : ما لبثنا غير ساعة في ظنوننا.

وثانيها : إنهم استقلوا الدنيا لما عاينوا من أمر الآخرة ، فكأنهم قالوا : ما الدنيا في الآخرة إلا ساعة ، فاستقلوا حيث اشتغلوا في المدة اليسيرة بما أوردهم تلك الأهوال الكثيرة.

وثالثها : إن ذلك يجوز أن يقع منهم قبل إكمال عقولهم. (كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ) في دار الدنيا أي : يكذبون. وقيل : يصرفون. صرفهم جهلهم عن الحق في الدارين. ومن استدل في هذه الآية على نفي عذاب القبر ، فقد أبعد لما بينا أنه يجوز أن يريدوا أنهم. لم يلبثوا بعد عذاب الله إلا ساعة (١).

وقال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ) يعني من نطفة منتنة ضعيفة (ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ

__________________

(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٧٠ ـ ٧١.

٤٢٨

ضَعْفاً) وهو الكبر (١).

وقال أحمد بن محسن الميثميّ ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام ، في حديث يتضمن الاستدلال على الصانع سبحانه وتعالى ، قال ابن أبي العوجاء ـ في الحديث بعد ما ذكر أبو عبد الله عليه‌السلام الدليل على الصانع تعالى ـ فقلت له : ما منعه إن كان الأمر كما تقولون أن يظهر لخلقه ، ويدعوهم إلى عبادته حتى لا يختلف منهم اثنان ، ولم احتجب عنهم ، وأرسل إليهم الرسل ، ولو باشرهم بنفسه كان أقرب إلى الإيمان به؟

فقال لي : «ويلك ، وكيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك : نشوءك ولم تكن ، وكبرك بعد صغرك ، وقوتك بعد ضعفك ، وضعفك بعد قوتك ، وسقمك بعد صحتك ، وصحتك بعد سقمك ، ورضاك بعد غضبك ، وغضبك بعد رضاك ، وحزنك بعد فرحك ، وفرحك بعد حزنك ، وبغضك بعد حبّك ، وحبّك بعد بغضك ، وعزمك بعد أناتك ، وأناتك بعد عزمك ، وشهوتك بعد كراهيتك ، وكراهيتك بعد شهوتك ، ورغبتك بعد رهبتك ، ورهبتك بعد رغبتك ، ورجاءك بعد يأسك ، ويأسك بعد رجائك ، وخاطرك بما لم يكن في وهمك ، وعزوب ما أنت معتقده عن ذهنك». وما زال يعدّد عليّ قدرته التي هي في نفسي التي لا أدفعها حتى ظننت أنه سيظهر فيما بيني وبينه (٢).

__________________

(١) تفسير القمّي : ج ٢ ، ص ١٦٠.

(٢) الكافي : ج ١ ، ص ٥٨ ، ٢.

٤٢٩

* س ٢١ : ما هو معنى قوله تعالى :

(وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٥٦) [سورة الروم : ٥٦]؟!

الجواب / قال عبد العزيز بن مسلم ، عن الرضا عليه‌السلام : ـ في حديث وصف الإمام ، ومن له الإمامة ، ويستحقّها دون سائر الخلق ـ إلى أن قال الرضا عليه‌السلام : «فلم تزل في ذرّيّته ـ يعني الإمامة في ذرية إبراهيم عليه‌السلام ـ يرثها بعض عن بعض ، قرنا فقرنا ، حتى ورّثها الله عزوجل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال جلّ وتعالى : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)(١) ، فكانت له خاصّة ، فقلّدها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا عليه‌السلام بأمر الله عزوجل على رسم ما فرض الله ، فصارت في ذرّيته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان بقوله جلّ وعلا : (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ) ، فهي في ولد عليّ عليه‌السلام خاصّة إلى يوم القيامة ، إذ لا نبيّ بعد محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٢).

وقال علي بن إبراهيم ، قوله : (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ) ، فإنّ هذه الآية مقدّمة ومؤخّرة ، وإنما هي : «وقال الذين أوتوا العلم والإيمان في كتاب الله لقد لبثتم إلى يوم البعث» (٣).

__________________

(١) آل عمران : ٦٨.

(٢) الكافي : ج ١ ، ص ١٥٤ ، ح ١.

(٣) تفسير القمّي : ج ٢ ، ص ١٦٠.

٤٣٠

* س ٢٢ : ما هو معنى قوله تعالى :

(فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٥٧) وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ (٥٨) كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (٥٩) [سورة الروم : ٥٧ ـ ٥٩]؟!

الجواب / قال الشيخ الطبرسي : ثم أخبر سبحانه عن علماء المؤمنين في ذلك اليوم فقال : (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ) أي : آتاهم الله العلم بما نصب لهم من الأدلة الموجبة له ، فنظروا فيها ، فحصل لهم العلم ، فلذلك أضافه إلى نفسه ، لما كان هو الناصب للأدلة على العلوم ، والتصديق بالله وبرسوله. (لَقَدْ لَبِثْتُمْ) أي : مكثتم (فِي كِتابِ اللهِ) ومعناه إن لبثكم ثابت في كتاب الله ، ثبته الله فيه ، والمراد لقد لبثتم في قبوركم. (إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ). وقيل : إن الذين أوتوا العلم والإيمان هم الملائكة. وقيل : هم الأنبياء. وقيل : هم المؤمنون. وقيل : إن هذا على التقديم ، وتقديره : وقال الذين أوتوا العلم في كتاب الله ، وهم الذين يعلمون كتاب الله والإيمان ، لقد لبثتم إلى يوم البعث. وقال الزجاج : في كتاب الله أي : في علم الله المثبت في اللوح المحفوظ (فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ) الذي كنتم تنكرونه في الدنيا. (وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) وقوعه في الدنيا فلم ينفعكم العلم به الآن. ويدل على هذا المعنى قوله (فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا) أنفسهم بالكفر (مَعْذِرَتُهُمْ) فلا يمكنون من الاعتذار ، ولو اعتذروا لم يقبل عذرهم (وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) أي : لا يطلب منهم الإعتاب والرجوع إلى الحق (١).

__________________

(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٧٢ ـ ٧٣.

٤٣١

* س ٢٣ : ما هو معنى قوله تعالى :

(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) (٦٠) [سورة الروم : ٦٠]؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم : أي لا يغضبنّك ، قال : كان علي بن أبي طالب عليه‌السلام يصلّي وابن الكوّاء خلفه ، وأمير المؤمنين عليه‌السلام يقرأ ، فقال ابن الكوّاء : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ)(١) فسكت أمير المؤمنين عليه‌السلام حتى سكت ابن الكوّاء ، ثم عاد في قراءته ، حتى فعل ابن الكوّاء ثلاث مرّات ، فلما كان في الثالثة ، قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ)(٢).

__________________

(١) الزمر : ٦٥.

(٢) تفسير القمّي : ج ٢ ، ص ١٦٠.

٤٣٢

فهرس

سورة الحج

ما هو فضل سورة الحج؟!......................................................... ٥

[سورة الحج : ١ ـ ٣]؟!........................................................... ٦

[سورة الحج : ٤]؟!.............................................................. ٩

[سورة الحج : ٥ ـ ٩]؟!........................................................... ٩

[سورة الحج : ١٠]؟!........................................................... ١١

[سورة الحج : ١١ ـ ١٢]؟!...................................................... ١٢

[سورة الحج : ١٣ ـ ١٤]؟!...................................................... ١٤

[سورة الحج : ١٥]؟!........................................................... ١٤

[سورة الحج : ١٦ ـ ١٧]؟!...................................................... ١٦

[سورة الحج : ١٨]؟!........................................................... ١٧

[سورة الحج : ١٩ ـ ٢٢]؟!...................................................... ١٨

[سورة الحج : ٢٣]؟!........................................................... ٢٠

[سورة الحج : ٢٤]؟!........................................................... ٢١

[سورة الحج : ٢٥]؟!........................................................... ٢٢

[سورة الحج : ٢٦]؟!........................................................... ٢٣

[سورة الحج : ٢٧]؟!........................................................... ٢٤

٤٣٣

[سورة الحج : ٢٨]؟!........................................................... ٢٨

[سورة الحج : ٢٩]؟!........................................................... ٣٠

[سورة الحج : ٣٠]؟!........................................................... ٣٢

[سورة الحج : ٣٢]؟!........................................................... ٣٣

[سورة الحج : ٣٣]؟!........................................................... ٣٣

[سورة الحج : ٣٤ ـ ٣٥]؟!...................................................... ٣٣

[سورة الحج : ٣٦]؟!........................................................... ٣٥

[سورة الحج : ٣٧]؟!........................................................... ٣٦

[سورة الحج : ٣٨]؟!........................................................... ٣٦

[سورة الحج : ٣٩ ـ ٤٠]؟!...................................................... ٣٧

[سورة الحج : ٤١ ـ ٤٤]؟!...................................................... ٤٠

[سورة الحج : ٤٥]؟!........................................................... ٤٢

[سورة الحج : ٤٦]؟!........................................................... ٤٣

[سورة الحج : ٤٧]؟!........................................................... ٤٤

[سورة الحج : ٤٨ ـ ٤٩]؟!...................................................... ٤٤

[سورة الحج : ٥٠ ـ ٥١]؟!...................................................... ٤٥

[سورة الحج : ٥٢ ـ ٥٥]؟!...................................................... ٤٥

[سورة الحج : ٥٦]؟!........................................................... ٤٨

[سورة الحج : ٥٧ ـ ٥٩]؟!...................................................... ٤٩

[سورة الحج : ٦٠]؟!........................................................... ٥٠

[سورة الحج : ٦١ ـ ٦٦]؟!...................................................... ٥١

٤٣٤

[سورة الحج : ٦٧ ـ ٧٠]؟! ..................................................... ٥٤

[سورة الحج : ٧١]؟!........................................................... ٥٥

[سورة الحج : ٧٢]؟!........................................................... ٥٥

[سورة الحج : ٧٣]؟!........................................................... ٥٦

[سورة الحج : ٧٤]؟!........................................................... ٥٧

[سورة الحج : ٧٥]؟!........................................................... ٥٧

[سورة الحج : ٧٦]؟!........................................................... ٥٩

[سورة الحج : ٧٧ ـ ٧٨]؟!...................................................... ٥٩

فهرس سورة المؤمنون

ما هو فضل سورة المؤمنون؟!..................................................... ٦٥

[سورة المؤمنون : ١ ـ ٤]؟!...................................................... ٦٥

[سورة المؤمنون : ٥ ـ ١١]؟!..................................................... ٦٦

[سورة المؤمنون : ١٢]؟!........................................................ ٦٨

[سورة المؤمنون : ١٣ ـ ١٤]؟!................................................... ٦٨

[سورة المؤمنون : ١٥ ـ ١٦]؟!................................................... ٧٠

[سورة المؤمنون : ١٧ ـ ٢٠]؟!................................................... ٧١

[سورة المؤمنون : ٢١]؟!........................................................ ٧١

[سورة المؤمنون : ٢٢]؟!........................................................ ٧٢

[سورة المؤمنون : ٢٣ ـ ٣٠]؟!................................................... ٧٢

[سورة المؤمنون : ٣١ ـ ٤٠]؟!................................................... ٧٥

٤٣٥

[سورة المؤمنون : ٤١ ـ ٤٩]؟!................................................... ٧٧

[سورة المؤمنون : ٥٠ ـ ٥٢]؟!................................................... ٧٩

[سورة المؤمنون : ٥٣ ـ ٦١]؟!................................................... ٨٠

[سورة المؤمنون : ٦٢]؟!........................................................ ٨٢

[سورة المؤمنون : ٦٢ ـ ٧٥]؟!................................................... ٨٣

[سورة المؤمنون : ٧٦ ـ ٧٧]؟!................................................... ٨٥

[سورة المؤمنون : ٧٨ ـ ٨١]؟!................................................... ٨٦

[سورة المؤمنون : ٨٢ ـ ٩٢]؟!................................................... ٨٧

[سورة المؤمنون : ٩٣ ـ ٩٥]؟!................................................... ٨٩

[سورة المؤمنون : ٩٦]؟!........................................................ ٨٩

[سورة المؤمنون : ٩٧ ـ ٩٨]؟!................................................... ٩٠

[سورة المؤمنون : ٩٩ ـ ١٠٠]؟!................................................. ٩٠

[سورة المؤمنون : ١٠١ ـ ١٠٤]؟!................................................ ٩١

[سورة المؤمنون : ١٠٥ ـ ١٠٨]؟!................................................ ٩٣

[سورة المؤمنون : ١٠٩ ـ ١١١]؟!................................................ ٩٤

[سورة المؤمنون : ١١٢ ـ ١١٨]؟!................................................ ٩٥

فهرس سورة النور

ما هو فضل سورة النور؟!........................................................ ٩٩

[سورة النور : ١ ـ ٢]؟!......................................................... ٩٩

[سورة النور : ٣]؟!........................................................... ١٠٠

٤٣٦

[سورة النور : ٤ ـ ٥]؟!....................................................... ١٠١

[سورة النور : ٦ ـ ٩]؟!....................................................... ١٠٣

[سورة النور : ١٠]؟!......................................................... ١٠٥

[سورة النور : ١١]؟!......................................................... ١٠٦

[سورة النور : ١٢ ـ ١٨]؟!.................................................... ١٠٧

[سورة النور : ١٩ ـ ٢٠]؟!.................................................... ١٠٩

[سورة النور : ٢١]؟!......................................................... ١١٠

[سورة النور : ٢٢ ـ ٢٦]؟!.................................................... ١١١

[سورة النور : ٢٧ ـ ٢٩]؟!.................................................... ١١٤

[سورة النور : ٣٠ ـ ٣١]؟!.................................................... ١١٥

[سورة النور : ٣٢]؟!......................................................... ١١٨

[سورة النور : ٣٣]؟!......................................................... ١١٩

[سورة النور : ٣٤]؟!......................................................... ١٢٠

[سورة النور : ٣٥]؟!......................................................... ١٢١

[سورة النور : ٣٦ ـ ٣٨]؟!.................................................... ١٢٥

[سورة النور : ٣٩]؟!......................................................... ١٢٧

[سورة النور : ٤٠]؟!......................................................... ١٢٨

[سورة النور : ٤١ ـ ٤٢]؟!.................................................... ١٢٩

[سورة النور : ٤٣ ـ ٤٤]؟!.................................................... ١٣٠

[سورة النور : ٤٥ ـ ٤٦]؟!.................................................... ١٣٢

[سورة النور : ٤٧ ـ ٥٢]؟!.................................................... ١٣٣

٤٣٧

[سورة النور : ٥٣]؟!......................................................... ١٣٤

[سورة النور : ٥٤]؟!......................................................... ١٣٥

[سورة النور : ٥٥]؟!......................................................... ١٣٦

[سورة النور : ٥٦ ـ ٥٧]؟!.................................................... ١٣٨

[سورة النور : ٥٨]؟!......................................................... ١٣٩

[سورة النور : ٥٩]؟!......................................................... ١٤٠

[سورة النور : ٦٠]؟!......................................................... ١٤١

[سورة النور : ٦١]؟!......................................................... ١٤٢

[سورة النور : ٦٢]؟!......................................................... ١٤٥

[سورة النور : ٦٣]؟!......................................................... ١٤٥

[سورة النور : ٦٤]؟!......................................................... ١٤٦

فهرس سورة الفرقان

ما هو فضل سورة الفرقان؟!.................................................... ١٥١

[سورة الفرقان : ١]؟!......................................................... ١٥١

[سورة الفرقان : ٢ ـ ٦]؟!..................................................... ١٥٢

[سورة الفرقان : ٧ ـ ١٠]؟!.................................................... ١٥٣

[سورة الفرقان : ١١]؟!....................................................... ١٥٤

[سورة الفرقان : ١٢ ـ ١٤]؟!.................................................. ١٥٥

[سورة الفرقان : ١٥ ـ ١٦]؟!.................................................. ١٥٦

[سورة الفرقان : ١٧ ـ ١٩]؟!.................................................. ١٥٧

٤٣٨

[سورة الفرقان : ٢٠]؟!....................................................... ١٥٨

[سورة الفرقان : ٢١]؟!....................................................... ١٥٩

[سورة الفرقان : ٢٢]؟!....................................................... ١٥٩

[سورة الفرقان : ٢٣]؟!....................................................... ١٦٠

[سورة الفرقان : ٢٤]؟!....................................................... ١٦١

[سورة الفرقان : ٢٥]؟!....................................................... ١٦٢

[سورة الفرقان : ٢٦]؟!....................................................... ١٦٢

[سورة الفرقان : ٢٧ ـ ٢٩]؟!.................................................. ١٦٢

[سورة الفرقان : ٣٠]؟!....................................................... ١٦٤

[سورة الفرقان : ٣١ ـ ٣٣]؟!.................................................. ١٦٤

[سورة الفرقان : ٣٤]؟!....................................................... ١٦٦

[سورة الفرقان : ٣٥ ـ ٣٧]؟!.................................................. ١٦٧

[سورة الفرقان : ٣٨]؟!....................................................... ١٦٨

[سورة الفرقان : ٣٩ ـ ٤٠]؟!.................................................. ١٧٣

[سورة الفرقان : ٤١ ـ ٤٢]؟!.................................................. ١٧٤

[سورة الفرقان : ٤٣]؟!....................................................... ١٧٤

[سورة الفرقان : ٤٤]؟!....................................................... ١٧٥

[سورة الفرقان : ٤٥]؟!....................................................... ١٧٦

[سورة الفرقان : ٤٦ ـ ٤٧]؟!.................................................. ١٧٧

[سورة الفرقان : ٤٨]؟!....................................................... ١٧٨

[سورة الفرقان : ٤٩ ـ ٥٢]؟!.................................................. ١٧٩

٤٣٩

[سورة الفرقان : ٥٣]؟!....................................................... ١٨٠

[سورة الفرقان : ٥٤]؟!....................................................... ١٨١

[سورة الفرقان : ٥٥]؟!....................................................... ١٨٢

[سورة الفرقان : ٥٦ ـ ٥٨]؟!.................................................. ١٨٣

[سورة الفرقان : ٥٩]؟!....................................................... ١٨٤

[سورة الفرقان : ٦٠]؟!....................................................... ١٨٤

[سورة الفرقان : ٦١]؟!....................................................... ١٨٥

[سورة الفرقان : ٦٢]؟!....................................................... ١٨٥

[سورة الفرقان : ٦٣ ـ ٦٦]؟!.................................................. ١٨٦

[سورة الفرقان : ٦٧]؟!....................................................... ١٨٧

[سورة الفرقان : ٦٨ ـ ٧٠]؟!.................................................. ١٨٩

[سورة الفرقان : ٧١]؟!....................................................... ١٩١

[سورة الفرقان : ٧٢]؟!....................................................... ١٩١

[سورة الفرقان : ٧٣]؟!....................................................... ١٩٢

[سورة الفرقان : ٧٤]؟!....................................................... ١٩٢

[سورة الفرقان : ٧٥ ـ ٧٦]؟!.................................................. ١٩٣

[سورة الفرقان : ٧٧]؟!....................................................... ١٩٣

فهرس سورة الشعراء

ما هو فضل سورة الشعراء؟!.................................................... ١٩٧

[سورة الشعراء : ١ ـ ٣]؟!..................................................... ١٩٨

٤٤٠