تفسير الخزرجي

أبي جعفر أحمد بن عبدالصمد بن عبدالحق الخزرجي

تفسير الخزرجي

المؤلف:

أبي جعفر أحمد بن عبدالصمد بن عبدالحق الخزرجي


المحقق: الشيخ أحمد فريد المزيدي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-5480-X

الصفحات: ٤٧٢

٢٤ ـ و (وَالْمُحْصَناتُ) هنا ذوات الأزواج (١).

و (كِتابَ اللهِ عَلَيْكُمْ) أي : فريضة عليكم (٢).

و (مُحْصِنِينَ) أي : متزوجين (٣).

و (غَيْرَ مُسافِحِينَ) أي : غير زناة ، والسفاح الزنا وأصله من سفحت القربة إذا صببتها (٤).

و (فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَ) أي : أعطوهن مهورهن (٥).

٢٥ ـ و (طَوْلاً) أي : سعة في المال (٦).

و (أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ) أي : الحرائر (٧).

و (فَتَياتِكُمُ) أي : إمائكم (٨).

و (مُحْصَناتٍ) أي : عفائف.

و (غَيْرَ مُسافِحاتٍ) أي : غير زوان.

و (أَخْدانٍ) أي : أصدقاء (٩).

و (أُحْصِنَ) أي : زوجن ومن قرأ أحصن بفتح الهمزة والصاد ، فمعناه أسلمن وسأستوفي معاني الإحصان في الباب الذي ختمت به هذا الكتاب.

__________________

(١) انظر : تفسير الغريب (١٢٣).

(٢) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٣٧).

(٣) انظر : تفسير الغريب (١٢٣).

(٤) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٣٨).

(٥) انظر : تفسير الغريب (١٢٣).

(٦) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٢٣).

(٧) انظر : تفسير الغريب (١٢٤).

(٨) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٢٣).

(٩) انظر : نزهة القلوب (٨).

٨١

و (نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ) أي : ما على البكر الحرة (١).

و (مِنَ الْعَذابِ) أي : من الحد (٢).

و (الْعَنَتَ) الفجور وأصله الضرر والفساد من قولهم عنت يعنت (٣).

وسأستوفي ذكره في الباب الذي ختمت به هذا الكتاب.

٣١ ـ و (عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) أي : صغار ذنوبكم (٤).

٣٣ ـ و (مَوالِيَ) أي : أولياء وورثة أي : عصبة (٥).

و (عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ) أي : حالفتم (٦).

و (نَصِيبَهُمْ) يعني : من النصر والمعونة (٧).

و (حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ) أي : لغيب أزواجهن (٨).

و (نُشُوزَهُنَ) أي : بغضهن لأزواجهن يقال : نشوز ونشوص (٩).

٣٥ ـ و (شِقاقَ) أي : تباعدا.

٣٦ ـ و (ذِي الْقُرْبى) أي : ذي القرابة (١٠).

و (وَالْجارِ الْجُنُبِ) هو القريب (١١).

__________________

(١) انظر : تفسير الغريب (١٢٤).

(٢) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٢٣).

(٣) انظر : تفسير الغريب (١٢٤).

(٤) انظر : تفسير الغريب (١٢٥).

(٥) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٢٤).

(٦) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٦).

(٧) انظر : غريب القرآن (١١٧).

(٨) انظر : تفسير الغريب (١٢٦).

(٩) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٢٥).

(١٠) انظر : تفسير الغريب (١٢٦).

(١١) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٥٠).

٨٢

و (وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) هو الرفيق في السفر (١).

و (وَابْنِ السَّبِيلِ) الضيف (٢).

و (مُخْتالاً) أي : ذا خيلاء وهو التكبر والعجب (٣).

٤٠ ـ و (مِثْقالَ ذَرَّةٍ) أي : زنة نملة صغير (٤).

و (يُضاعِفْها) أي : يعطي مثلها مرات ولو قرئ (يُضاعِفْها) كان معناه : يعطي مثلها مرة واحدة (٥).

٤٢ ـ و (لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ)(٦) أي : يكونون ترابا (٧).

٤٣ ـ و (إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ) أي : إلا مجتازين غير مقيمين يعني : المساجد لا تقربوها وأنتم جنب.

و (الْغائِطِ) الحدث وأصله المطمئن من الأرض ، وكانوا إذا أرادوا قضاء الحاجة أتوا غائطا من الأرض ، ففعلوا ذلك فيه فكنى عن الحدث بالغائط (٨) قالوا من ذلك غاط يغوط وتغوط يتغوط بمعنى أحدث (٩).

و (لامَسْتُمُ) ولمستم قرأت القراء بهما وهما بمعنى الكناية عن الجماع (١٠).

و (فَتَيَمَّمُوا) أي : تعمدوا (١١).

__________________

(١) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٢٦).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٢٧).

(٣) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٥١).

(٤) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٢٧).

(٥) انظر : تفسير الغريب (١٢٧).

(٦) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٢٨).

(٧) انظر : تفسير الغريب (١٢٧).

(٨) انظر : نزهة القلوب : (١٤٨).

(٩) انظر : تفسير الطبري (٥ / ١٠١).

(١٠) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٢٨).

(١١) انظر : تفسير الغريب (١٢٧).

٨٣

و (صَعِيداً) أي : ترابا والصعيد وجه الأرض (١).

و (طَيِّباً) أي : نظيفا (٢).

٤٦ ـ و (غَيْرَ مُسْمَعٍ) أي : لا سمعت (٣).

و (وَراعِنا) قد تقدم القول عليه في سورة البقرة.

و (وَانْظُرْنا) أي : انتظرنا يقال نظرته وانتظرته بمعنى واحد (٤).

و (لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ) أي : قلبا وعدولا عن القصد (٥).

و (وَطَعْناً) أي : قدحا وتعييبا.

٤٧ ـ و (نَطْمِسَ وُجُوهاً) أي : نمحو ما فيها من عين وأنف ونحو ذلك (٦).

و (عَلى أَدْبارِها) أي : على أقفائها (٧) والقفا دبر الوجه.

٥١ ـ و (بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) كل معبود سوى الله (٨) وقيل : إنهما في هذه السورة (٩).

حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف ، وقد قيل : إن الجبت : السحر (١٠).

وقال المبرد : إن التاء في الجبت مبدلة من السين وهو الكافر وهو المعاند أيضا (١١).

__________________

(١) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٥٦).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٢٧).

(٣) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٥٨).

(٤) انظر : تفسير الغريب (١٢٨).

(٥) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٥٩).

(٦) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٢٩).

(٧) انظر : تفسير الغريب (١٢٨).

(٨) انظر : نزهة القلوب : (٧٢).

(٩) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٦١).

(١٠) انظر : غريب القرآن (١٢٠).

(١١) انظر : نزهة القلوب (٧٢).

٨٤

وسأستوفي ما قيل في الطاغوت (١) في حرف الطاء من باب ختم هذا الكتاب.

٥٣ ـ والنقير : النقطة التي فيها ظهر النواة (٢).

٤٩ ـ والفتيل : القشرة في بطنها (٣).

٥٩ ـ و (تَأْوِيلاً) أي : عاقبة (٤).

٦٥ ـ و (شَجَرَ بَيْنَهُمْ) أي : اختلط بينهم واختلفوا فيه (٥).

و (حَرَجاً) أي : شكا.

٦٦ ـ و (كَتَبْنا عَلَيْهِمْ) أي : فرضنا (٦).

٧١ ـ و (ثُباتٍ) أي : جماعات في تفرقة كل جماعة منها ثبة والثبة واحد في

__________________

(١) تفسير الطاغوت على ثلاثة وجوه :

فوجه منها : الطاغوت : يعني به الشيطان ، فذلك قوله في البقرة : (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ)[البقرة : ٢٥٦] ، يعني بالطاغوت الشيطان ، نظيرها في النساء حيث يقول : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) [النساء : ٧٦] ، يعني في طاعة الشيطان ، نظيرها أيضا في المائدة حيث يقول : (وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ)[المائدة : ٦٠] ، يعني الشيطان.

والوجه الثاني : الطاغوت : يعني الأوثان التي تعبد من دون الله ، فذلك قوله في النحل : (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)[النحل : ٣٦] ، يعني واجتنبوا عبادة الأوثان ، نظيرها في الزمر حيث يقول : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها)[الزمر : ١٧] ، يعني الذين اجتنبوا عبادة الأوثان وأنابوا إلى ربهم.

والوجه الثالث : الطاغوت : يعني كعب بن الأشرف اليهودي ، فذلك قوله في البقرة (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ)[البقرة : ٢٥٧] ، يعني كعب ، (يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ)[البقرة : ٢٥٨] ، نظيرها في النساء حيث يقول : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ)[آل عمران : ٢٣] ، يعني اليهود : (يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ)[النساء : ٥١] ، يعني كعب بن الأشرف. وانظر : الوجوه والنظائر (٢٨) بتحقيقنا.

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٢٩).

(٣) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٢٩).

(٤) انظر : تفسير الغريب (١٣٠).

(٥) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٣١).

(٦) انظر : تفسير الغريب (١٣٠).

٨٥

اللفظ جمع في المعنى (١).

٧٨ ـ و (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) أي : قحط (٢).

و (هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ) أي : هذه بشؤمك (٣).

٧٩ ـ و (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ) أي : نعمة.

و (وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ) أي : بلية.

٨١ ـ و (بَيَّتَ طائِفَةٌ) أي : قدروا بليل (٤).

ومن هذا قولهم أمر قدر بليل ، وقيل : معنى بيت بدل (٥).

٨٥ ـ و (كِفْلٌ) أي : نصيب (٦).

و (مُقِيتاً) أي : مقتدار يروى هذا عن ابن عباس (٧).

قال أهل اللغة يقال : أقات على الشيء أي : اقتدر.

وقال بعضهم هو بمعنى الحفيظ الشاهد للشيء (٨).

منسوخه

في هذا الحزب من الآي المنسوخة :

قوله تعالى : (وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ) [النساء : ٢٤] قال عطاء وغيره : هي منسوخة بقول النبي (٩) صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها».

وقال من لا يرى نسخ القرآن بالسنة ليس هذا بنسخ وإنما السنة هنا مبينة الآية

__________________

(١) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٧٥).

(٢) انظر : معاني القرآن (٢ / ٧٩).

(٣) انظر : تفسير الغريب (١٣٠).

(٤) انظر : نزهة القلوب (٤١).

(٥) انظر : تفسير الغريب (١٣٢).

(٦) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٣٥).

(٧) انظر : الإتقان (٢ / ٧٠).

(٨) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٨٥).

(٩) انظر : الإيضاح (١٠٣).

٨٦

ومخصصة لها.

وقوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً) [النساء : ٢٥] الآية نسخها تعالى بقوله (١) : (ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ) [النساء : ٢٥].

وقيل إن ذلك تخصيص لها وتبيين وليس بنسخ وهو المختار عند أكثر أهل العلم.

وقوله تعالى : (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَ) [النساء : ٢٤] الآية.

يروى عن ابن عباس أنها منسوخة بقوله (٢) : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) [الطلاق : ١] .. يروى عن عائشة وعن ابن عباس أنها منسوخة بما جعل الله بيد الزوج من الطلاق ، وبالعدة وبالميراث بين الزوجين وبالصداق والشهادة والولي.

وهو قول عروة وابن المسيب والقاسم بن محمد والسدي (٣) ، وقد جاء عن ابن عباس أنها محكمة لم تنسخ لكنها في النكاح الصحيح وليست في المتعة.

وقوله تعالى : (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ) [النساء : ٢٤] الآية.

كل من يرى أن الآية قبلها نزلت في المتعة وأنها منسوخة يقول : إن هذه أيضا منسوخة بما نسخ به نكاح المتعة (٤) في السنة في وصايا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم حجة الوداع.

ومن يرى أن الآية قبلها محكمة نزلت في النكاح الصحيح يقول : إن هذه أيضا محكمة يراد بها النكاح الصحيح.

__________________

(١) انظر : الإيضاح (١٨٤).

(٢) انظر : الإيضاح (١٨٣).

(٣) انظر : الإيضاح (١٨٦).

(٤) قال ابن العربي : تنبيه : قوله تعالى : (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ)، يدل على جواز ترك بعض المهر أو إسقاطه بعد تقديره ، ولكن ذلك من مالك أمر نفسه ؛ أما المحجورة ، فذلك لوليها إن كان لها ؛ وأما الزيادة في الصداق بعد فرضه ، أو في ثمن البيع ، بعد أن انعقد فقال مالك وأبو حنيفة : حكم الزيادة ، حكم الصداق أو الثمن. وقال الشافعي : هي هبة محضة.

٨٧

وأن الزوج المعسر ، يجوز للزوجة أو الولي أن يسقطا عنه بعض الصداق (١).

وقوله تعالى : (لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) [النساء : ٢٩].

يروى عن ابن عباس من طريق ضعيف لا يصح عنه ذلك أنها منسوخة بقوله : (وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ) [النور : ٦١] الآية إلى آخرها.

وإنما العجب من أبي عبيد أنه أشار إلى ذلك واستجازه (٢) وهو أحد أحبار الأمة.

ولا خفاء أن هذه الآية لا تكون منسوخة فإن الناسخ (٣) يحل ما حرم المنسوخ ويحرم ما أحل المنسوخ وأكل أموال الناس بالباطل لا يحله شيء في دين الله من نص ولا قياس.

وكل ما أحلته آية النور من الأكل في بيوت من ذكر فيها لا يكون إلا عن طيب نفس من أرباب البيوت المذكورين فليس هو أكل مال بالباطل إلا أن يكونوا تأولوا في قوله بالباطل : معنى غير ما نعرف فيجب عليهم ذكره ولم يسمع عنهم ذلك.

وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ) [النساء : ٣٣] الآية : قال ابن عباس نسخها تعالى بقوله : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) [الأنفال : ٧٥].

ونسخها أيضا بالمواريث وهو قول طائفة من أهل العلم (٤).

قال ابن المسيب : نزلت هذه الآية في الذين يتبنون غير أبنائهم ويورثونهم فنسخ الله ذلك بقوله : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ).

وقد قيل إنها محكمة وإن معناها الحض على المعونة والنصر.

وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى) [النساء : ٤٣] الآية. نسخها تعالى بقوله في المائدة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ) والتي بعدها إلى قوله (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة : ٩١].

__________________

(١) انظر : الإيضاح (١٨٩).

(٢) انظر : الإيضاح (١٨٩).

(٣) في الأصل طمس والزيادة لازمة يقتضيها السياق ولا يتم المعنى بدونها.

(٤) انظر : الإيضاح (١٩٢).

٨٨

وقال عكرمة : نسخها بقوله (١) : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) [المائدة : ٦]. يريد أنه كان أبيح لهم أن يؤخروا الصلاة في حال السكر حتى يزول السكر.

إذ كانت الخمر غير محرمة ولم يختلف أحد أن مفهوم الخطاب من جواز السكر في هذه الآية منسوخ بقوله (فَاجْتَنِبُوهُ) وبقوله (مُنْتَهُونَ) ما تقدم ذكره.

وقال الضحاك ، وزيد بن أسلم : إن الآية محكمة ومعنى السكر فيها السكر من النوم لا من المسكر (٢).

وقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ) [النساء : ٦٤]. الآية.

نسخها تعالى بقوله (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً) [التوبة : ٨٠] الآية.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لأزيدن على السبعين» فأنزل الله (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) [المنافقون : ٦].

فصارت هذه الآية أيضا ناسخة للتي قبلها (٣).

وقوله تعالى : (فَانْفِرُوا ثُباتٍ) [النساء : ٧١] الآية.

روي عن ابن عباس أنها منسوخة بقوله تعالى : (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً) الآية [التوبة : ١٢٢]. وهذا لا يصح عن ابن عباس لأن الأمة مجمعة على أن الناس مخيرون بين أن ينفروا للجهاد جميعا ، وينفر بعضهم دون بعض على الكفاية إلا عند الحاجة فيكون النفير فرضا على الجميع (٤).

وحكم هذا الإجماع باق إلى اليوم والآية محكمة غير منسوخة وهو قول جمهور العلماء.

__________________

(١) انظر : الإيضاح (١٩٣).

(٢) انظر : الإيضاح (١٩٤).

(٣) انظر : نواسخ القرآن (١٣١).

(٤) انظر : الإيضاح (٢١٦ ، ٢١٧).

٨٩

وقوله تعالى : (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ) [النساء : ٦٣].

وقوله تعالى : (فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) [النساء : ٨٠].

وقوله تعالى : (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) [النساء : ٨١].

هذه الآيات الثلاث قال ابن عباس وغيره هن منسوخات بآية السيف وبآيات الشدة.

كما ذكرت أن الغلظة تنسخ المسالمة واللين.

وقد قيل : إن قوله (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ) محكم غير منسوخ لاتصال الأمر فيه بالسيف إن لم يقبلوه ، وذلك في آخر الآية في قوله (١) : (وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً) [النساء : ٦٣] ثم قال : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ) [النساء : ٦٤] الآية.

الحزب العاشر : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ) [النساء : ٨٦].

غريبه :

٨٦ ـ (حَسِيباً) أي : كافيا (٢) ، وقد تقدم وسأستوفي ما قيل فيه في باب ختم هذا الكتاب.

٨٨ ـ (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ) أي : فرقتين مختلفتين (٣).

و (أَرْكَسَهُمْ) أي : نكسهم (٤).

٩٠ ـ و (يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ) أي : ينتسبون (٥).

و (حَصِرَتْ) أي : ضاقت (٦).

__________________

(١) انظر : الإيضاح : (٢١٥).

(٢) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٣٥).

(٣) انظر : تفسير الغريب (١٣٣).

(٤) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٨٨).

(٥) انظر : تفسير الغريب (١٣٣).

(٦) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٣٦).

٩٠

و (السَّلَمَ) الانقياد والاستسلام (١).

٩٥ ـ و (أُولِي الضَّرَرِ) أي : أولو الزمانة (٢).

و (الْحُسْنى) الجنة (٣).

١٠٠ ـ و (مُراغَماً) أي : مهاجرا (٤) وقيل مضطربا (٥).

وكلا القولين مصيب فمعنى ذلك : مضطربا في حال هجره ، وقيل مأخوذ من الرغام وهو التراب (٦).

١٠١ ـ و (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ) أي : سرتم فيها وقيل تباعدتم فيها.

١٠٣ ـ و (مَوْقُوتاً) أي : موقتا (٧).

١٠٤ ـ و (تَهِنُوا) أي : تضعفوا (٨).

و (ابْتِغاءِ) أي : في طلب (٩).

و (يَأْلَمُونَ) أي : يجدون الألم (١٠).

١٠٧ ـ و (يَخْتانُونَ) أي : يخونون (١١) يعني أبا طعمة وقرابته لأنه سرق درعا ورهنها عند يهودي ثم ادعى عليه أنه السارق لها ، وداهن عليه في ذلك رهطه وهم من

__________________

(١) انظر : تفسير الغريب (١٣٤).

(٢) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٩٣).

(٣) انظر : نزهة القلوب (٢ / ٩٣).

(٤) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٣٨).

(٥) انظر : تفسير الطبري (٥ / ٢٤٢).

(٦) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٩٦ ، ٩٧).

(٧) انظر : تفسير الغريب (١٣٥).

(٨) انظر : نزهة القلوب (٥٠).

(٩) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٠٠).

(١٠) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٣٩).

(١١) انظر : نزهة القلوب : (٤٩).

٩١

الأنصار ففضحه الوحي (١).

١١٤ ـ و (مِنْ نَجْواهُمْ) أي : من سرهم (٢).

١١٥ ـ و (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ) أي : يعاديه يعني أبا طعمة ؛ لأنه ارتد إلى مكة وعادى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يلبث أن وقع عليه الحائط فهلك (٣).

١١٧ ـ و (إِلَّا إِناثاً) أي : الآلهة المؤنثة يعني : اللات والعزى ومناة (٤).

و (مَرِيداً) أي : ماردا وهو العاتي (٥).

١١٩ ـ و (فَلَيُبَتِّكُنَ) أي : يشقون (٦).

و (فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ) يعني : بالخصاء وقطع الآذان وسائر المثل وقد قيل : إن خلق الله هنا : دين الله (٧).

١٢١ ـ و (مَحِيصاً) أي : معدلا يقال : حاص عن الشيء يحيص (٨).

١٢٢ ـ و (مِنَ اللهِ قِيلاً) أي : قولا (٩).

و (بِأَمانِيِّكُمْ) أي : شهواتكم (١٠).

١٢٥ ـ و (خَلِيلاً) أي : صديقا هو فعيل من الخلة ، وهي الصداقة والمودة (١١).

__________________

(١) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٠١) ، (١٠٢).

(٢) انظر : نزهة القلوب (٢٠٣).

(٣) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٠١ ، ١٠٢ ـ ١٠٦).

(٤) انظر : تفسير الغريب (١٣٥).

(٥) انظر : نزهة القلوب (١٧٥).

(٦) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٤٠).

(٧) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١١٠).

(٨) انظر : غريب القرآن (١٢٤).

(٩) انظر : نزهة القلوب (١٦٤).

(١٠) انظر : نزهة القلوب (٥).

(١١) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١١٢) (١١٤).

٩٢

١٢٩ ـ و (كَالْمُعَلَّقَةِ) أي : كالمحبوسة لا هي أيّم ولا ذات زوج (١).

١٣٥ ـ و (وَإِنْ تَلْوُوا) أي : تميلوا إلى أحد الخصمين وهو مأخوذ من اللي في الشهادة وهو الميل فيها والمحاباة (٢).

١٤١ ـ و (نَسْتَحْوِذْ) أي : نغلب (٣).

١٤٢ ـ و (كُسالى) جمع كسلان يقال يكسل كسلا ويقال للمرأة كسلى وكسلانة ومكسال.

١٤٣ ـ و (مُذَبْذَبِينَ) أي : مضطربين مترددين بين أمرين.

١٤٥ ـ و (فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ) أي : في الطبقة السفلى ، يعني : أن النار دركات أي : طبقات بعض دون بعض (٤).

منسوخه

في هذا الحزب من الآي المنسوخة :

قوله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ) [النساء : ٩٠] الآية.

قال ابن عباس : نسخها تعالى بقوله (٥) (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [التوبة : ٥] الآية .. وبقوله (وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً) [التوبة : ٣٦](٦).

وقوله تعالى : (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ) [النساء : ٩٠] الآية.

__________________

(١) انظر : تفسير الطبري (٥ / ٣١٦).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٣٦).

(٣) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٤١).

(٤) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٤٢).

(٥) انظر : الإيضاح (١٩٥).

(٦) قال ابن العربي : انتصب كافة على أنه مصدر في موضع المال ، أي : قاتلوهم مجتمعين ، ومحيطين بهم من كل جهة ، ووزنه فاعلة أي كافية ، وهو مصدر غريب.

وكافة الشيء بحيث لا يبقى بعده زيادة عليه ، ومثله عامة وخاصة ، وهذه مصادر لا تثنى ولا تجمع.

وقال الطبري : قاتلوهم مؤتلفين لا مختلفين ، والله مع المتقين بالنصر.

٩٣

وقوله تعالى : (وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ) [النساء : ٩٢] الآية.

قال ابن أويس : هما منسوخان بقوله تعالى (١) (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) الآية.

وقوله تعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً) [النساء : ٩٣] الآية : نسخها تعالى بقوله (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ) [النساء : ١١٦] الآية ..

وبقوله في الفرقان : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) الآيتين إلى قوله : (غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان : ٦٨ ـ ٧٠].

وقد قيل في آية الفرقان عكس ذلك : إنها ناسخة لقوله : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً).

وكلا القولين عن ابن عباس.

وروي عن زيد بن ثابت وغيره أن آية الفرقان نزلت قبل آية النساء بستة أشهر (٢).

وقد روي عن ابن عباس من طريق آخر أن الآية محكمة (٣). وصح هذا القول عن جماعة من السلف باختلاف بينهم في تأويل قوله في الآية (فَجَزاؤُهُ)(٤).

وقوله تعالى : (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا) [النساء : ١٠١] الآية نسخها ما فعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من التقصير في السفر في غير الخوف.

وقد قيل : إنها محكمة وإنها لو كانت منسوخة لذهب التقصير في الخوف (٥).

وقوله تعالى : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) [النساء : ١٤٥]. الآية ..

__________________

(١) انظر : الإيضاح (١٩٦).

(٢) انظر : الإيضاح (١٩٧).

(٣) انظر : الإيضاح (٢٠٥).

(٤) انظر : الإيضاح (١٩٨).

(٥) انظر : الإيضاح (٢١٤).

٩٤

نسخها تعالى بقوله في آخر الآية (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) الآية .. وقد قيل إنها محكمة لأن الاستثناء ليس بنسخ (١) إنما هو تمام الكلام الذي هو منه وقد تقدم ذكر ذلك.

الحزب الحادي عشر : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ) [النساء : ١٤٨].

غريبه :

١٤٨ ـ (إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) قال أهل التفسير معناه منع الضيافة (٢).

١٥٣ ـ (سُلْطاناً مُبِيناً) قد يمكن أن يكون السلطان هنا الملك ويمكن أن يكون الحجة والبرهان (٣).

١٥٦ ـ و (بُهْتاناً عَظِيماً) أي : قذفا بالباطل (٤) ، وسأستوفي ذكره في باب ختم هذا الكتاب.

١٥٧ ـ و (قَتَلُوهُ يَقِيناً) أي : قتلوا العلم به يقينا (٥).

١٦٢ ـ و (الرَّاسِخُونَ) قد تقدم ذكره.

١٧١ ـ و (لا تَغْلُوا) أي : تتجاوزوا المقدار.

١٧٢ ـ و (يَسْتَنْكِفَ) أي : يأنف (٦).

١٧٦ ـ و (الْكَلالَةِ) قد تقدم معناه في أول السورة.

__________________

(١) انظر : نواسخ القرآن (١٣٩).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٣٦).

(٣) انظر : نزهة القلوب (١١٥).

(٤) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٢٨).

(٥) انظر : تفسير الغريب (١٣٧).

(٦) انظر : تفسير الغريب (١٣٧).

٩٥

و (أَنْ تَضِلُّوا) أي : لئلا تضلوا (١).

سورة المائدة

وهي مدنية إلا آية واحدة نزلت بعرفة

والنبي واقف بها في حجة الوداع وهي (٢) (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) [المائدة : ٣] الآية.

١ ـ و (بِالْعُقُودِ) العهود وقيل : إنها ما ألزموا من الفرائض (٣).

٢ ـ و (بَهِيمَةُ) هي كل ما لا يعقل من الحيوان يقال : سميت بذلك لأنها تستبهم عن الجواب أي : تستغلق فكل مستبهم عن الجواب فهو بهيمة (٤).

٣ ـ و (حُرُمٌ) جمع حرام وهو المحرم (٥).

٤ ـ و (شَعائِرَ)(٦) قد تقدم ذكرها في سورة البقرة.

٥ ـ و (وَلَا الْقَلائِدَ) الإبل المقلدة بلحا شجر الحرم ، كان الرجل يقلد بعيره به فيأمن بذلك حيث سلك (٧).

٦ ـ و (آمِّينَ) أي : عامدين (٨).

٧ ـ و (فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ) أي : رزقا بالتجارة (٩).

٨ ـ و (وَرِضْواناً) أي : بالحج.

٩ ـ و (حَلَلْتُمْ) أي : خرجتم من إحرامكم.

__________________

(١) انظر : معاني القرآن (٢ / ١٣٦).

(٢) انظر : الكشف (١ / ٤٠٤).

(٣) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٣٩).

(٤) انظر : نزهة القلوب : (٤١).

(٥) انظر : تفسير الغريب (١٣٨).

(٦) انظر : معاني القرآن (١ / ٢٩٨).

(٧) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٤٢).

(٨) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٤٦).

(٩) انظر : تفسير الغريب (١٣٩).

٩٦

١٠ ـ و (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ) أي : لا يكسبنكم يقال : فلان جريمة أهله وجارمهم أي : كاسبهم (١).

١١ ـ و (شَنَآنُ قَوْمٍ)(٢) أي : بغض قوم يقال : شنئ يشنأ شنآنا وقرأت القراء بفتح النون وإسكانها.

فقال البصريون : هو بالفتح بمعنى بغض قوم وبالإسكان بمعنى : بغيض قوم ، وقال الكوفيون : هما معا مصدران.

وقد أجاز سيبويه (٣) إذا كان الإسكان أن يكون مصدرا ولم يجز أبو حاتم ذلك لكن جعله اسم صفة (٤).

وحكى أبو زيد عن العرب ، رجل شنآن وامرأة شنآى كغضبان وغضبى.

٣ ـ و (أُهِلَ) أي : ذبح وقد فسرت ذلك في سورة البقرة.

و (وَالْمُنْخَنِقَةُ) التي تختنق (٥).

و (وَالْمَوْقُوذَةُ) المضروبة حتى توقد أي : تشرف على الموت ثم تترك حتى تموت (٦).

و (وَالْمُتَرَدِّيَةُ) الواقعة من أعلى أي : في بئر (٧).

و (وَالنَّطِيحَةُ) المنطوحة تنطحها بهيمة أخرى (٨).

و (إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) أصل الذكاة في اللغة التمام من ذكاء السن أي : تمامه وهي

__________________

(١) انظر : معاني القرآن (١ / ٢٩٩).

(٢) انظر : نزهة القلوب : (١١٩).

(٣) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٤٧).

(٤) انظر : الكشف (١ / ٤٠٤).

(٥) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٥١).

(٦) انظر : تفسير الغريب (١٤٠).

(٧) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٥١).

(٨) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٤٥).

٩٧

النهاية في الشباب فقوله (إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) أي : أدركتم ذبحه على التمام (١) والتمام ههنا هو ما قطعت أوداجه. ونهر دمه وذكر اسم الله عليه إذا ذبح (٢).

و (النُّصُبِ) أحد الأنصاب وهي الحجارة المعبودة (٣).

و (بِالْأَزْلامِ) القداح التي كانوا يضربون عليها في الميسر واحدها لم بضم الزاي وفتحها إن شئت (٤).

و (فِي مَخْمَصَةٍ) أي : في مجاعة والخمص (٥) الجوع.

و (غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ) أي : غير متحرف مائل إلى حرام (٦).

٤ ـ و (مِنَ الْجَوارِحِ) أي : من الكواسب يعني : كلاب الصيد ومعنى الاجتراح : الاكتساب (٧).

و (مُكَلِّبِينَ) أي : أصحاب كلاب (٨).

٥ ـ و (حِلٌ) أي : حلال (٩).

٦ ـ و (مِنْ حَرَجٍ) أي : من ضيق (١٠).

١٢ ـ والنقيب الكفيل ، والجمع نقباء وهم في المرتبة فوق العرفاء (١١).

__________________

(١) انظر : نزهة القلوب (٩٣).

(٢) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٥١).

(٣) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٤٦).

(٤) انظر : غريب القرآن (١٢٧).

(٥) في الأصل قطع والزيادة لازمة لتمام السياق.

(٦) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٥٣).

(٧) انظر : تفسير الغريب (١٤١).

(٨) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٤٩).

(٩) انظر : نزهة القلوب (٨٢).

(١٠) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٥٦).

(١١) انظر : تفسير الغريب (١٤١).

٩٨

(وَعَزَّرْتُمُوهُمْ) أي : عظمتموهم وقيل معناه : نصرتموهم (١).

و (سَواءَ السَّبِيلِ) أي : وسط الطريق (٢).

١٣ ـ و (قاسِيَةً) أي : عاتية (٣).

و (وَنَسُوا حَظًّا) أي : تركوا نصيبا (٤).

و (ذُكِّرُوا بِهِ) أي : أمروا به (٥).

و (خائِنَةٍ مِنْهُمْ)(٦) يقال : هو مصدر بمعنى خيانة ، ويجوز أن يكون صفة لرجل فتقول : رجل خائنة بمعنى خائن كما تقول طاغية بمعنى طاغ وراوية بمعنى راو.

١٤ ـ و (فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ) أي : هيجنا بينهم ، ويقال : أي : ألصقنا بهم ، وهو مأخوذ من الغراء (٧).

١٦ ـ و (سُبُلَ السَّلامِ) أي : طرق السلامة (٨).

١٩ ـ و (عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ) أي : على حين انقطاع ، ومدة الفترة التي انقطعت فيه الرسالة والرسل من ارتفاع المسيح إلى السماء إلى مبعث محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وإنما قيل لهذه المدة : فترة لأنه لا يعلم قبل المسيح مدة في طول هذه المدة بقي فيها العالم دون رسالة ولا نبوة (٩).

__________________

(١) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٥٩).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٤١).

(٣) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٥٨).

(٤) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٦٠).

(٥) انظر : تفسير الغريب (١٤٢).

(٦) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٥٨) (١٥٩).

(٧) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٦١).

(٨) انظر : نزهة القلوب (١١٥).

(٩) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٦٢).

٩٩

٢١ ـ و (الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ)(١) دمشق وفلسطين وبعض الأردن (٢).

و (كَتَبَ اللهُ) أي : جعل الله (٣).

٢٢ ـ و (جَبَّارِينَ) أي : أقوياء عظام الأجسام (٤) وسأستوفي معنى جبار في حرف الجيم من باب ختم هذا الكتاب.

٢٣ ـ و (قالَ رَجُلانِ) يعني : يوشع بن نون عليه‌السلام وكالب بن يوفان وهو من صلحاء قوم موسى.

وقد كان صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعثهما ليتطلعا تلك الأرض ، ويأتيا بخبرها : فلما رجعا إلى بني إسرائيل لم يصدقوهما وجهموهما (٥).

٢٥ ـ و (فَافْرُقْ بَيْنَنا) أي : فرق ، يقال : فرق يفرق فرقا وفرّق بتشديد الراء تفريقا بمعنى واحد (٦).

٢٦ ـ و (يَتِيهُونَ) أي : يحارون ويضلون (٧).

و (فِي الْأَرْضِ) يعني : صحراء شور من قبل أن يدخلوا الأرض المقدسة (٨).

__________________

(١) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٦٠).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٤٢).

(٣) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٦٠).

(٤) انظر : نزهة القلوب : (٦٨).

(٥) انظر : تفسير الطبري (١٧٦).

(٦) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٦٠).

(٧) انظر : نزهة القلوب : (٢٢٠).

(٨) تفسير الأرض على سبعة وجوه :

فوجه منها : الأرض : يعني أرض الجنة ، فذلك قوله في الزمر : (وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ)[الزمر : ٧٤] ، يعني أرض الجنة ، (نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ ،) كقوله في الأنبياء : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ)[الأنبياء : ١٠٥] ، يعني أرض الجنة خاصة.

والوجه الثاني : الأرض : يعني الأرض المقدسة بالشام خاصة ، فذلك قوله في الأعراف : (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ) [الأعراف : ١٣٧] ، يعني الأردن وفلسطين ، وكقوله : (وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها)[الأنبياء : ٧١] ، يعني ـ

١٠٠