تفسير الخزرجي

أبي جعفر أحمد بن عبدالصمد بن عبدالحق الخزرجي

تفسير الخزرجي

المؤلف:

أبي جعفر أحمد بن عبدالصمد بن عبدالحق الخزرجي


المحقق: الشيخ أحمد فريد المزيدي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-5480-X

الصفحات: ٤٧٢

سورة الأنفال

وهي مدنية (١)

١ و (الْأَنْفالِ) الغنائم ، واحدها نفل (٢) والنفل : الزيادة (٣).

٢ و (وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) أي : خافت (٤).

٧ و (ذاتِ الشَّوْكَةِ) أي : ذات السلاح (٥).

٩ و (مُرْدِفِينَ) أي : رادفين يقال : ردفته وأردفته إذا جئت بعده (٦).

ومن قرأها بفتح الدال فهو اسم مفعول من الرباعي أردفهم بغيرهم (٧).

١١ ـ والأمنة الأمن (٨).

و (رِجْزَ الشَّيْطانِ) كيده (٩).

١٢ ـ والبنان أطراف الأصابع (١٠).

١٣ ـ و (شَاقُّوا) أي : نابذوا وباينوا (١١).

١٥ ـ و (زَحْفاً) أي : تقاربا يقال زحف القوم إلى القوم في الحرب إذا تقاربوا (١٢).

١٦ ـ و (مُتَحَيِّزاً) أي : منحازا أي : منضما إلى جماعة يقال : تحيز وتحوز بمعنى

__________________

(١) انظر : الناسخ والمنسوخ لابن حزم (٣٩).

(٢) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٤٠).

(٣) انظر : نزهة القلوب : (١٢).

(٤) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٠٠).

(٥) انظر : تفسير الغريب (١٧٧) معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٠٢).

(٦) انظر : تفسير الغريب (١٧٧).

(٧) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٤١).

(٨) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٠٣).

(٩) انظر : تفسير الغريب (١٧٧).

(١٠) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٤٢).

(١١) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٠٥).

(١٢) انظر : نزهة القلوب : (١٠٤).

١٤١

انحاز (١).

و (فِئَةٍ) أي : جماعة (٢).

١٩ ـ و (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا) أي : تسألوا النصر (٣) يعني : بذلك قول أبي جهل يوم بدر : اللهم انصر أحب الدينين إليك فنصر الله رسوله (٤).

٢٢ ـ و (شَرَّ الدَّوَابِ) أي : شر الناس (٥).

و (الصُّمُ) أي : عن الذي بعث به محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

و (الْبُكْمُ) الذين لا يتكلمون بخير.

٢٤ ـ و (بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) أي : بين المرء وهواه وقد قيل إن معناه بين المؤمن والمعصية والكافر والطاعة (٦).

٢٩ ـ و (يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً) أي : مخرجا (٧).

٣٠ ـ و (لِيُثْبِتُوكَ) أي : ليحبسوك (٨).

٣٥ ـ و (مُكاءً) أي : صفيرا ومنه قيل للطائر مكاء لأنه يصفر (٩).

والتصدية التصفيق باليدين (١٠).

٣٧ ـ و (فَيَرْكُمَهُ) أي : يجعل بعضه فوق بعض (١١).

__________________

(١) انظر : نزهة القلوب : (١٨٩).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٧٨).

(٣) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٤٥).

(٤) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٠٨).

(٥) انظر : تفسير الغريب (٧٨).

(٦) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٠٩).

(٧) انظر : غريب القرآن (١٥٨).

(٨) انظر : تفسير الغريب (١٧٩).

(٩) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٤٦).

(١٠) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤١٢).

(١١) انظر : تفسير الغريب (١٧٩).

١٤٢

منسوخه

في هذا الحزب من الآي المنسوخة

قوله تعالى : (خُذِ الْعَفْوَ) [الأعراف : ١٩٩] قال ابن عباس هو منسوخ بالزكاة وقال : ابن زيد إن الآية كلها منسوخة (١) بآيات الغلظة والقتال.

ويروى عن أكثر السلف أن قوله : (خُذِ الْعَفْوَ) ليس بمنسوخ وهو قول عبد الله وعروة ابني الزبير ، ومجاهد والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله باختلاف بين هؤلاء في تأويل معنى العفو ههنا (٢).

وقوله في هذه الآية (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) [الأعراف : ١٩٩] قد تقدم قول ابن زيد أن ذلك منسوخ بآيات القتال والغلظة ، وقال أكثرهم ليس ذلك بنسخ (٣) وقد تقدم القول في معنى الإعراض عند ذكر قوله : (وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) [الأنعام : ١٠٦].

وقوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) [الأنفال : ١] الآية.

قال ابن عباس : الأنفال الغنائم كانت للنبي خاصة ثم نسخها تعالى بقوله (٤) (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ) [الأنفال : ٤١] الآية.

وممن يقول إن هذه الآية منسوخة عكرمة ومجاهد والضحاك والشعبي (٥).

وقال أكثر السلف : إنها محكمة وجاءت بذلك رواية عن ابن عباس مع اختلاف بين هؤلاء في تأويلها يطول ذكره.

وقوله تعالى : (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ) [الأنفال : ١٦] قال عطاء : نسخها تعالى بقوله (٦) : (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ) [الأنفال : ٦٥] الآية ثم نسخها تعالى وخففها

__________________

(١) انظر : الإيضاح (٢٥٢).

(٢) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٤٧).

(٣) انظر : الإيضاح (٢ / ٢٥٣).

(٤) انظر : الإيضاح (٢٥٤).

(٥) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٤٩).

(٦) انظر : الإيضاح (٢٥٦).

١٤٣

بقوله تعالى : (فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ) [الأنفال : ٦٦].

فأباح أن يتولوا من عدد أكثر من مثليهم (١).

وقال الحسن هي مخصوصة في أهل بدر وليس الفرار في الزحف من الكبائر إنما كان ذلك في أهل بدر خاصة.

وأكثر السلف يرى أنها محكمة لأنها وعيد والوعيد لا ينسخ ، لأنه خبر ثم خصصها وأكمل معناها بالتخفيف الذي في آخر السورة.

وروي عن ابن عباس أنه قال : هي محكمة وحكمها باق والفرار من الزحف من الكبائر.

وقوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(٣٣)) [الأنفال : ٣٣] قال الحسن : هي منسوخة بقوله (وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ) [الأنفال : ٣٤] الآية.

وأكثر السلف يقول : إنها محكمة (٢) باختلاف منهم في تأويل المراد بقوله (يَسْتَغْفِرُونَ).

الحزب التاسع عشر : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ) [الأنفال : ٤١].

غريبه :

٤٢ (بِالْعُدْوَةِ) شفير الوادي (٣) وقد تكسر العين لغة فيها (٤) قرأ بها بعض القراء.

والدنيا تأنيث الأدنى (٥).

__________________

(١) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٥٢) الإيضاح (٢٥٦).

(٢) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٥٣).

(٣) انظر : معاني القرآن (١ / ٤١١).

(٤) انظر : تفسير الغريب (١٧٩).

(٥) انظر : معاني القرآن للفراء (١ / ٤١١) ، وتفسر أدنى على أربعة وجوه :

فوجه منها : أدنى : يعني أجدر ، فذلك قوله في البقرة : (وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلَّا تَرْتابُوا)[البقرة : ٢٨٢] ، يقول وأجدر ألا تشكوا ، وقال في النساء : (ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا)[النساء : ٤] ، يعني أجدر ألا تعولوا ، وكقوله في المائدة : (ذلِكَ أَدْنى) ، يعني أجدر (أَنْ يَأْتُوا ـ

١٤٤

و (الْقُصْوى) تأنيث الأقصى (١) أي : الأقرب والأبعد.

٤٣ ـ و (فِي مَنامِكَ) أي : في نومك وقيل معناه وفي عينيك وتسمى العين مناما لأنها موضعه (٢).

و (لَفَشِلْتُمْ) أي : لجبنتم (٣).

٤٦ ـ و (رِيحُكُمْ) أي : دولتكم (٤).

٤٨ ـ و (نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ) أي : رجع القهقري (٥).

٥٧ ـ و (تَثْقَفَنَّهُمْ) أي : تظفر بهم.

و (فَشَرِّدْ بِهِمْ)(٦) أي : سمّع بهم بلغة قريش (٧) وقيل معناه فرّق بمعاقبتك إياهم

__________________

بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها)[المائدة : ١٠٨].

والوجه الثاني : أدنى : يعني أقرب ، فذلك قوله في تنزيل السجدة : (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى)[السجدة : ٢١] ، يعني الأقرب الجوع في الدنيا (دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ) ، يعني النار في الآخرة ، كقوله في النجم : (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى)[النجم : ٩] ، يعني بل أقرب.

والوجه الثالث : أدنى : يعني أقل ، فذلك قوله في قد سمع الله : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ)[المجادلة : ٧] ، يعني ولا أقل من ذلك (وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ ،) يعني إلا وعلم الله معهم.

والوجه الرابع : أدنى : يعني دون ، فذلك قوله في البقرة لبني إسرائيل حيث سألوا نبات الأرض من البقل ونحوه مكان المن والسلوى : (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى) ، يعني الذي هو دون المن والسلوى من نبات الأرض ، فذلك قوله : (بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ)[البقرة : ٦١]. وانظر : الوجوه والنظائر (ص ٣٧).

(١) انظر : نزهة القلوب : (١٤٧).

(٢) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٤٧).

(٣) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤١٩).

(٤) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٤٧).

(٥) انظر : تفسير الغريب (١٧٩).

(٦) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٤٨).

(٧) انظر : تفسير الغريب (١٣٠).

١٤٥

من خلفهم من أعدائك.

٥٨ ـ و (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ) أي : ألق إليهم إنك تزيل العهد حتى يستوي في ذلك علمك وعلمهم.

٥٩ ـ و (سَبَقُوا) أي : فاتوا (١).

٦٠ ـ و (مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) أي : من سلاح (٢).

و (تُرْهِبُونَ) أي : تخيفون (٣).

٦١ ـ و (جَنَحُوا) أي : مالوا (٤).

و (لِلسَّلْمِ) أي : للصلح (٥).

٦٥ ـ و (حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ) أي : حضهم وحثهم (٦).

٦٧ ـ و (حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ)(٧) أي : يغلب على كثير من الأرض ويبالغ في قتل أعدائه (٨).

٧٢ ـ و (مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) قرأت القراء بفتح الواو وكسرها فمعناها بالفتح : النصرة ، وبالكسر : الإمارة مصدر وليت ولاية (٩) وقيل هما لغتان بمعنى واحد (١٠).

٦٨ ـ و (كِتابٌ مِنَ اللهِ) أي : قضاء منه (١١).

__________________

(١) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٤٩).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٨٠).

(٣) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٤٩).

(٤) انظر : تفسير الغريب (١٨٠).

(٥) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٢٢).

(٦) انظر : نزهة القلوب : (٧٦).

(٧) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٥٠).

(٨) انظر : نزهة القلوب : (٢٣٢).

(٩) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٥١) ، وغريب القرآن (١٦٠).

(١٠) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٥١) ونزهة القلوب : (٢٠٨).

(١١) انظر : تفسير الغريب : (١٨٠).

١٤٦

سورة التوبة

وهي مدنية (١)

١ ـ (بَراءَةٌ) أي : تبرؤ (٢) معناه الخروج من الشيء ومفارقته (٣).

٢ ـ و (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) أي : فاذهبوا وانتشروا وجعل تعالى لهم عهدا وأمانا إلى أربعة أشهر وقيل : إنها أشهر الحرم (٤) ، وسيأتي ذكرها عما قليل.

٣ ـ و (وَأَذانٌ) أي : إعلام يقال ، أذان وتأذين وإيذان أي : إعلام وأصله ، الأذان تقول : أذنتك بالأمر تريد أوقعته في أذنك.

و (الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) يوم النحر ، وتسمى العمرة الحج الأصغر (٥).

و (وَلَمْ يُظاهِرُوا) أي : لم يعينوا.

٥ ـ و (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ) يعني : الأربعة أشهر التي كان جعلها لهم عهدا وأمانا المتقدم ذكرها وآخرها المحرم.

وفي ذلك تنازع بين الناس ، فمنهم من يقول ما تقدم به الذكر : إنها الأربعة أشهر التي كان جعلها الله عهدا للمشركين يأمنون فيها بقوله : (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) [التوبة : ٢].

وأنكر هؤلاء أن يكون رجب منها وقالوا : إنما هي شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم (٦) وقالوا في قوله سبحانه (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ) إنما عني الثلاثة منها لأنها متوالية لا أنه جعل فيها شوالا وأخرج رجبا.

وقال بعضهم : إن الأربعة أشهر التي كان أحلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم للمشركين

__________________

(١) انظر : الناسخ والمنسوخ لابن حزم (٤٠).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٨٢).

(٣) انظر : نزهة القلوب : (١٤٢).

(٤) انظر : معاني القرآن للفراء (١ / ٤٢٠).

(٥) انظر : تفسير الغريب (١٨٢).

(٦) انظر : تفسير الغريب (١٨٥).

١٤٧

وجعلها عهدا لهم وأجلا لأمانهم إنما كانت من عشر ذي الحجة إلى عشر من ربيع الآخر ، وإنما سماها حرما لأنه حرم فيها قتالهم وقتلهم (١).

و (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ) يعني : من ليس له عهد منهم (٢) وأما من كان له عهد فلم يؤمر بقتلهم كبني ضمرة ، فإنهم حين انسلخت الأشهر الحرم لم يتعرضهم المسلمون بقتال لأن عهدهم كان إلى مدة تزيد على الأشهر الحرم.

وفيهم أنزل الله (٣) (فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ) [التوبة : ٤].

و (وَخُذُوهُمْ) أي : اسروهم وسمي الأسير أخيذا (٤).

و (وَاحْصُرُوهُمْ) أي : احبسوهم (٥).

و (كُلَّ مَرْصَدٍ) أي ، كل طريق (٦).

٨ ـ و (وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ) أي : يجدوا عونا عليكم ، ومنه الظهير : المعين (٧) وقد يكون ظهر بمعنى علا يقال ظهر فلان على الحائط أي : علا عليه.

و (لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ) أي : لا يحفظوا والراقب : الحافظ (٨).

و (إِلًّا) أي : عهدا والإل أيضا : القرابة (٩) ويكون الحلف ، ويكون الجوار (١٠) ، وقيل هو الربوبية قاله صاحب العين (١١) وقيل هو اسم الله سبحانه (١٢).

__________________

(١) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٣٠).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٨٣).

(٣) انظر : الكشاف للزمخشري (٢ / ٢٤٧).

(٤) انظر : تفسير الغريب (١٨٣).

(٥) انظر : معاني القرآن للفراء (١ / ٤٢١).

(٦) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٥٣).

(٧) انظر : نزهة القلوب : (١٧٣).

(٨) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٥٣).

(٩) انظر : تفسير الغريب (١٨٣).

(١٠) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٣٣).

(١١) انظر : الكتاب لسيبويه (٢ / ١٩٥) الكشاف (٢ / ٢٥٠).

(١٢) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٣٣).

١٤٨

و (وَلا ذِمَّةً) أي : عهدا وقد قيل إنه كل ما يجب أن يحفظ ويحمى (١) وقال أبو عبيدة : الذمة التذمم ممن لا عهد له (٢) وهو أن يلزم الإنسان نفسه ذماما أي : حقا يوجبه عليه يجري مجرى المعاهدة من غير معاهدة ولا تحالف (٣).

١٦ ـ و (وَلِيجَةً) أي : بطانة من غير المسلمين (٤).

٢٤ ـ و (وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها) أي : اكتسبتموها (٥).

٢٥ ـ و (بِما رَحُبَتْ) أي : اتسعت.

٢٨ ـ و (نَجَسٌ) أي : قذر (٦).

و (عَيْلَةً) أي : فقرا (٧).

٢٩ ـ و (عَنْ يَدٍ) أي : مبتدئين غير مكافئين يقال أعطيته عن يد وعن ظهر يد (٨) وسأستوعب ما قيل في معنى هذه الآية في حرف الياء من الباب الذي ختمت به هذا الكتاب.

٣٠ ـ و (يُضاهِؤُنَ) أي : يشبهون (٩).

منسوخه

في هذا الحزب من الآي المنسوخة :

قوله تعالى : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) [الأنفال : ٦١] الآية قال قتادة نسخها تعالى بقوله (١٠) (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [التوبة : ٥].

__________________

(١) انظر : نزهة القلوب : (٩٥).

(٢) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٥٤).

(٣) انظر : نزهة القلوب : (٩٥ ، ٩٦).

(٤) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٥٤).

(٥) انظر : نزهة القلوب : (٣٥).

(٦) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٥٥) ومعاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٤١).

(٧) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٤١).

(٨) انظر : تفسير الغريب (١٨٤).

(٩) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٣٣).

(١٠) انظر : الناسخ والمنسوخ لقتادة (٤٢).

١٤٩

وقيل بآية السيف (١) وروي عن ابن عباس أنها منسوخة بقوله (٢) (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ) [محمد : ٣٥] الآية وقيل إنها محكمة (٣).

وقوله تعالى : (حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ) [الأنفال : ٦٥] الآية.

قال ابن عباس : هي منسوخة بقوله تعالى (٤) (الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً) [الأنفال : ٦٦] الآية.

وقد قيل إن ذلك ليس بنسخ وإنما هو تخفيف لأن النسخ معناه رفع الحكم ولم يرفع هذا حكم الآية الأولى لأنه لم يقل فيه لا يقاتل الرجل عشرة بل إن قدر على ذلك فهو الاختيار له ونظير هذا إفطار الصائم في السفر لا يقال : إنه نسخ الصوم وإنما هو تخفيف ورخصة والصيام أفضل.

وقوله تعالى : (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى) [الأنفال : ٦٧] الآية قال ابن عباس : نسخها تعالى بقوله (٥) (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) [محمد : ٤] الآية .. وأكثر أهل العلم يرى أنها محكمة (٦).

وقوله تعالى : (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ) [الأنفال : ٦٩] الآية قال بعض أهل العلم هي ناسخة لما كان عليه المسلمون من التوقف عن أكل الغنائم يتوقعون أنها لم تحل لمن قبلهم ، وإنما كانت النار من قبلهم تنزل فتحرق الغنائم (٧).

ولذلك قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لم تحل لأحد من قبلنا» وقبل نزول هذه الآية بتحليلها

__________________

(١) انظر : الناسخ والمنسوخ لابن حزم (٣٩).

(٢) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (٥٥).

(٣) انظر : الإيضاح (٢٥٩).

(٤) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٥٥) والإيضاح (٢٦٠).

(٥) انظر : الإيضاح (٢٦٠).

(٦) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٥٦).

(٧) انظر : الإيضاح (٢٦٢).

١٥٠

كان من الناس من أسرع إلى أكلها فأنزل الله في ذلك (١) (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) [الأنفال : ٦٨].

وأكثر العلماء يرون أن هذا ليس من باب الناسخ والمنسوخ لأنه إنما نسخ ما كان عليه من قبلنا والقرآن كله ناسخ لمثل ذلك (٢).

وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا) [الأنفال : ٧٢] الآية قال قتادة : نسخها تعالى بقوله (٣) : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) [الأنفال : ٧٥]. الآية وهذا القول هو المختار عند جمهور أهل العلم (٤).

وقوله تعالى : (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) الآية إلى قوله : (أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) [التوبة : ١ ، ٢] قال ابن عباس وغيره نسخت عهودا بعيدة كانت بينهم وبين المشركين (٥).

وقد قيل إنها محكمة لأنها لم تنسخ قرآنا ولا سنة وإنما نسخت ما كان عليه الكفار والقرآن كله ناسخ لمثل ذلك (٦).

وقوله تعالى : (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ) [التوبة : ٥] الآية قال الحسن والضحاك وعطاء : نسخها تعالى بقوله (٧) (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) [محمد : ٤].

وقال قتادة : بل هي الناسخة لها لأنها نزلت بعدها ويروى أيضا هذا عن مجاهد (٨) وسأستوفي القول في ذلك في سورة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) [التوبة : ٢٨] هي ناسخة لما كان

__________________

(١) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٥٧) والإيضاح (٢٦٢).

(٢) انظر : الإيضاح (٢٦٣).

(٣) انظر : الناسخ والمنسوخ لقتادة (٤٣).

(٤) انظر : الناسخ والمنسوخ لابن حزم (٣٩).

(٥) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٦٠) والإيضاح (٢٦٥).

(٦) انظر : الإيضاح (٢٦٦).

(٧) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٦٤).

(٨) انظر : الإيضاح (٢٦٧).

١٥١

عاهدهم عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن لا يمنع أحد من البيت الحرام (١).

ورأى عمر بن عبد العزيز ومالك بن أنس أن يمنع منه أهل الكتاب ومن سائر المساجد كما يمنع المشركون وهو قول قتادة (٢) ورأى أبو حنيفة أن لا يمنع من ذلك أهل الكتاب خاصة (٣) فاتفقوا على أن المساجد تمنع من كل ما يمنع منه المسجد الحرام وأكثر أهل العلم يرى أن هذا ليس من باب الناسخ والمنسوخ لأنها لم تنسخ قرآنا ولا سنة إنما نسخت ما كان الناس عليه أبدا قبل ذلك والقرآن كله ناسخ لمثل ذلك (٤).

وقوله تعالى : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) الآية إلى قوله : (وَهُمْ صاغِرُونَ) [التوبة : ٢٩] هي آية السيف التي تقدم القول فيها إنها نسخت لكل آية نزلت في العفو والمسالمة واللين ، وقيل : إنها نسخت أيضا مفهوم الخطاب في قوله (٥) : (وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ) لأنه فهم منه تخصيص المشركين للقتل دون أهل الكتاب ثم نسخ ذلك بآية السيف فأباح بها قتال أهل الكتاب بعد ما كان قتلهم متروكا بما يفهم من الآية الأولى.

ورأيت بعض أهل العلم يستحسن هذا القول (٣٤) ولا أدري كيف يحسن ذلك فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد كان قاتل أهل الكتاب وقتلهم وعاهدوه على الجزية فهل ذلك كله قبل نزول آية السيف فالقول الأول فيها أولى بالصواب والله أعلم.

__________________

(١) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٥٦).

(٢) انظر : الإيضاح (١٧٠).

(٣) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٥٦) والإيضاح (٢٧٠).

(٤) انظر : الإيضاح (٢٧٠).

(٥) انظر : الإيضاح (٢٧١).

١٥٢

الحزب العشرون : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ) [التوبة : ٣٤].

غريبه :

٣٤ ـ (يَكْنِزُونَ) أي : يدفنون والكنز كل مال مدفون هذا أصله في اللغة ثم صار الكنز بهذه الآية : كل ما لا تؤدى فيه زكاة ولو كان ظاهرا وكل مال يزكى فليس بكنز ولو مدفونا (١).

٣٦ ـ و (مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) قد تقدم في أول هذه السورة ذكر تنازع الناس في الأشهر الحرم ، وقول من قال : إنها الأربعة التي كان أحلها في المشركين وجعلها أجلا لأمنهم بقوله تعالى : (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) [التوبة : ٢]. وقول من قال غير ذلك وأما قوله هنا : (مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) فإنما يريد به رجبا وذا القعدة وذا الحجة والمحرم (٢). واحد فرد وثلاثة سرد أي : متتابعة.

وقد تبين ذلك بما ثبت من حديث أبي بكرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الزمن قد استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان» الحديث.

وقد كانت العرب على قديم الدهر تعظم رجبا وتسميه منصل الأسنة ومنصل الآل لأنهم كانوا ينزعون فيه ، والآل وهي الحراب واحدها آلة ويسمونه أيضا شهر الله الأصم ، لأنهم كانوا لا يحاربون فيه ، لأنه محرم ولا يسمع فيه تداعي القبائل وقعقعة السلاح.

و (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) أي : الحساب الصحيح.

__________________

(١) انظر : نزهة القلوب : (٢٢١).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٨٥).

١٥٣

٣٧ ـ و (النَّسِيءُ)(١) بمعنى النسي مصدر نسأ ينسأ أي : يؤخر والنسيء فعيل منه وهو كالنسيئة (٢) يكونان بمعنى الاستعراض.

وكانوا يؤخرون تحرير المحرم سنة ويحرمون غيره مكانه لحاجتهم إلى القتال فيه ثم يردونه إلى التحريم لسنة أخرى كأنهم يستنسئون ذلك ويستقرضونه (٣).

و (لِيُواطِؤُا) أي : ليوافقوا (٤).

٣٨ ـ و (اثَّاقَلْتُمْ) فيها أي : تثاقلتم (٥).

٤٠ ـ و (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) يعني : على أبي بكر لأنه كان في الغار مذعورا ورسول الله يسكنه والسكينة هي السكون (٦) و (وَأَيَّدَهُ) أي : قواه.

٤١ ـ و (خِفافاً وَثِقالاً) قال بعض أهل التفسير إن المراد بذلك الخفيف الحال ، وقيل : خفيف الظهر من العيال وقيل الخفيف بمعنى الشاب ، وقيل في الثقيل هو الغني وقيل : الشيخ وقيل الثقيل الظهر من العيال.

٤٢ ـ و (بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ) يعني : بطول السفر (٧).

٤٥ ـ و (فِي رَيْبِهِمْ) أي : في شكهم.

٤٦ ـ و (فَثَبَّطَهُمْ) أي : حبسهم (٨).

و (وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ) أي : مع الذين يتخلفون في الأهلين عند السفر (٩).

__________________

(١) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٥٨) التيسير (١١٨).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٨٦).

(٣) انظر : نزهة القلوب : (٢٠٠).

(٤) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٤٧).

(٥) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٦٠).

(٦) انظر : تفسير الغريب (١٨٦).

(٧) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٦٠).

(٨) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٥٠).

(٩) انظر : تفسير الطبري (١٠ / ٤٤).

١٥٤

٤٧ ـ و (خَبالاً) أي : فسادا (١).

و (وَلَأَوْضَعُوا) أي : لأسرعوا السير (٢).

و (خِلالَكُمْ) أي : بينكم (٣) ومعنى ذلك لمشوا بينكم بالنمائم وأشباه ذلك.

و (الْفِتْنَةَ) الشرك (٤).

(وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ) يعني : المنافقين.

٥٠ ـ و (حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ) حسنة أي : ظفر بها (٥).

__________________

(١) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٦١).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٨٧) ومعاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٥١).

(٣) انظر : تفسير الغريب (١٨٧).

(٤) انظر : تفسير الغريب (١٨٧).

(٥) تفسير الحسنة والسيئة على خمسة وجوه :

فوجه منها : الحسنة : يعني النصر والغنيمة ، والسيئة : يعني القتل والهزيمة ، فذلك قوله في آل عمران : (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ)[آل عمران : ١٢٠] ، يعني النصر والغنيمة يوم بدر تسوءهم ، (وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ) ، يعني القتل والهزيمة يوم أحد (يَفْرَحُوا بِها) ، نظيرها في النساء حيث يقول : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ)[النساء : ٧٨] ، يعني النصر والغنيمة (يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) ، يعني القتل والهزيمة يوم أحد ، كقوله أيضا في براءة : (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ) ، يعني النصر والغنيمة (تَسُؤْهُمْ) ، (وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ)[التوبة : ٥٠] ، يعني القتل والهزيمة.

والوجه الثاني : الحسنة والسيئة : يعني التوحيد والشرك ، فذلك قوله في طس النمل : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ)[النمل : ٨٩] ، يعني التوحيد (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) ، يقول : منها خير ، (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ)[النمل : ٩٠] ، يعني الشرك (فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) ، نظيرها في القصص وأيضا في الأنعام.

والوجه الثالث : الحسنة : يعني كثرة المطر والخصب ، والسيئة : يعني قحط المطر وقلة النبات والخير ، وذلك قوله في الأعراف : (فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ)[الأعراف : ١٣١] ، يعني كثرة المطر والخصب والخير (قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) ، يعني قحط المطر وقلة الخير (يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ) ، نظيرها فيها حيث يقول : (ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ)[الأعراف : ٩٥] ، مكان قحط المطر وقلة الخير والخصب والحسنة ، وقال : (وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ)[الأعراف : ـ

١٥٥

و (مُصِيبَةٌ) أي : نكبة.

٥٢ ـ و (إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ) الشهادة أو الغنيمة (١).

٥٥ ـ و (وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ) أي : تهلك وتبطل (٢).

٥٧ ـ و (مَغاراتٍ) جمع مغارة وهو ما يستتر فيه الإنسان (٣).

و (مُدَّخَلاً) أي : مدخلا (٤).

و (لَوَلَّوْا) أي : رجعوا.

و (يَجْمَحُونَ) أي : يسرعون رواغا عنك ومنه الفرس الجموح وهو الذي يذهب في عدوه فلا يرده شيء (٥).

٥٨ ـ و (يَلْمِزُكَ) أي : يطعن عليك (٦).

__________________

 ـ ١٨٦] ، يعني كثرة المطر والخصب ، (وَالسَّيِّئاتِ) قلة المطر ، وقال في سورة الروم : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ)[الروم : ١٣٦] ، يعني قحط المطر (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ).

والوجه الرابع : السيئة : يعني العذاب في الدنيا ، والحسنة : يعني العاقبة ، فذلك قوله في الرعد : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ) [الرعد : ٦] ، يعني في الدنيا (قَبْلَ الْحَسَنَةِ) ، يعني قبل العاقبة.

والوجه الخامس : الحسنة : يعني العفو وقول المعروف ، والسيئة : قول القبيح والأذى ، فذلك قوله في طس القصص : (وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ)[القصص : ٥٤] ، يعني يدفعون بالقول المعروف والعفو قول الشين والأذى ، كقوله في حم فصلت : (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ)[فصلت : ٣٤] ، يعني العفو والصفح ، (وَلَا السَّيِّئَةُ) ، يعني الشر من القول والأذى ، نظيرها في المؤمنون : (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ)[المؤمنون : ٩٦] ، يعني ادفع بالعفو والصفح قول الشين والأذى ، نظيرها في الرعد. وانظر : الوجوه والنظائر لمقاتل (ص ٢٥) بتحقيقنا.

(١) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٥٢).

(٢) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٦٢).

(٣) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٥٤).

(٤) انظر : تفسير الغريب (١٨٨).

(٥) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٥٥).

(٦) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٦٢).

١٥٦

٦٠ ـ و (لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ)(١) سأستوعب القول فيهما في حرف الميم من باب ختم هذا الكتاب.

و (وَالْعامِلِينَ عَلَيْها) يعني : العمال (٢).

٣٥ ـ ظ و (وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) يعني : الذين رقت أديانهم فتؤلف قلوبهم بحطام الدنيا (٣) كأبي سفيان والأقرع بن حابس ، ومن أشبههما من ذوي الأحقاد.

و (وَفِي الرِّقابِ) أي : في فك الرقاب من الرق يعني : المكاتبين (٤).

و (وَالْغارِمِينَ) يعني : الذين عليهم الدين وأصل الغرم في اللغة الخسران (٥).

٦١ ـ و (هُوَ أُذُنٌ) أي : يقبل كل ما قيل له.

٦٣ ـ و (يُحادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ) أي : يحارب ويعادي وقيل معناه يجانب الله ورسوله يقول : كأنهم في حد وهما في حد (٦).

٦٧ ـ و (وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ) أي : عن الصدقة والخير (٧).

و (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ) أي : تركوا أمره فتركهم (٨).

٦٩ ـ (فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ) أي : بنصيبهم من الآخرة في الدنيا (٩).

٧٠ ـ و (وَالْمُؤْتَفِكاتِ) مدائن قوم لوط لأنها ائتفكت أي : انقلبت (١٠).

__________________

(١) انظر : تفسير الغريب (١٨٨).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٨٨).

(٣) انظر : تفسير الغريب (١٨٩).

(٤) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٥٦).

(٥) انظر : تفسير الغريب (١٨٩).

(٦) انظر : نزهة القلوب : (٢٢٢ ، ٢٣٢).

(٧) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٦٣).

(٨) انظر : تفسير الغريب (١٨٩) ومعاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٦٠).

(٩) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٦٣).

(١٠) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٦١).

١٥٧

٧٣ ـ و (جاهِدِ الْكُفَّارَ) يريد بالسيف (١).

و (وَالْمُنافِقِينَ) يريد بغليظ القول.

٧٩ ـ و (يَلْمِزُونَ) أي : يعيبون (٢).

و (الْمُطَّوِّعِينَ) المتطوعين (٣).

والجهد : الطاقة فإن فتحت الجيم فهي المشقة (٤).

٨١ ـ و (خِلافَ رَسُولِ اللهِ) أي : بعد رسول الله.

٨٣ ـ و (فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ) أي : مع الذين يتركون في الأموال والبيوت واحدهم : خالف (٥).

٨٦ ـ و (أُولُوا الطَّوْلِ) أي : أولو الغنى والسعة.

٨٧ ـ و (مَعَ الْخَوالِفِ)(٦) أي : مع النساء يقال : وجدت القوم خلوفا أي : قد خرجت النساء وبقي الرجال (٧) وقد قيل : إن الخوالف خساس الناس ، يقال منه فلان خالفه أهله إذا كان دونهم (٨).

٩٠ ـ و (الْمُعَذِّرُونَ) أي : المعتذرون فأدغمت التاء في الذال (٩). وقيل هم المقصرون الذين يعذرون أي : يوهمون أن لهم عذرا ولا عذر لهم (١٠) وقد يكونون

__________________

(١) انظر : تفسير الغريب (١٩٠).

(٢) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٦٢).

(٣) انظر : تفسير الغريب (١٩٠).

(٤) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٦٤).

(٥) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٦٥).

(٦) انظر : تفسير الغريب (١٩١).

(٧) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٦٥).

(٨) انظر : نزهة القلوب (٨٤).

(٩) انظر : تفسير الغريب (١٩١).

(١٠) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٦٧).

١٥٨

الذين أعذروا أي : أتوا بعذر صحيح (١) كل ذلك جائز أن يكون و (تَفِيضُ) أي : تسيل.

منسوخه

في هذا الحزب من الآي المنسوخة :

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) [التوبة : ٣٤] الآية يروى عن عمر بن عبد العزيز أنها منسوخة بقوله تعالى (٢) : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً) [التوبة : ١٠٣].

٣٦ ـ وهو قول جماعة من السلف وقد قيل إنها ليست بناسخة وإنما هي تحض على الزكاة (٣).

وقال تعالى : (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ) [التوبة : ٣٩] قال ابن عباس نسخها تعالى بقوله (٤) : (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً) وقد قيل : إنها ليست بناسخة لها وإنما معناها ألا تنفروا إذا احتيج إليكم وهو قول عكرمة والحسن وقيل : إنها محكمة لا نسخ فيها لأنها خبر فيه معنى الوعيد ولا تنسخ الأخبار (٥).

وقوله تعالى : (انْفِرُوا خِفافاً) [التوبة : ٤١] الآية روي عن ابن عباس أنه قال : نسخها تعالى بقوله (٦) (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا) [التوبة : ١٢٢]. الآية وهو قول عكرمة.

وقوله تعالى : (عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) حتى الآيات الثلاث إلى قوله (يَتَرَدَّدُونَ) [التوبة : ٤٣ ، ٤٥] وروي عن ابن عباس أنه قال نسخهن تعالى بقوله (٧) :

__________________

(١) انظر : نزهة القلوب : (١٩٠).

(٢) انظر : الإيضاح (٢٧٢).

(٣) انظر : الإيضاح (٢٧٣).

(٤) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٦٧).

(٥) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٦٧) والإيضاح (٢٧٣).

(٦) انظر : الإيضاح (٢٧٣).

(٧) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٦٨).

١٥٩

(فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ) [النور : ٦٢] الآية.

وقد قيل : إنها محكمة وجاءت بذلك روايات عن ابن عباس من طريق آخر (١).

وقوله تعالى : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ) [التوبة : ٦٠] الآية عن عكرمة والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله أنها ناسخة لكل صدقة في القرآن وقال بعض أهل العلم : إنها ليست بناسخة للصدقات وإنما هي مبينة للمواضع التي توضع فيها.

وإنما الناسخ للصدقات التي جاءت في القرآن فرض الزكاة بإجماع والناس مخيرون في فعل هذا المنسوخ وتركه وفعله أفضل عند الله.

وقوله تعالى : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) [التوبة : ٨٠] الآية روي عن ابن عباس أنها منسوخة بقوله تعالى (٢) (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ) [المنافقون : ٦] الآية وقد قيل إنها نسخها بقوله (٣) (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ) [التوبة : ٨٤] الآية وقد قيل إنها محكمة (٤).

الحزب الحادي والعشرون : (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ) [التوبة : ٩٣].

غريبه :

٩٨ ـ (مَغْرَماً)(٥) أي : غرما وهو ما يغرمه الإنسان ، وليس بواجب عليه (٦).

و (الدَّوائِرَ) صروف الزمان (٧).

__________________

(١) انظر : الإيضاح (٢٧٤).

(٢) الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٧٤).

(٣) انظر : الإيضاح (٢٧٧).

(٤) انظر : الإيضاح : (٢٧٨).

(٥) انظر : تفسير الغريب (١٩١).

(٦) انظر : نزهة القلوب : (١٧٨).

(٧) انظر : تفسير الغريب (١٩١).

١٦٠