تفسير الخزرجي

أبي جعفر أحمد بن عبدالصمد بن عبدالحق الخزرجي

تفسير الخزرجي

المؤلف:

أبي جعفر أحمد بن عبدالصمد بن عبدالحق الخزرجي


المحقق: الشيخ أحمد فريد المزيدي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-5480-X

الصفحات: ٤٧٢

و (فَلا تَأْسَ) أي : لا تحزن يقال : أسيت على كذا فأنا أسى أي : حزنت (١).

__________________

 ـ الأرض المقدسة.

والوجه الثالث : الأرض : يعني أرض المدينة خاصة ، فذلك قوله : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ) ، يعني أرض المدينة خاصة (فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ)[العنكبوت : ٥٦] بها ، يأمرهم بالهجرة إليها ، كقوله في النساء : (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها)[النساء : ١٧] ، يعني أرض المدينة ، وقال في النساء : (وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً)[النساء : ١٠٠].

والوجه الرابع : أرض : يعني أرض مكة خاصة ، فذلك قوله في الرعد : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها)[الرعد : ٤١] ، يعني أرض مكة خاصة ، كقوله في النساء : (قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ)[النساء : ٩٧] ، يعني أرض مكة ، وكقوله في الأنبياء : (أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها)[الأنبياء : ٤٤] ، يعني أرض مكة خاصة ، (أَفَهُمُ الْغالِبُونَ).

والوجه الخامس : الأرض : يعني أرض مصر خاصة ، فذلك قول يوسف : (اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ)[يوسف : ٥٥] ، يعني أرض مصر ، وقال في يوسف : (وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ)[يوسف : ٢١] ، يعني أرض مصر ، وقال أخو يوسف : (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي)[يوسف : ٨٠] ، يعني أرض مصر ، وقال في القصص أيضا : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ)[القصص : ٥] ، يعني أرض مصر ، وكقوله : (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ)[القصص : ٦] ، وقال في الأعراف : (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ)[الأعراف : ١٢٨] ، يعني أرض مصر ، وقال في حم المؤمن : (أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ)[غافر : ٢٦] ، يعني أرض مصر ، وقال أيضا فيها : (يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ)[غافر : ٢٩] ، يعني أرض مصر.

والوجه السادس : الأرض : يعني أرض المسلمين ، كقوله في الكهف : (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ)[الكهف : ٩٤] ، يعني أرض المسلمين.

والوجه السابع : الأرض : يعني جميع الأراضين ، فذلك قوله في الأنعام : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ)[الأنعام : ٣٨] ، يعني جميع الأرض (وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ ،) وقال في لقمان : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ) [لقمان : ٢٧] ، يعني جميع الأراضين ، ونحوه كثير. الوجوه والنظائر (ص ٦٧).

(١) انظر : تفسير الغريب (١٤٢).

١٠١

منسوخه

في هذا الحزب من الآي المنسوخة :

قوله تعالى : (لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ) إلى قوله (وَرِضْواناً) [المائدة : ٢] قال الشعبي نسخها تعالى بآية السيف وبقوله : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [التوبة : ٥].

ومن كلام الشعبي قال : نسخ من هذه السورة خمسة أحكام : قوله : (لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ) إلى قوله : (الْحَرامَ) نسخ ذلك كله الأمر بالقتل حيث وجدوا (١).

وقال مجاهد والسدي وابن زيد : المنسوخ من ذلك نهيه أن يعرض لأحد ممن يقصد البيت الحرام من المشركين في قوله : (وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ) بقوله : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ).

وقد حكى هذا عن الشعبي وقال أكثر أهل العلم : إن قوله تعالى (لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ) خاصة من هذا الآية كلها محكم غير منسخ باختلاف منهم في تأويل معنى شعائر.

وإن باقي الآية منسوخ (٢) كما تقدم وقد قيل : إن الآية كلها محكمة وإنها خاصة في نازلة معينة.

ومن حجة القائلين بأنها محكمة أن سورة المائدة عند أكثر السلف نزلت بعد سورة براءة.

وقوله تعالى : (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ) [المائدة : ٢] الآية. قال ابن زيد هي منسوخة بالأمر بالقتل (٣).

وقال مجاهد : هي محكمة مخصوصة بنازلة معينة وهذا هو المختار عند أكثر أهل

__________________

(١) الإيضاح (٢٢٠) بالنص.

(٢) انظر : الإيضاح (٢٢٠).

(٣) انظر : الإيضاح (٢٢٣).

١٠٢

العلم (١).

وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) [المائدة : ٦] الآية عن طائفة من علماء السلف أنها منسوخة قالوا : ولو لم ينسخ لوجب على كل قائم إلى الصلاة الطهارة وإن كان متطهرا.

وذكروا أن الناسخ لها السنة من حديث سليمان بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يتوضأ لكل صلاة فلما كان يوم الفتح صلى الصلوات بوضوء واحد ومسح على خفيه. فقال عمر : لقد فعلت شيئا ما كنت تفعله فقال : «عمدا فعلته».

ومن منع أن ينسخ القرآن بالسنة قال : إن هذا تبيين ليس بنسخ وللعلماء في جملة هذه الآية أقوال : في كونها ناسخة أو كونها منسوخة قد ذكرت بعض ذلك في سورة النساء وبعضه ههنا.

ويحكى عن الشعبي : أن ذكر المسح على الأرجل من هذه الآية منسوخ بالسنة المتواترة بغسلها (٢) ولا يجوز المسح على الرجلين دون الغسل.

وعلى ذلك الإجماع وإنما يكون المسح على الخفين (٣) ، وقد قيل : إن المسح على الرجلين في هذه الآية معناه الغسل الخفيف حكاه زيد بن العرب.

وهذا لا يعارض قول الشعبي فإن الغسل الخفيف في الرجلين كالمسح سواء لا يجزيان وليس يجزي في الرجلين إلا الغسل المستوفى بدليل آثار ثابتة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في صفة غسلهما (٤).

ويروى عن ابن عباس أن قوله تعالى : (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) ناسخ للمسح على الخفين وأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يمسح على خفيه بعد نزول سورة المائدة (٥).

وأجمع أهل العلم على ترك العمل بهذا لما ثبت عن جرير بن عبد الله البجلي أنه

__________________

(١) انظر : الإيضاح (٢٢٤).

(٢) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٢١).

(٣) انظر : الإيضاح (٢٣٠).

(٤) انظر : الإيضاح (٢٢٩).

(٥) انظر : الإيضاح (٢٣١).

١٠٣

قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمسح على خفيه وكان إسلام جرير بعد نزول المائدة وقبل وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أو شيع شهر.

وقال بعض أهل العلم في هذه الآية كلها : إنها ناسخة لما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يفعله فإنه كان إذا أحدث لم يكلم أحدا حتى يتوضأ وضوء الصلاة.

وأما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فكان يجعل هذه الآية على الندب لكل من قام إلى الصلاة أن يتوضأ كان على وضوء أو لم يكن وهكذا كان يفعل رضي الله عنه ولا يرى أنه واجب (١).

الحزب الثاني عشر : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِ) [المائدة : ٢٧].

غريبه :

٢٩ ـ (تَبُوءَ) تنقلب وترجع إلى الله (٢).

و (بِإِثْمِي) أي : بقتلي (٣).

و (وَإِثْمِكَ) أي : ما أضمرت من عداوتي.

٣٠ ـ و (فَطَوَّعَتْ) أي : انقادت وشايعت وهو من طاع الرجل بكذا يطوع أي : انقاد وليس هو من أطاع الرباعي لأنك تقول : أتاني طوعا وطائعا أي : منقادا ولو كان من الرباعي لقلت مطيعا (٤).

٣١ ـ و (يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ) أي : يطلب في التراب (٥).

و (يُوارِي) أي : يستر.

٣٢ ـ و (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ) أي : من جناية ذلك ويقال معناه من جراء ذلك وقيل

__________________

(١) انظر : الإيضاح (٢٢٨).

(٢) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٦١).

(٣) انظر : تفسير الغريب (١٤٢).

(٤) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٦٢).

(٥) انظر : تفسير الطبري (٦ / ١٩٩).

١٠٤

من سبب ذلك (١).

و (فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) يعني : في الإثم والعقاب (٢).

و (وَمَنْ أَحْياها) ذكر أهل التفسير أن معناه من عفا عن الدم إذا وجب له القود.

و (فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) أي : هو أصل في الثواب والأجر مثله (٣).

٣٥ ـ و (الْوَسِيلَةَ) القربة (٤).

٣٨ ـ و (نَكالاً) أي : عظة (٥).

٤١ ـ و (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ) أي : قائلون له كما يقال لا تسمع من فلان أي : لا تقبل منه وجائز أن يكون (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ) أي : يستمعون منك ليكونوا عليك (٦).

و (سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ) أي : هم عيون لمن غاب عنك من أمثالهم (٧).

و (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ) قد تقدم.

٤٢ ـ و (لِلسُّحْتِ) كسب ما لا يحل (٨) وقيل : هو الرشي. وأصله في اللغة أسحت إذا أبطل (٩).

و (بِالْقِسْطِ) العدل (١٠).

٤٤ ـ و (وَالرَّبَّانِيُّونَ) العلماء ، وهم الأحبار أيضا (١١) وسأستوفي معناه في باب

__________________

(١) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٦٢ ، ١٦٣).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٤٣).

(٣) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٦٩).

(٤) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٦٤).

(٥) انظر : تفسير الغريب (١٤٣).

(٦) انظر : نزهة القلوب (١٠٨).

(٧) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٧٥).

(٨) انظر : نزهة القلوب (١١٥).

(٩) انظر : تفسير الغريب (١٤٣).

(١٠) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٦٦).

(١١) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٧٨).

١٠٥

ختم هذا الكتاب.

و (اسْتُحْفِظُوا) أي : استودعوا (١).

٤٨ ـ و (وَمُهَيْمِناً) أي : أمدينا (٢) وقيل : شاهدا (٣) وسأستوفي ذكره في الباب الذي ختمت به هذا الكتاب.

و (شِرْعَةً) أي : شريعة (٤) وقيل في شرعة إنها ابتداء الطريق (٥).

و (وَمِنْهاجاً) أي : طريقا (٦).

٥٢ ـ و (يُسارِعُونَ فِيهِمْ) أي : في رضاهم (٧).

و (دائِرَةٌ) أي : ما يدور من المكروه.

٥٤ ـ و (أَذِلَّةٍ) أي : أنهم يلينون لهم وليس من الذلة التي هي الهوان (٨).

٥٩ ـ و (تَنْقِمُونَ) أي : تكرهون (٩).

٦٠ ـ و (مَثُوبَةً) أي : ثوابا وقد تقدم.

٦٤ ـ و (مَغْلُولَةٌ) أي : مقبوضة عن العطاء (١٠).

٦٦ ـ و (لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ) أي : من مطر السماء (١١).

__________________

(١) انظر : تفسير الغريب (١٤٤).

(٢) في الأصل قطع ، والزيادة لازمة لتمام السياق.

(٣) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٦٨).

(٤) انظر : معاني القرآن (١ / ٢٥٩).

(٥) انظر : نزهة القلوب (١٢٣).

(٦) انظر : مجاز القرآن وإعرابه (١ / ١٦٨).

(٧) انظر : تفسير الغريب (١٤٤).

(٨) انظر : نزهة القلوب : (٩).

(٩) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٨٦).

(١٠) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٣٠).

(١١) انظر : تفسير الغريب (١٤٤).

١٠٦

و (وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) أي : نبات الأرض (١).

٦٧ ـ و (يَعْصِمُكَ) أي : يمنعك (٢).

٧٥ ـ و (يَأْكُلانِ الطَّعامَ) كناية عن التغوط لأن أكل الطعام يؤدي إلى الغائط (٣).

و (يُؤْفَكُونَ) أي : يصرفون عن الحق يقال : أفك الرجل عن الشيء إذا عدل عنه (٤).

منسوخه

في هذا الحزب من الآي المنسوخة :

قوله تعالى : (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ) [المائدة : ١٣] قال قتادة : نسخها بآية السيف وقال ابن عباس نسخها بقوله (٥) (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [التوبة : ٥] الآية. وقد قيل نسخها بقوله : (وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً) [الأنفال : ٥٨] الآية.

وقد تقدم القول أن آيات الشدة تنسخ آيات اللين ، ومن قال : إن براءة نزلت قبل المائدة يقول : إن الآية محكمة لا نسخ فيها ، وإنها نزلت في قوم مخصوصين من اليهود هموا بغدر النبي عليه‌السلام فنجاه الله منهم ثم أمره بالعفو عنهم.

وقوله تعالى : (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) [المائدة : ٣٣].

قال ابن سرين هي ناسخة لفعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالعرينيين (٦) الذي سمل أعينهم ومثل بهم ، وقد قيل إنها محكمة وإن فعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إنما كان مخصوصا بها أولئك وكانوا سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله ، وفعلوا بالرعاء مثل ما فعل بهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقوله تعالى : (فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ) [المائدة : ٤٢] الآية.

__________________

(١) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٩١).

(٢) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٧١).

(٣) انظر : تفسير الغريب (١٤٥).

(٤) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ١٩٧).

(٥) انظر : الإيضاح (٢٣٢).

(٦) انظر : الإيضاح (٢٣٣).

١٠٧

قال ابن عباس نسخها تعالى بقوله (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ) [المائدة : ٤٩] الآية وهو قول جماعة من التابعين وغيرهم (١).

وقال عطاء والحسن والشعبي والنخعي هي محكمة ، وأما قوله : (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ) فإنما هو مرتبط بما قبله معطوف عليه فهذا ليس بنسخ وإنما هو تخيير لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما شاء أن يفعل من ذلك وإلى هذا القول ذهب مالك (٢).

الحزب الثالث عشر : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا) [المائدة : ٨٢].

غريبه :

٨٢ ـ (قِسِّيسِينَ) جمع قسيس وهم من فقهاء النصارى ولهم مراتب ، منها ما هو فوق القسيس ، ومنها ما هو دونه (٣).

و (وَرُهْباناً) جمع راهب وهم عباد النصارى ونساكهم.

٨٣ ـ و (تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) أي : تسيل.

٩٠ ـ و (وَالْمَيْسِرُ) القمار وقد تقدم (٤).

و (وَالْأَنْصابُ) حجارة كانوا يعبدونها في الجاهلية.

و (وَالْأَزْلامُ) القداح وقد تقدم.

والرجس النتن (٥).

٩٣ ـ و (فِيما طَعِمُوا) أي : شربوا من الخمر قبل نزول التحريم ، يقال : لم أطعم

__________________

(١) انظر : الإيضاح (٢٣٥).

(٢) انظر : الإيضاح (٢٣٥ ، ٢٣٦).

(٣) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٠٠).

(٤) انظر : تفسير الغريب (١٤٥).

(٥) انظر : نزهة القلوب (١٠٢).

١٠٨

ماء ولم أطعم نوما ، كما يقال : لم أطعم خبزا (١).

و (إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا) معناه اتقوا شرب الخمر وآمنوا بتحريمها.

٩٤ ـ و (تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ) يعني : بيض النعام (٢).

و (وَرِماحُكُمْ) يعني : الصيد (٣).

٩٥ ـ (النَّعَمِ) واحد الأنعام وقد تقدم ذكرها (٤).

و (عَدْلُ ذلِكَ) أي : مثل ذلك (٥).

٩٦ ـ و (صَيْدُ الْبَحْرِ) يعني : ما صيد من السمك (٦).

و (طَعامُهُ) أي : ما نضب عنه الماء وما قذفه وهو حي.

و (وَلِلسَّيَّارَةِ) أي : للمسافرين (٧).

٩٧ ـ و (قِياماً) أي : قواما (٨) وقد ذكر.

٢٤ ـ (١٠٣) (مِنْ بَحِيرَةٍ) والبحيرة الناقة تنتج خمسة أبطن والخامس منها ذكر فينحرونه فتأكله النساء مع الرجال.

فإن كانت أنثى فهي بحيرة لأنهم يبحرونها أي : يشقون أذنها ، ويجعلون لبنها ولحمها حراما على النساء ، فإن ماتت حلت لهن (٩).

(وَلا سائِبَةٍ) ، والسائبة البعير الذي يسيبه الرجل منهم ينذر بنذره في مرض أو

__________________

(١) انظر : تفسير الغريب (١٤٦).

(٢) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٠٦).

(٣) انظر : تفسير الغريب (١٤٦).

(٤) انظر : مجاز القرآن (١٧٥).

(٥) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٠٨).

(٦) انظر : تفسير الغريب (١٤٧).

(٧) انظر : نزهة القلوب (١٠٩).

(٨) انظر : مجاز القرآن (١٧٧).

(٩) انظر : تفسير الغريب (١٤٧).

١٠٩

بلوغ منزل أو شبه ذلك (١).

(وَلا وَصِيلَةٍ) والوصيلة : كانت من الغنم ، وذلك أنهم كانوا إذا ولدت الشاة سبعة أبطن نظروا فإن كان السابع ذكرا ذبح فأكل منه الرجال والنساء.

وإن كان أنثى تركت في الغنم فإن كان ذكرا وأنثى قالوا : وصلت أخاها فلم يذبح الذكر من أجلها ، وكان لحمها ولبن الأنثى منهما حراما على النساء ، إلا أن يموت أحدهما وكلاهما فيأكله النساء والرجال (٢).

والحامي الفحل إذا ركب ولد ولده (٣) وقد قيل : إنه الفحل الذي نتج من ظهره عشرة أبطن فيقولون قد حمي ظهره فلا يركب ولا يمنع من مرعى ولا من ماء (٤).

١٠٧ ـ و (فَإِنْ عُثِرَ) أي : ظهر (٥).

و (الْأَوْلَيانِ) الوليان (٦).

١١٠ ـ و (وَكَهْلاً) أي : ابن ثلاثين سنة (٧).

و (الْكِتابَ) هنا الخط.

و (وَالْحِكْمَةَ) الفقه.

١١١ ـ و (أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ) أي : قذفت في قلوبهم (٨) وسأستوفي القول في الكتاب والحكمة وفي الوحي وفي الحواريين في الباب الذي ختم به هذا الكتاب.

١١٢ ـ والمائدة : الطعام مأخوذ من ماد يميد بمعنى أعطى ، كأنها تميد الآكلين أي : تعطيهم وقد تكون فاعلة بمعنى مفعولة ، أي : ميد بها الآكلون ، فإن لم يكن بها طعام فهي

__________________

(١) انظر : معاني القرآن (١ / ٣٢٢).

(٢) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٧٨) (١٧٩).

(٣) انظر : تفسير الغريب (١٤٨).

(٤) انظر : نزهة القلوب : (٤٢).

(٥) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٨١).

(٦) انظر : تفسير الغريب (١٤٨).

(٧) انظر : تفسير الغريب (١٤٨).

(٨) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢١٩).

١١٠

خوان (١).

١١٤ ـ و (عِيداً) أي : مجتمعا (٢).

١١٦ ـ و (وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى) أي : وإذ يقول يوم القيامة (٣).

١١٨ ـ و (فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ) جمع عبد كما يقال : فرخ وفراخ وكلب وكلاب.

سورة الأنعام

وهي مكية

إلا ثلاث آيات نزلن بالمدينة (٤) وهن من قوله تعالى : (أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) إلى قوله : (ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام : ١٥١ ـ ١٥٣].

٢ ـ و (قَضى أَجَلاً) أي : بالموت.

و (وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) يعني : أجل الدنيا إذا فنيت (٥).

٢٥ ـ ٦ و (مِنْ قَرْنٍ) أي : ثمانون سنة (٦).

٦ ـ و (مِدْراراً) أي : غزيرا (٧).

٧ ـ و (قِرْطاسٍ) أي : صحيفة.

٩ ـ ١٠ و (وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ) أي : أضللناهم بما ضلوا به قبل أن يبعث الملك.

و (فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا) أي : أحاط بهم (٨).

__________________

(١) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٨٢).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٤٨).

(٣) انظر : تفسير الغريب (١٤٩).

(٤) انظر : تفسير الغريب (١٥٠).

(٥) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٨٥).

(٦) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٢٩).

(٧) انظر : تفسير الغريب (١٥٠).

(٨) انظر : نزهة القلوب (٧٤).

١١١

و (خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) أي : غبنوها (١).

١٤ ـ و (فاطِرِ السَّماواتِ) أي : مبتدئ خلقها (٢).

١٢ ـ و (كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) أي : أوجبها لخلقه.

٢٥ ـ و (وَقْراً) بفتح الواو : الصمم ، وبكسرها : الحمل على الظهر (٣).

٢٢ ـ و (شُرَكاؤُكُمُ) أي : آلهتكم التي أشركتموني بها (٤).

٢٣ ـ و (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ) أي : مقالتهم ومعذرتهم (٥).

٢٦ ـ و (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ) أي : عن محمد عليه‌السلام (٦).

و (وَيَنْأَوْنَ) أي : يبعدون (٧).

٣١ ـ و (أَوْزارَهُمْ) أي : آثامهم وأصل الوزر الحمل على الظهر (٨).

٣٣ ـ و (لا يُكَذِّبُونَكَ) أي : لا يجدونك كذابا (٩).

 ـ و (نَفَقاً) أي : مدخلا وهو السرب (١٠).

و (سُلَّماً) أي : مصعدا (١١).

__________________

(١) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٨٧).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٥١).

(٣) انظر : معاني القرآن (١ / ٢٧٢).

(٤) انظر : تفسير الغريب (١٥٢).

(٥) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٨٨).

(٦) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٣٨).

(٧) انظر : تفسير الغريب (١٥٢).

(٨) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٩٠).

(٩) انظر : تفسير الغريب (١٥٣).

(١٠) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٩٠).

(١١) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٤٤).

١١٢

منسوخه

في هذا الحزب من الآي المنسوخة :

قوله تعالى : (لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) [المائدة : ٩٥] الآية. قيل إنها منسوخة بقوله : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ) الآية.

وجمهور أهل العلم ينكرون هذا القول ويرون أن هذا ليس بنسخ وإنما هو تبيين وتخصيص بقوله : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ) وأن النهي عن قتل الصيد للمحرم إنما يراد به صيد البر خاصة دون غيره (١).

وقوله تعالى : (ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ) [المائدة : ٩٩] قد تقدم أنها وما أشبهها من آيات الإعراض واللين منسوخة بآية السيف والشدة.

وقوله تعالى : (آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) [المائدة : ١٠٦].

قال زيد بن أسلم أي : من أهل الذمة (٢).

ثم نسخها تعالى بقوله (٣) : (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) [الطلاق : ٢] وبقوله تعالى : (مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ) [البقرة : ٢٨٢] وهو مذهب مالك ، وأكثر الفقهاء.

وقد جاء عن عائشة وابن عباس وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم أن الآية محكمة والرواية بهذا عن أبي موسى أصح وهو قول جماعة من التابعين وغيرهم مع اختلاف منهم في تأويل قوله : (مِنْ غَيْرِكُمْ)(٤).

وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) [المائدة : ١٠٥] الآية نسخها تعالى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأكثر أهل العلم يرى أنها محكمة باختلاف منهم في تأويل قوله (عَلَيْكُمْ

__________________

(١) انظر : الإيضاح (٢٣٧).

(٢) انظر : الناسخ والمنسوخ (١٣٢).

(٣) انظر : الإيضاح (٢٣٩).

(٤) انظر : الإيضاح (٢٣٨).

١١٣

أَنْفُسَكُمْ)(١).

الحزب الرابع عشر : (إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ) [الأنعام : ٣٦].

غريبه :

٤٢ ـ (بِالْبَأْساءِ) والبؤس الفقر (٢).

و (وَالضَّرَّاءِ) البلاء (٣).

٤٤ ـ و (بَغْتَةً) أي : فجأة (٤).

و (مُبْلِسُونَ) أي : يائسون (٥).

٤٥ ـ و (دابِرُ الْقَوْمِ) أي : آخرهم (٦).

٤٦ ـ و (يَصْدِفُونَ) أي : يعرضون (٧).

٥٣ ـ و (فَتَنَّا بَعْضَهُمْ) أي : ابتلينا (٨).

٥٩ ـ و (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ) أي : خزائنه (٩).

٦٠ ـ و (جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ) أي : اكتسبتم (١٠).

و (أَجَلٌ مُسَمًّى) يعني : الموت (١١).

__________________

(١) انظر : الإيضاح (٢٣٧ ، ٢٣٨).

(٢) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٩١).

(٣) انظر : تفسير الغريب (١٥٣).

(٤) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٤٨).

(٥) انظر : نزهة القلوب : (١٨٨).

(٦) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٩٢).

(٧) انظر : تفسير الغريب (١٥٤).

(٨) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٥٢).

(٩) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٥٧).

(١٠) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٩٤).

(١١) انظر : تفسير الغريب (١٥٤).

١١٤

٦٥ ـ و (عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ) الحجارة (١).

و (مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) الخسف.

و (يَلْبِسَكُمْ) مأخوذ من الالتباس عليهم.

و (يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) أي : حتى يكونوا شيعا ، وهي الفرق واحدتها شيعة (٢).

و (بَأْسَ بَعْضٍ) أي : قتال بعض (٣).

__________________

(١) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٥٩).

(٢) تفسير شِيَعاً على خمسة وجوه :

فوجه منها : (شِيَعاً) : يعني فرقا ، فذلك قوله في الأنعام : (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً)[الأنعام : ١٥٩] ، يعني أحزابا فرقا يهودا ونصارى وصابئين ومجوسا ، نظيرها في الروم حيث يقول : (وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً)[الروم : ٣٢] ، يعني أحزابا فرقا ، وقال في القصص : (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً)[القصص : ٤] ، يعني فرقا : فرقة القبط وفرقة بني إسرائيل ، وكقوله في الحجر : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ)[الحجر : ١٠] ، يعني فرق الأولين ، يعني قوم نوح وقوم هود والأمم.

والوجه الثاني : الشيع : يعني الجيش ، فذلك قوله في القصص لموسى : (فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ)[القصص : ١٥] ، يعني كافرين ، (هذا مِنْ شِيعَتِهِ) ، يعني من بني إسرائيل (وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ) ، يعني والآخر من عدوه القبط (فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ) ، يعني من جيشه يعني من جيش موسى (عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ).

والوجه الثالث : الشيع : يعني أهل مكة ، فذلك قوله في اقتربت الساعة : (وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ)[القمر : ٥١] ، يا أهل مكة ، كقوله في سبأ : (كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ)[سبأ : ٥٤] ، يعني أهل مكة ، كقوله في مريم : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ)[مريم : ٦٩] ، يعني أهل مكة ، كقوله في الصافات : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ)[الصافات : ٨٣] ، يقول إن من أهل ملته ملة نوح (لَإِبْراهِيمَ).

والوجه الرابع : تشيع نفسها ، فذلك قوله في النور : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ)[النور : ١٩] ، يعني أن تفشو الفاحشة في الذين آمنوا.

والوجه الخامس : شيعا : يعني الأهواء المختلفة ، فذلك قوله في الأنعام : (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً)[الأنعام : ٦٥] ، يعني الأهواء المختلفة. وانظر : الوجوه والنظائر (٤٩) بتحقيقنا.

(٣) انظر : تفسير الغريب (١٥٤).

١١٥

٦٧ ـ و (مُسْتَقَرٌّ) أي : غاية.

٦٨ ـ و (يَخُوضُونَ) أي : بالاستهزاء.

٧٠ ـ و (تُبْسَلَ) أي : تسلم للهلكة وترهن (١).

و (مِنْ حَمِيمٍ) أي : من ماء حار (٢).

(وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا) أي : على مؤخرنا ، وعقب كل شيء عند العرب آخره والعقب القدم وجمعه أعقاب (٣).

ومنه قول عائشة أم المؤمنين لأخيها وهو يتوضأ يا عبد الرحمن أسبغ الوضوء فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ويل للأعقاب من النار» (٤).

ثم تقول العرب رد فلان على عقبيه إذا جاء لينفذ فسد سبيله حتى رجع ثم قيل لمن لم يظفر بما يريد قد رد على عقبيه (٥).

٧١ ـ و (اسْتَهْوَتْهُ) أي : هوت (٦) به يعني : عبد الرحمن بن أبي بكر.

و (لَهُ أَصْحابٌ) يعني أباه وأمه (٧).

و (مَلَكُوتَ) أي : ملك (٨).

٧٦ ـ و (جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ) أي : أظلم وغطى (٩).

٧٧ ـ و (بازِغاً) أي طالعا.

__________________

(١) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٩٤).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٥٥).

(٣) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٦٢).

(٤) رواه البخاري (١ / ٣٣).

(٥) انظر : نزهة القلوب : (٢٠٦).

(٦) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٩٦).

(٧) انظر : تفسير الغريب (١٥٥).

(٨) انظر : نزهة القلوب : (١٧٦).

(٩) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٦٦).

١١٦

٧٨ ـ و (أَفَلَتْ) أي : غابت (١).

٨٢ ـ و (وَلَمْ يَلْبِسُوا) أي : لم يخلطوا.

و (إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) أي : بشرك.

٩١ ـ و (وَما قَدَرُوا اللهَ) أي : ما وصفوه (٢).

٩٢ ـ و (أُمَّ الْقُرى) مكة (٣).

٩٣ ـ و (فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ) أي : شدائده التي تغمره.

(الْهُونِ) الهوان.

٩٤ ـ و (فُرادى) جمع فردان كما يقال : سكارى في جمع سكران ، وقد قيل إنه فرد ومعناه : جئتمونا فردا فردا (٤).

و (خَوَّلْناكُمْ) أي : ملكناكم (٥).

و (تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) من قرأ بضم النون فمعناه وصلكم (٦) والبين من الأضداد يكون من الوصال ويكون من الفراق (٧).

و (سَكَناً) أي : يسكن فيه الناس سكون الراحة.

٩٦ ـ (حُسْباناً) أي : حسابا ، ويقال : هو جمعه مثل : شهاب وشهبانا (٨).

و (أَنْشَأَكُمْ) أي : ابتدأكم وخلقكم (٩).

__________________

(١) انظر : تفسير الغريب (١٥٦).

(٢) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٠٠).

(٣) انظر : تفسير الغريب (١٥٦).

(٤) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٠٠).

(٥) انظر : تفسير الغريب (١٥٧).

(٦) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٧٣).

(٧) انظر : نزهة القلوب : (٤٢) بالنص.

(٨) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٠١).

(٩) انظر : نزهة القلوب : (١٠).

١١٧

٩٨ ـ و (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) في الصلب ومستودع في الرحم (١).

٩٩ ـ و (قِنْوانٌ) عذوق النخل واحدها قنو ، وهذا يجمع على لفظ تثنيته (٢) ، والفرق بينهما في إعراب النون (٣).

و (وَيَنْعِهِ) أي : إدراكه ونضجه وقيل : هو جمع يانع مثل صاحب وصحب وراكب وركب وتاجر وتجر ، ويقال منه ينع وأينع (٤).

١٠٠ ـ و (وَخَرَقُوا) بتخفيف الراء افتعلوا ذلك واختلقوه كذبا وإفكا (٥).

وقرأ نافع في السبع بتشديد الراء ومعناه فعلوا مرة بعد أخرى.

وقيل هو بمعنى الأول سواء.

ويروى أن ابن عباس قرأها وحرفوا بحاء غير معجمة وتشديد الراء وفاء بعدها ومعناه افتعلوا ما لا أصل له (٦).

و (بَصائِرُ) جمع بصيرة والمعنى جاءتكم حجج بينة من ربكم (٧).

١٠٥ ـ و (دَرَسْتَ)(٨) أي : قرأت الكتب ، ومن قرأ (دارست) فمعناه : جادلت أهل الكتاب.

١٠٨ ـ و (عَدْواً) أي : اعتداء.

١٠٩ ـ و (وَما يُشْعِرُكُمْ) أي : ما يدريكم (٩).

__________________

(١) انظر : معاني القرآن (١ / ٣٤٧).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٥٧).

(٣) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٠٢).

(٤) انظر : نزهة القلوب (٢٢٠).

(٥) انظر : تفسير الغريب (١٥٧).

(٦) انظر : نزهة القلوب : (٨٥).

(٧) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٠٣).

(٨) انظر : تفسير الغريب (١٥٧).

(٩) انظر : نزهة القلوب : (٢٣١).

١١٨

منسوخه

في هذا الحزب من الآي المنسوخة :

قوله تعالى : (لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (٦٦) لِكُلِّ نَبَإٍ) [الأنعام : ٦٦ ، ٦٧] قال ابن عباس : نسخها تعالى بقوله : (وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً) [التوبة : ٣٦] الآية.

وقال أكثر أهل العلم : إن هذا القول لم يصح عن ابن عباس وإن الآية محكمة ، وقالوا معنى وكيل ههنا بما يمنع من النسخ.

وقوله تعالى : (وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) [الأنعام : ٦٨] الآية. (وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام : ٦٩] الآية.

روي عن ابن عباس أنه قال : نسخها تعالى بقوله : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ) [النساء : ١٤٠].

وقد قيل : إن قوله تعالى : (وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) الآية محكمة.

وقوله تعالى : (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ) الآية. قال قتادة نسخها تعالى بقوله : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ) [التوبة : ٥] الآية. وأكثر أهل العلم يرى أنها محكمة ومعناه التهديد والوعيد للكفار.

وقوله تعالى : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ) [الأنعام : ١٠٨] نسخها تعالى بآية السيف.

الحزب الخامس عشر : (وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ) [الأنعام : ١١١].

غريبه :

١١١ ـ (قُبُلاً) من قرأه (١) بكسر القاف وفتح الباء فمعناه معاينة (٢).

__________________

(١) انظر : الكشف (١ / ٤٤٦).

(٢) انظر : تفسير الغريب (١٥٨).

١١٩

وقيل معناه استينافا ومن قرأ (قُبُلاً) بضم القاف والباء فمعناه أصناف وواحده قبيل وقيل : معناه كفلاء (١) كقوله تعالى : (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً) [الإسراء : ٩٢].

١١٢ ـ و (زُخْرُفَ الْقَوْلِ) مزينة وأصل الزخرف : الذهب (٢).

١١٣ ـ و (وَلِتَصْغى إِلَيْهِ) أي : تميل إليه (٣).

و (وَلِيَقْتَرِفُوا) أي : يكتسبوا ، ويقال : معناه ليدّعوا من القرفة وهي الادعاء (٤).

١١٦ ـ و (يَخْرُصُونَ)(٥) أي : يحدسون.

١٢٠ ـ و (ظاهِرَ الْإِثْمِ) الزنا (٦).

و (وَباطِنَهُ) اتخاذ الأصدقاء على سبيل الزينة.

وقال أبو إسحاق : إن معناه وذروا الإثم ظاهرا وباطنا أي : سرا وجهرا (٧) ، وهذا أحسن الأقوال لدلالة الكلام عليه.

١٢١ ـ و (لَيُوحُونَ) أي : يقذفون في قلوبهم (٨).

١٢٤ ـ و (صَغارٌ عِنْدَ اللهِ) هو أشد الذل (٩).

١٢٢ ـ (مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ) أي : كافرا فهديناه (١٠).

__________________

(١) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٨٣).

(٢) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٠٥).

(٣) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٨٤).

(٤) انظر : نزهة القلوب (٢٢٠).

(٥) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٠٦).

(٦) انظر : تفسير الغريب (١٥٩).

(٧) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢٨٧).

(٨) انظر : تفسير الغريب (١٥٩).

(٩) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٠٦).

(١٠) انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٨٨).

١٢٠