تفسير الخزرجي

أبي جعفر أحمد بن عبدالصمد بن عبدالحق الخزرجي

تفسير الخزرجي

المؤلف:

أبي جعفر أحمد بن عبدالصمد بن عبدالحق الخزرجي


المحقق: الشيخ أحمد فريد المزيدي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-5480-X

الصفحات: ٤٧٢

١
٢

مقدمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله بعظمته وكبريائه ، الواحد في سمائه ، العادل في قضائه ، المحتجب عن خلقه بفردانيته ، المستأثر بالبقاء في ملكوته ، أحمد على السراء من نعمائه ، وأشكره على المكروه من بلائه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، ختم به النبيين ، وبعثه إلى الخلق أجمعين ، بشيرا لمن اهتدى ، ونذيرا لمن كذب وأبى ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبدا دائما مردّدا. وعلى آله وصحبه أعلام الهدى ، وسلم تسليما كثيرا.

وبعد ..

فهذا كتاب في غريب القرآن وناسخه ومنسوخه للعلامة أبي جعفر الخزرجي من أكابر علماء القرن السادس الهجري.

جمع في كتابه هذا بين علمي الغريب ، والناسخ والمنسوخ ، وهما جزء من علوم القرآن ، وقد استفاد كثيرا ممن قبله مثل : أبي عبيدة وابن قتيبة ، وابن حزم ، وابن سلامة ، وابن حبيب ، ومجاهد ، واليزيدي ، وابن عزيز ، ومكي بن أبي طالب ، وابن العربي والنحاس ، وغيرهم. ولأهمية هذا الكتاب وأثره في علوم القرآن ، قمنا بتحقيقه ، من تخريج وعزو وتعليق.

وأصل الكتاب : نسخة خزانة ابن يوسف بمراكش المحفوظة تحت رقم : (٢٢٥) ، وبها آثار رطوبة وخرم وبتر ، وكشط ، وغير ذلك.

وقد وضعت بعض الزيادات لإيضاح المعنى وإتمام السياق.

٣

والنسخة المطبوعة بالمغرب ، وبها جهد طيب نافع ، يستفاد منه كل طالب علم.

جزى الله كل من اجتهد وساهم في إخراج تراث الأمة الإسلامية خير الجزاء في الدنيا والآخرة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلّى الله على سيدنا محمد السابق للخلق نوره ، وآله وصحبه وسلم.

٤

ترجمة مختصرة للمصنف

هو الشيخ الإمام العلامة الفقيه اللغوي المفسر : أبو جعفر أحمد بن عبد الصمد بن أبي عبيدة محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي الساعدي.

ولد سنة ٥١٩ ه‍ ، وتوفي سنة ٥٨٥ ه‍.

أخذ عن مشايخ كثيرين منهم :

 ـ أبو بكر بن العربي المعافري.

 ـ أبو الحسن شريح بن محمد بن أحمد الرعيني.

 ـ أبو الحسين سليمان بن محمد بن الطرواوة المالقي.

 ـ أبو عبد الله جعفر بن محمد بن مكي القيسي.

 ـ أبو عبد الله محمد بن مسعود الغافقي.

ومن تلامذته :

 ـ أبو الحسن علي بن عتيق الخزرجي.

 ـ أبو القاسم أحمد بن يزيد بن مخلد.

 ـ ابن القفاص الغرناطي.

من مصنفاته :

 ـ مقامع الصلبان.

 ـ آفاق الشموس وأعلاق النفوس.

 ـ إشراق الشموس.

 ـ قصد السبيل في معرفة آيات رسول التنزيل.

 ـ مقام المدرك في إفحام المشرك.

 ـ نفس الصباح.

وانظر في ترجمته : سلوة الأنفاس (٣ / ٢٤٢) ، ونيل الابتهاج (٥٩) ، ومعجم المؤلفين (١ / ٢٧٤) ، ومقدمة مقامع الصلبان.

٥
٦

٧
٨

مقدمة المصنف

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.

[...](١) ألفاظها ، وعشيت ألحاظها فبدت [...](٢).

[...](٣) واستوعبت فيه ما يجب استيعابه واقتضبت منه [...](٤)

على منوال ذلك المجموع القديم وجعلته أوضح سبيلا في التعليم وأهدى إلى صراطه المستقيم ، وأخرجته على مضمار الاختصار إلى مدارك الاستيفاء والتفهيم وسميته «نفس الصباح» وأطلعته شمسا على أفق التبيين والإيضاح وضمنته من علم الكتاب ما فيه حياة للنفوس والأرواح ، [وحليته] باسم من رفع علم المتقين ، وتقيل أباه في إحياء رسوم الدين وأوى ال [المظلوم] من عدله إلى ربوة ذات قرار ومعين سيدنا ومولانا الخليفة الإمام أمير المؤمنين أبي يعقوب ابن أمير المؤمنين رضي الله عنهم ، جعلنا الله ممن وفق لما يرضاه ، وأمر بخير فعل بمقتضاه.

فصل

إن من غريب ألفاظ القرآن حروفا يكثر دورها فيه ، وتحتاج باتساع معانيها إلى الزيادة في بيانها ، وهي على ضربين : منها لفظة تقال بمعنى واحد أبدا ، ومنها لفظة تقال على

__________________

(١) مقدار سطرين مقطوع بالأصل.

(٢) قطع بالأصل.

(٣) قطع بالأصل.

(٤) قطع بالأصل.

٩

معان مختلفة ، تكون إما راجعة إلى أصل واحد منها ، وإما غير راجعة بل يكون كل معنى منها أصلا بنفسه ولغة متفردة بعينها فأنا أختلس ذكرها عند ما أمر عليها في مواضعها من غريب الأحزاب ، ثم أفرد لها بابا أختم به هذا الكتاب. يكون على حروف المعجم (١) ، أستوفي ذكرها في استيفاء كافيا ، واستوعب معانيها لديه استيعابا شافيا [...](٢).

__________________

(١) هو القسم الرابع من الكتاب.

(٢) قطع بالأصل.

١٠

الحزب الأول : (الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ) [البقرة : ١ ، ٢]

سورة الحمد

وهي مكية (١) غريبة (٢)

(لا يوصف) (٣) به إلا الله سبحانه.

٣ ـ و (الرَّحِيمِ) (عظيم الرحمة) (٤).

٤ ـ و (ملك)فيها قراءتان روي (٥) أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ بهما (٦) إحداهما : مالك بألف على أنها (٧) تجمع على ملك وملاك (٨) ومعناه في هذا الموضع : حاكم ومجاز (٩) هكذا ذكر.

(أهل التفسير) (١٠) (وملك مع) كسر اللام دون ألف (١١) وتجمع على أملاك وعلى ملوك (١٢) و (معناه ها هنا) (١٣) (أن لله الملك يوم الدين خالصا لقوله) (١٤) تعالى : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) [غافر : ١٦] وقد تسكن لام (ملك) كما يقال : ف

__________________

(١) انظر تفسير القرطبي ١ / ١١١ ومشكل إعراب القرآن (١ / ٨).

(٢) قطع بالأصل.

(٣) قطع بالأصل.

(٤) قطع بالأصل.

(٥) قطع بالأصل.

(٦) رواه الترمذي (٥ / ١٨٥).

(٧) قطع بالأصل. والزيادة لتمام السياق.

(٨) انظر : مشكل في إعراب القرآن : (١ / ١٠).

(٩) انظر : تفسير الطبري (١ / ٦٦).

(١٠) قطع بالأصل.

(١١) انظر : التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني (١٨).

(١٢) انظر : مشكل إعراب القرآن (١ / ١٠).

(١٣) قطع بالأصل. حل محله اللصوق والزيادة لتمام السياق.

(١٤) انظر : تفسير الطبري : (١ / ١ / ٦٥).

١١

خذ وفخذ (١) [...](٢) ربيعة بن نزار ويحكى أن أبا عمرو قرأ بذلك (٣).

و (يَوْمِ الدِّينِ)(٤) ... أي : يوم الجز (اء) (٥).

__________________

(١) قطع بالأصل. والزيادة من كتاب الزينة (٢ / ٩٩).

(٢) طمس في الأصل.

(٣) انظر : كتاب السبعة (١٠٥).

(٤) تفسير الدين على خمسة وجوه :

فوجه منها : الدين : يعني التوحيد ، فذلك قوله في آل عمران : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ)[آل عمران : ١٩] ، يقول إن التوحيد عند الله الإسلام ، كقوله في الزمر : (فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ)[الزمر : ٢] ، يعني التوحيد ، كقوله في لقمان والروم وغيرهما : (فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)[العنكبوت : ٦٥] ، يعني التوحيد ، ونحوه كثير.

والوجه الثاني : الدين : يعني الحساب ، فذلك قوله في فاتحة الكتاب : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)[الفاتحة : ٤] ، يعني يوم الحساب ، كقوله في الصافات : (هذا يَوْمُ الدِّينِ)[الصافات : ٢٠] ، يعني يوم الحساب ، كقوله في المطففين : (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ)[المطففين : ١١] ، يعني بيوم الحساب ، وقال في الصافات : (أَإِنَّا لَمَدِينُونَ)[الصافات : ٥٣] ، يقول إنا لمحاسبون ، وقال في الواقعة : (فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ)[الواقعة : ٨٦] ، يعني غير محاسبين.

والوجه الثالث : الدين : يعني الحكم ، فذلك قوله في النور : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ)[النور : ٢] ، يعني رأفة في حكم الله الّذي حكم على الزاني ، كقوله في يوسف : (ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ)[يوسف : ٧٦] ، يعني حكم الملك وقضاءه.

والوجه الرابع : الدين : يعني الذي يدين الله به العباد ، فذلك قوله في براءة : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِ)[الفتح : ٢٨] ، يعني الإسلام ، (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)[الفتح : ٢٨] ، يعني ليعلو الإسلام على كل دين يدان به الله بغير دين الإسلام ، (وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون)[الصافات : ٩] ، نظيرها في السورة التي يذكرها في الصف ، وقال أيضا في الفتح : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) [الفتح : ٢٨] ، يعني كل دين يدان به الله بغير الإسلام.

والوجه الخامس : دين : يعني ملة ، فذلك قوله : (مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً)[البقرة : ٣٥].

(٥) قطع بالأصل ، والزيادة من غريب القرآن لليزيدي (٦١) ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (١ / ٤٧).

١٢

٦ ـ و (اهْدِنَا)(١) أي : أرشدنا (٢).

__________________

(١) قطع بالأصل ، والزيادة لتمام السياق.

(٢) قال مقاتل : فوجه منها : الهدى : يعني البيان ، فذلك قوله عزوجل : (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ) [البقرة : ٥] ، يعني على بيان من ربهم ، وكقوله : (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ) [لقمان : ٥] ، يعني على بيان ، تصديق ذلك في حم السجدة : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) [فصلت : ١٧] ، يعني بينا لهم ، وقال في هل أتى على الإنسان : (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ) [الإنسان : ٣] ، يعني بينا له ، وكقوله في طه : أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ ، يعني أفلم يبين لهم كَمْ (أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) [طه : ١٢٨] ، نظيرها في تنزيل السجدة حيث يقول : (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ ، يعني أو لم يبين لهم كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ) [السجدة : ٢٦] ، ونحو كثير.

والوجه الثامن : هدى : يعني أمر محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى آله ، فذلك قوله في البقرة : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى)[البقرة : ١٥٩] ، يعني أمر محمد أنه نبيّ رسول ، وكقوله في الذين كفروا : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى)[محمد : ٢٥] ، يعني أمر محمد أنه نبيّ رسول ، وقال أيضا : (وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى)[محمد : ٣٢] ، يعني أمر محمد أنه نبي رسول.

والوجه التاسع : الهدى : يعني القرآن ، فذلك قوله في النجم : (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى)[النجم : ٢٣] ، يعني القرآن ، وكقوله في بني إسرائيل : (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى)[الإسراء : ٩٤] ، يعني القرآن فيه بيان كل شيء (إِلَّا أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً)[الإسراء : ٩٤] ، وكقوله في الكهف : (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى ،) يعني القرآن فيه بيان كل شيء ، (وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ)[الكهف : ٥٥].

والوجه العاشر : الهدى : يعني التوراة ، فذلك قوله في حم المؤمن : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى)[غافر : ٥٣] ، يعني التوراة ، وذلك قوله في تنزيل السجدة : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً)[السجدة : ٢٣] ، يعني التوراة : (لِبَنِي إِسْرائِيلَ)[آل عمران : ٩٣] ، مثلها في بني إسرائيل.

والوجه الحادي عشر : هدى : يعني هدى إلى الاسترجاع ، فذلك قوله في البقرة : (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)[البقرة : ١٥٧] ، يعني إلى الاسترجاع ، نظيرها في التغابن : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ)[التغابن : ٩] ، يعني إلى الاسترجاع.

والوجه الثاني عشر : لا يهدي : يعني لا يهدي إلى الحجة ولا من الضلالة إلى دينه ، فذلك قوله في البقرة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ)[البقرة : ٢٥٨] ، إلى قوله : (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[آل عمران : ٢٥٦] ، إلى الهدى ، نظيرها في براءة حيث يقول : ـ

١٣

و (الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) أي : الطريق الواضح : يعني : الإسلام.

٧ ـ (الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)(١) أي : الأنبياء (٢).

و (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) اليهود.

و (الضَّالِّينَ) يعني : النصارى.

__________________

 ـ (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)[التوبة : ١٩] ، إلى قوله : (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[التوبة : ١٩] ، أي إلى الحجة ، وقال في سورة الجمعة : (وَاللهُ لا يَهْدِي) يعني من الضلالة إلى دينه ، (الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) الهدى ، ونحوه كثير.

والوجه الثالث عشر : الهدى : يعني التوحيد ، فذلك قوله في القصص : (إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا)[القصص : ٥٧] ، يعني التوحيد ودين الحق ، كقوله في الصف : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى)[الصف : ٩] ، يعني بالتوحيد (وَدِينِ الْحَقِ)[الصف : ٩] ، ومثله في الفتح.

والوجه الرابع عشر : الهدى : يعني سنّة ، فذلك قوله في الزخرف : (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ)[الزخرف : ٢٢] ، يعني مستنون بسنتهم في الكفر ، كقوله في الأنعام للنبي : (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ)[الأنعام : ٩٠] ، يعني الأنبياء (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) ، يعني فبسنتهم في التوحيد اقتده.

والوجه الخامس عشر : لا يهدي : يعني لا يصلح ، فذلك قوله : (وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ)[يوسف : ٥٢] ، يعني لا يصلح عمل الزناة. والوجه السادس عشر : الهدى : يعني إلهام البهائم ، فذلك قوله في طه : (الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ)[طه : ٥٠] ، يعني من الدواب ، خلقه : يعني صورته التي تصلح له ، ثم هدى : يعني ثم ألهمه كيف يأتي معيشته ومرعاه ، كقوله في سبح اسم ربك الأعلى : (وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى)[الأعلى : ٣] ، يعني قدّر خلق الذكر والأنثى ، فهدى يعني ألهم الذكر كيف يأتيها وتأتيه.

والوجه السابع عشر : هدنا : يعني تبنا ، فذلك قوله في الأعراف : (هُدْنا إِلَيْكَ)[الأعراف : ١٥٦] ، يعني تبنا إليك.

(١) قطع بالأصل ، والزيادة لتمام السياق.

(٢) انظر : المحرر الوجيز (١ / ٨٢).

١٤

سورة (١) البقرة

وهي مدنية (٢)

١ ـ (الم) قد قيل في هذه الحروف المقطعة في أوائل السور (٣) إنها أسماء لها (٤) وعن ابن عباس وغيره أنها : أقسام أقسم الله بها وأن كل (حروف منها) (٥) اسم من أسماء الله (٦) وقال الشعبي : إنّ لله في كل كتاب سرا وسره في القرآن فواتح السور (٧) وقد جاء في ذلك عن ابن عباس وغيره أقوال يطول ذكرها (٨) أحسنها [...](٩) (مروية) (١٠) عن ابن عباس أن كل حرف منها له تفسير وأن (الم) معناه (١١) أن الله أعلم (١٢) [...](١٣).

٢ ـ (لا رَيْبَ فِيهِ) أي : لا شك فيه (١٤).

و (هُدىً) أي : رشدا (لهم إلى الحق) (١٥).

٣ ـ و (بِالْغَيْبِ) أي : يوم القيامة (١٦).

__________________

(١) قطع بالأصل. والزيادة لتمام السياق.

(٢) انظر : المحرر الوجيز لابن عطية : (١ / ٩٣) الناسخ والمنسوخ لابن العربي (٢ / ٩).

(٣) قطع بالأصل. والزيادة لتمام السياق.

(٤) انظر : تفسير الطبري (١ / ٨٧).

(٥) قطع بالأصل. والزيادة لتمام السياق.

(٦) انظر : تفسير الطبري.

(٧) قطع بالأصل. والزيادة لتمام السياق. تفسير القرطبي (١ / ١٥٤).

(٨) انظر تفسير الطبري (١ / ٨٦ ـ ٩٦).

(٩) قطع بالأصل.

(١٠) قطع بالأصل.

(١١) زيادة لتمام السياق وانظر : معاني القرآن وإعرابه للزجاج (١ / ٥٦).

(١٢) الزيادة من معاني القرآن للأخفش (١ / ٢١) تفسير الطبري (١ / ٨٨).

(١٣) قطع بالأصل.

(١٤) انظر : معاني القرآن وإعرابه : (١ / ٨٦).

(١٥) قطع بالأصل. والزيادة من تفسير الغريب : (٣٩).

(١٦) قطع بالأصل. والزيادة لتمام السياق ، وانظر : غريب ابن قتيبة.

١٥

و (يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) يؤدونها بحقوقها كما فرضها الله ، يقال : أقام (الأمر وقام) (١) به أي : جاء به معطى حقوقه.

و (يُنْفِقُونَ) أي : يزكون ويتصدقون.

٥ ـ (الْمُفْلِحُونَ) الذين (يصيبون) (٢) خيرا ، وأصل الفلاح البقاء ، وله ذكر في باب ختم هذا الكتاب.

٦ ـ و (أَأَنْذَرْتَهُمْ) أي : أعلمتهم بما تحذرهم منه.

٧ ـ (خَتَمَ اللهُ) أي : طبع الله (٣).

و (غِشاوَةٌ) أي : عطاء (٤).

٩ ـ و (يُخادِعُونَ) أي : يحتالون ويمكرون بإظهار الإيمان ، وإضمار خلافه وقد قيل : إن الخداع الفساد أي : يفسدون ما يظهرون من الإيمان بما يضمرون من الكفر.

و (خادِعُهُمْ) [النساء : ١٤٢] (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ) الآية ، أي : يجازيهم على خداعهم (٥).

١٠ ـ و (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) أي : في قلوبهم شك ويقال : إن مرض القلب فتوره وكذلك موضع العين.

١٣ ـ (السُّفَهاءُ) أي : الجهال.

١٤ ـ (مُسْتَهْزِؤُنَ) أي : ساخرون.

١٥ ـ و (يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) أي : يجازيهم على استهزائهم.

__________________

(١) قطع بالأصل. والزيادة من نزهة القلوب : ٢٣٠.

(٢) زيادة لتمام السياق.

(٣) انظر : معاني القرآن وإعرابه (١ / ٨٢).

(٤) انظر : مجاز القرآن (١ / ٣١).

(٥) انظر معاني القرآن وإعرابه (١ / ٩٠).

١٦

(وَيَمُدُّهُمْ) أي : يتمادى بهم ، ويطيل لهم.

و (طُغْيانِهِمْ) أي : تكبرهم.

و (يَعْمَهُونَ) أي : يركبون رءوسهم فلا يبصرون.

١٦ ـ و (اشْتَرَوُا) أي : استبدلوا.

و (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ) أي : فما ربحوا في تجارتهم.

١٧ ـ و (اسْتَوْقَدَ) معناه : أوقد (١).

١٩ ـ و (أَوْ كَصَيِّبٍ) أي : مطر شديد ووزنه فيعل من صاب يصوب إذا نزل (٢) ، و (وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ) هما معلومان ، ولمن تقدم من أهل التفسير وغيرهم في معنى الرعد والبرق أقوال.

٢٠ ـ و (يَخْطَفُ) أي : يختطف ، وأصله من الخطاطيف.

٢٢ ـ و (فِراشاً) أي : مذللة (٣).

و (أَنْداداً) أي : شركاء وقيل أمثالا ونظراء.

٢٤ ـ و (وَالْحِجارَةُ) تعني الكبريت.

٢٥ ـ و (جَنَّاتٍ) أي : بساتين (٤).

و (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) أي : من تحت شجرها (لا أرضها) (٥).

و (وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً) أي : يشبه بعضه بعضا في المنظر (٦) دون الطعوم.

__________________

(١) انظر : معاني القرآن للأخفش (١ / ٤٨).

(٢) انظر : معاني القرآن وإعرابه للزجاج (١ / ٩٤).

(٣) انظر : مجاز القرآن : (١ / ٣٤).

(٤) انظر : تفسير الغريب (٤٣).

(٥) الزيادة من تفسير الغريب لليزيدي (٤٣).

(٦) قطع بالأصل. والزيادة من غريب اليزيدي (٤٤).

١٧

و (مُطَهَّرَةٌ) أي : من الحمل والحيض والغائط والبول وأقذار بني آدم (١).

٢٨ ـ و (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً) أي : نطفا في الأرحام (٢) وكل شيء فارق الجسد من شعر أو ظفر أو نطفة فهو ميتة بمفارقته (له وقوله) : (فَأَحْياكُمْ) يعني : إحياؤهم في الأرحام بعد ذلك من النطف.

(ثُمَّ يُمِيتُكُمْ)(٣) يعني : موتهم عند انقضاء العمر ، وقوله (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) يعني : (يبعثكم يوم) (٤) البعث والنشور ، ومثله قوله تعالى : (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) [غافر : ١١].

٢٩ ـ (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ) أي : عمد (٥) إليها.

٣٠ ـ و (وَيَسْفِكُ الدِّماءَ) أي : يصبها.

ونقدس لك) أي : ننسب (٦).

٣١ ـ (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) من (٧) أسماء ما خلق.

٣٥ ـ و (رَغَداً) أي : واسعا كثيرا.

٣٦ ـ و (فَأَزَلَّهُمَا) بمعنى استزلهما (٨) من الزلل ، ومن قرأ : فأزالهما فمعناه : نحاهما ، يقال : أزلت فلانا عن الشيء (فزال).

و (مُسْتَقَرٌّ)(٩) أي : موضع استقرار.

__________________

(١) قطع بالأصل. والزيادة من تفسير الغريب (٤٤).

(٢) قطع بالأصل. والزيادة من تفسير الغريب (٤٤).

(٣) قطع بالأصل. والزيادة لتمام السياق.

(٤) قطع بالأصل. والزيادة لتمام السياق وانظر : معاني القرآن للفراء : (١ / ٢٥).

(٥) قطع بالأصل. والزيادة من تفسير الغريب (٤٥).

(٦) قطع بالأصل. والزيادة من تفسير ابن كثير (١ / ١٢٥).

(٧) قطع بالأصل.

(٨) قطع بالأصل. والزيادة من تفسير الغريب : (٤٦).

(٩) قطع بالأصل.

١٨

و (إِلى حِينٍ) أي : إلى أجل.

٣٧ ـ و (فَتَلَقَّى آدَمُ) أي : قبل.

و (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)(١) عائد على الرب في قوله (مِنْ رَبِّهِ).

٣٨ ـ و (اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً) (لانحطاط من أعلى) (٢) إلى أسفل.

وقال ابن عباس «هو كما يقال : هبط فلان أرض كذا ويفسره قوله (٣) (اهْبِطُوا مِصْراً) والضمير في قوله (اهْبِطُوا مِنْها) [البقرة : ٣٨] يعود على الإنسان وإبليس ويقال : الحية (٤) ، وكذلك الضمير في قوله : (بَعْضُكُمْ»).

٤٠ ـ و (إِسْرائِيلَ) هو (يعقوب وسأ) (٥) سنستوفي شرح لفظه في باب ختم هذا الكتاب.

و (فَارْهَبُونِ) خافون وإنما (٦) حذفت الياء لأنه رأس آية ورءوس (٧) الآي ينوي التوقف عليها والوقوف على الياء يستثقل فاستغنوا) (٨) عنها بالكسرة وكذلك قوله : (فَاتَّقُونِ) [...](٩).

٤٣ ـ و (وَآتُوا) أي : أعطوا (١٠).

و (الزَّكاةَ) الطهارة والنماء أي : تطهر الأموال مما يكون فيها من الإثم والحرام (١١).

__________________

(١) قطع بالأصل.

(٢) قطع بالأصل. والزيادة من نزهة القلوب : (٣١).

(٣) قطع بالأصل. والزيادة من تفسير الغريب (٤٦).

(٤) قطع بالأصل. والزيادة من تفسير الغريب (٤٦).

(٥) قطع بالأصل. والزيادة من نزهة القلوب (٣١).

(٦) قطع بالأصل. من نزهة القلوب : ٣١.

(٧) الزيادة من نزهة القلوب (٣١).

(٨) الزيادة من نزهة القلوب : (٣١).

(٩) قطع بالأصل.

(١٠) الزيادة من مجاز القرآن (١ / ٥١). ـ (١) الزيادة من نزهة القلوب : (١٠٣).

(١١) قطع بالأصل.

١٩

و (فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) أي : على عالمي دهركم ذلك لا على سائر ال (١) عالمين.

٤٨ ـ و (لا تَجْزِي نَفْسٌ) أي : لا تقضي ولا تغني (٢).

و (عَدْلٌ)(٣) أي : فدية.

٤٩ ـ و (يَسُومُونَكُمْ)(٤) أي : يعطونكم ، وقيل : إن معناه : يريدونه منكم ويطلبونه.

و (وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ) أي : نعمة (٥).

٥٠ ـ و (وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ) أي : فلقناه لكم (٦).

٥٢ ـ و (عَفَوْنا عَنْكُمْ) أي : أزلنا عنكم ذنوبكم.

٥٤ ـ و (بارِئِكُمْ) أي : خالقكم.

٥٥ ـ و (جَهْرَةً) أي : علانية.

٥٦ ـ و (الصَّاعِقَةُ) هنا الموت.

٥٧ ـ و (الْغَمامَ) سحاب أبيض (٧).

و (الْمَنَ) شيء حلو كان ينزل عليهم (٨) ، إذ كانوا يتيهون في صحراء شور فيحتنونه ويقال هو الطرنجين.

__________________

(١) الزيادة لازمة من نزهة القلوب (١٥٢).

(٢) تفسير الغريب (٤٨).

(٣) الزيادة لازمة لتمام السياق وهي والتفسير من غريب القرآن (٤٨).

(٤) قطع بالأصل. والزيادة لازمة لتمام السياق ولا يتم المعنى بدونها.

(٥) انظر : مجاز القرآن (١ / ٤٠).

(٦) انظر : نزهة القلوب : (١٥٢).

(٧) انظر : نزهة القلوب (١٤٨).

(٨) انظر : مجاز القرآن (١ / ٤١).

٢٠