قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز [ ج ٣ ]

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز [ ج ٣ ]

تحمیل

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز [ ج ٣ ]

463/556
*

٤ ـ بصيرة فى ضد

الضّدّان : الشيئان اللذان تحت جنس واحد ، وينافى كلّ واحد منهما الآخر فى أوصافه الخاصّة ، وبينهما أبعد البعد ؛ كالسّواد والبياض ، والخير والشر. وما لم يكونا تحت جنس واحد لا يقال لهما الضدّان ؛ كالحلاوة والحركة. قالوا : والضدّ أحد المتقابلات ، فإن المتقابلين هما الشيئان المختلفان اللذان كلّ واحد قبالة الآخر ، ولا يجتمعان فى شىء واحد [فى وقت واحد (١)]. وذلك أربعة أشياء : الضدّان ؛ كالبياض والسّواد ، والمتضايفان ؛ كالضّعف والنصف ، والوجود والعدم ، [و](٢) كالبصر والعمى ، والموجبة والسّالبة فى الأخبار ، نحو : كلّ إنسان هاهنا ، وليس كل إنسان بههنا (٣).

وكثير من المتكلّمين وأهل اللغة يجعلون كلّ ذلك من المتضادّات. ويقولون : الضدّان : ما لا يصحّ اجتماعهما فى محلّ واحد. وقيل : الله تعالى لا ندّ له ولا ضدّ له ؛ لأنّ الندّ هو الاشتراك فى الجوهر ، والضدّ هو أن يعتقب الشّيئان المتنافيان فى (٤) جنس واحد ، والله تعالى منزّه عن أن يكون له جوهر ، فإذا لا ضدّ له ولا ندّ.

__________________

(١) زيادة من الراغب

(٢) زيادة من الراغب

(٣) فى الراغب : «هاهنا» وهو أولى لأن (هاهنا) من الظروف المختصة ، فهو منصوب أو مجرور بمن أو الى

(٤) فى الراغب : «على»