النّهاية - ج ١

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]

النّهاية - ج ١

المؤلف:

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]


المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤٧٢

الكذب في قول بعض العرب : أَلَقَ الرجل يَأْلِقُ أَلْقاً فهو أَلِقٌ ، إذا انبسط لسانه بالكذب. وقال القتيبى : هو من الولق : الكذب ، فأبدل الواو همزة. وقد أخذه عليه ابن الأنبارى ؛ لأن إبدال الهمزة من الواو المفتوحة لا يجعل أصلا يقاس عليه ، وإنما يتكلّم بما سمع منه. وفي الكذب ثلاث لغات : أَلْق وإِلْق ووَلْق.

(ألك) ـ في حديث زيد بن حارثة وأبيه وعمه :

أَلِكْنِي إلى قومى وإن كنت نائيا

فإنى قطين البيت عند المشاعر

أى بلّغ رسالتى ، من الأَلُوكَةِ والمَأْلُكَة ، وهى الرّسالة.

(ألل) (ه) فيه «عجب ربكم من إِلِّكَمْ وقنوطكم» الإِلُ شدة القنوط ، ويجوز أن يكون من رفع الصوت بالبكاء. يقال أَلَ يَئِلُ أَلًّا. قال أبو عبيد المحدّثون يروونه بكسر الهمزة ، والمحفوظ عند أهل اللغة الفتح ، وهو أشبه بالمصادر.

[ه] وفي حديث الصدّيق لما عرض عليه كلام مسيلمة قال : «إن هذا لم يخرج من إِلٍ»أى من ربوبي ّة. والإِلّ بالكسر هو الله تعالى. وقيل الإِلّ هو الأصل الجيّد ، أى لم يجئ من الأصل الذى جاء منه القرآن. وقيل الإِلّ النّسب والقرابة. فيكون المعنى : إن هذا كلام غير صادر عن مناسبة الحق والإدلاء بسبب بينه وبين الصّدق.

[ه] ومنه حديث لقيط «أنبئك بمثل ذلك. في إِلِ الله» أى في ربوبيّته وإلهيّته وقدرته. ويجوز أن يكون في عهد الله ، من الإِلّ العهد.

(ه) ومنه حديث أم زرع «وفيّ الإِلّ كريم الخلّ» أرادت أنها وفيّة العهد ، وإنما ذكّر لأنه ذهب به إلى معنى التّشبيه : أى هى مثل الرجل الوفي العهد. والإِلُ القرابة أيضا (١).

ومنه حديث علي «يخون العهد ويقطع الإِلَ».

(س) وفي حديث عائشة رضى الله عنها «أن امرأة سألت عن المرأة تحتلم ، فقالت لها عائشة رضى الله عنها : تربت يداك ، وأَلَّتْ (٢) ، وهل ترى المرأة ذلك» أَلَّتْ أى صاحت لما أصابها من شدّة

__________________

(١) ومنه قوله تعالى : i لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ (إِلًّا) وَلا ذِمَّةًE أى قرابة ولا عهدا.

(٢) الضمير في ألت يرجع إلى عائشة ، وهى جملة معترضة. وقوله صاحت : أى عائشة.

٦١

هذا الكلام. وروى بضم الهمزة مع التشديد ، أى طعنت بالأُلَّةِ وهى الحربة العريضة النّصل ، وفيه بعد لأنه لا يلائم لفظ الحديث.

وفيه ذكر «إِلَال» هو بكسر الهمزة وتخفيف اللام الأولى : جبل عن يمين الإمام بعرفة.

(ألنجوج) (ه) فيه «مجامرهم الأَلَنْجُوج» هو العود الذى يتبخّر به. يقال أَلَنْجُوج ويلنجوج وأَلَنْجَج ، والألف والنون زائدتان ، كأنه يلجّ في تضوّع رائحته وانتشارها.

(أله) (ه) في حديث وهيب بن الورد «إذا وقع العبد في أُلْهَانِيَّة الربّ لم يجد أحدا يأخذ بقلبه» هو مأخوذ من إلاه ، وتقديرها فعلانية بالضم : يقول إِلَاهٌ بيّن الإِلَاهِيَّة والأُلْهَانِيَّة. وأصله من أَلِهَ يَأْلَهُ إذا تحيّر. يريد إذا وقع العبد في عظمة الله تعالى وجلاله وغير ذلك من صفات الربوبية ، وصرف وهمه إليها أبغض الناس حتى لا يميل قلبه إلى أحد.

(ألي) [ه] فيه «من يَتَأَلَ على الله يكذّبه» أى من حكم عليه وحلف ، كقولك والله ليدخلنّ الله فلانا النار ولينجحنّ الله سعى فلان ، وهو من الأَلِيَّة : اليمين. يقال آلَى يُولِي إِيلَاء ، وتَأَلَّى يَتَأَلَّى تَأَلِّياً ، والاسم الأَلِيَّة.

(ه) ومنه الحديث «ويل للمُتَأَلِّين من أمتى» يعنى الذين يحكمون على الله ويقولون فلان في الجنة وفلان في النار. وكذلك حديثه الآخر «من المُتَأَلِّي على الله».

وحديث أنس رضى الله عنه «أن النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم آلَى من نسائه شهرا» أى حلف لا يدخل عليهنّ ، وإنما عدّاه بمن حملا على المعنى وهو الامتناع من الدخول ، وهو يتعدّى بمن. وللإِيلَاء في الفقه أحكام تخصه لا يسمى إيلاء دونها.

ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «ليس في الإصلاح إِيلَاءٌ» أى أن الإيلاء إنما يكون في الضّرار والغضب لا في الرّضا والنفع.

(ه) وفي حديث منكر ونكير «لا دريت ولا ائْتَلَيْتُ» أى ولا استطعت أن تدرى.

٦٢

يقال ما آلُوهُ ، أى ما أستطيعه. وهو افتعلت منه. والمحدّثون يروونه «لا دريت ولا تليت» (١) والصواب الأوّل.

[ه] ومنه الحديث «من صام الدهر لا صام ولا أَلَّى» أى لا صام ولا استطاع أن يصوم ، وهو فعّل منه ، كأنه دعا عليه. ويجوز أن يكون إخبارا ، أى لم يصم ولم يقصّر من ألوت إذا قصّرت. قال الخطابى : رواه إبراهيم بن فراس ولا آل ، بوزن عال ، وفسّر بمعنى ولا رجع. قال : والصواب ألى مشددا ومخفّفا. يقال : أَلَّى الرجل وأَلِيَ إذا قصّر وترك الجهد.

ومنه الحديث «ما من وال إلّا وله بطانتان ؛ بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر ، وبطانة لا تَأْلُوه خبالا» أى لا تقصر في إفساد حاله.

ومنه زواج على رضى الله عنه ، قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لفاطمة «ما يبكيك فما أَلَوْتُكِ ونفسى ، وقد أصبت لك خير أهلى» أى ما قصّرت في أمرك وأمرى ، حيث اخترت لك عليا زوجا ، وقد تكرر في الحديث ..

وفيه «تفكروا في آلَاءِ الله ولا تتفكروا في الله» الآلَاء النعم ، واحدها أَلاً بالفتح والقصر ، وقد تكسر الهمزة ، وهى في الحديث كثيرة.

ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «حتى أورى قبسا لقابس آلَاء الله».

[ه] وفي صفة أهل الجنة «ومجامرهم الأُلُوَّة )» هو العود الذى يتبخّر به ، وتفتح همزته وتضم ، وهمزتها أصلية ، وقيل زائدة.

ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما «أنه كان يستجمر بالأُلُوَّة غير مطرّاة».

__________________

(١) في الهروى : قال أبو بكر : هو غلط ، وصوابه أحد وجهين : أن يقال : لا دريت ولا ائتليت ، أى ولا استطعت أن تدرى. يقال : ما آلوه : أى ما أستطيعه ، وهو افتعلت منه. والثانى لا دريت ولا أتليت ، يدعو عليه بألا تتلى إبله : أى لا يكون لها أولاد تتلوها أى تتبعها. والوجه الأول أجود. (انظر «تلا»).

(٢) قال الهروى : وأراها كلمة فارسية عربت. قال أبو عبيد : فيها لغتان : ألوّة وألوّة بفتح الهمزة وضمّها وتجمع الألوّة ألاويّة. قال الشاعر :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

٦٣

(ه) وفيه «فتفل في عين علىّ رضى الله عنه ومسحها بِأَلْيَة إبهامه» أَلْيَة الإبهام أصلها ، وأصل الخنصر الضّرّة.

ومنه حديث البراء رضى الله عنه «السّجود على أَلْيَتِيِ الكفّ» أراد ألية الإبهام وضرّة الخنصر فغلّب كالعمرين والقمرين.

وفي حديث آخر «كانوا يجتبّون أَلَيَاتِ الغنم أحياء» جمع الأَلْيَة وهى طرف الشاة. والجبّ القطع.

ومنه الحديث «لا تقوم الساعة حتى تضطرب أَلْيَات نساء دوس على ذى الخلصة» ذو الخلصة بيت كان فيه صنم لدوس يسمى الخلصة. أراد لا تقوم الساعة حتى ترجع دوس عن الإسلام فتطوف نساؤهم بذى الخلصة وتضطرب أعجازهنّ في طوافهنّ كما كن يفعلن في الجاهلية.

وفيه «لا يقام الرجل من مجلسه حتى يقوم من إِلْيَةِ نفسه» أى من قبل نفسه من غير أن يزعج أو يقام. وهمزتها مكسورة. وقيل أصلها ولية فقلبت الواو همزة.

(س) ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما «كان يقوم له الرجل من إِلْيَتِهِ فما يجلس مجلسه» ويروى من ليته ؛ وسيذكر في باب اللام.

(ه) وفي حديث الحج «وليس ثَمّ طرد ، ولا إِلَيْكَ إِلَيْكَ» هو كما يقال الطّريق الطّريق ، ويفعل بين يدى الأمراء ، ومعناه تنحّ وأبعد. وتكريره للتأكيد.

(ه) وفي حديث عمر «أنه قال لابن عباس رضى الله عنهم إنى قائل لك قولا وهو إِلَيْكَ» في الكلام إضمار ، أى هو سرّ أفضيت به إليك.

(س) وفي حديث ابن عمر «اللهم إِلَيْكَ» أى أشكو إليك ، أو خذنى إليك (س) ومنه حديث الحسن «أنه رأى من قوم رعة سيئة فقال : اللهم إِلَيْكَ» أى اقبضنى إليك ، والرّعة : ما يظهر من الخلق.

(س) وفي الحديث «والشرّ ليس إِلَيْكَ» أى ليس مما يتقرّب به إليك ، كما يقول الرجل

٦٤

لصاحبه أنا منك وإِلَيْكَ ، أى التجائى وانتمائى إليك.

وفي حديث أنس رضى الله عنه «أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلّا ما لا إلّا ما لا» أى إلّا ما لا بدّ منه للإنسان من الكنّ الذى تقوم به الحياة.

(ألين) ـ فيه «ذكر حصن أَلْيُون» هو بفتح الهمزة وسكون اللام وضم الياء ، اسم مدينة مصر قديما ، فتحها المسلمون وسمّوها الفسطاط. فأما أَلْبُون بالباء الموحدة فمدينة باليمن ، زعموا أنها ذات البئر المعطّلة والقصر المشيد ، وقد تفتح الباء.

(باب الهمزة مع الميم)

(أمت) (ه) فيه «إن الله تعالى حرّم الخمر فلا أَمْتَ فيها ، وإنما نهى عن السّكر والمسكر» لا أَمْتَ فيها أى لا عيب فيها. وقال الأزهرى : بل معناه لا شكّ فيها ولا ارتياب ، إنه من تنزيل رب العالمين. وقيل للشّك وما يرتاب فيه أَمْتٌ ؛ لأنّ الأَمْتَ الحزر والتّقدير ، ويدخلهما الظّنّ والشّك. وقيل معناه لا هوادة فيها ولا لين ، ولكنّه حرّمها تحريما شديدا ، من قولهم سار فلان سيرا لا أَمْتَ فيه ، أى لا وهن فيه ولا فتور.

(أمج) ـ في حديث ابن عباس رضى الله عنهما «حتى إذا كان بالكديد ماء بين عسفان وأَمَج» أَمَج بفتحتين وجيم : موضع بين مكة والمدينة.

(أمد) (ه) في حديث الحجاج «قال للحسن : ما أَمَدُك؟ قال : سنتان لخلافة عمر» أراد أنه ولد لسنتين (١) من خلافته. وللإنسان أَمَدَانِ : مولده وموته. والأَمَدُ الغاية.

(أمر) (ه) فيه «خير المال مهرة مَأْمُورَةٌ» هى الكثيرة النّسل والنّتاج. يقال أَمَرَهُمُ الله فَأَمِرُوا ، أى كثروا. وفيه لغتان أَمَرَهَا فهى مَأْمُورَة ، وآمَرَهَا فهى مُؤْمَرَة.

(س) ومنه حديث أبى سفيان «لقد أَمِرَ أَمْرُ ابن أبى كبشة» أى كثر وارتفع شأنه ، يعنى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) في الهروى : لسنتين بقيتا من خلافته.

(٩ ـ النهاية ـ ١)

٦٥

(س) ومنه الحديث «أن رجلا قال له : ما لى أرى أَمْرَكَ يَأْمَرُ؟ فقال : والله لَيَأْمَرَنَ» ، أى ليزيدنّ على ما ترى.

ومنه حديث ابن مسعود «كنا نقول في الجاهلية قد أَمِرَ بنو فلان» أى كثروا.

(ه) وفيه «أَمِيرِي من الملائكة جبريل» أى صاحب أمرى ووليّى ، وكل من فزعت إلى مشاورته ومُؤَامَرَتِهِ فهو أَمِيرُك.

ومنه حديث عمر رضى الله عنه «الرجال ثلاثة : رجل إذا نزل به أَمْرٌ ائْتَمَرَ رأيه» أى شاور نفسه وارتأى قبل مواقعة الأمر. وقيل المُؤْتَمِر الذى يهمّ بأمر يفعله.

(ه) ومنه الحديث الآخر «لا يَأْتَمِرُ رشدا» أى لا يأتى برشد من ذات نفسه. ويقال لكل من فعل فعلا من غير مشاورة : ائْتَمَر ، كأن نفسه أَمَرَتْهُ بشىء فَائْتَمَرَ لها ، أى أطاعها (١).

(س) وفيه «آمِرُوا النساء في أنفسهن» أى شاوروهنّ في تزويجهنّ. ويقال فيه وامرته ، وليس بفصيح ، وهذا أمر ندب وليس بواجب ، مثل قوله : البكر تستأذن. ويجوز أن يكون أراد به الثّيّب دون الأبكار ؛ فإنه لا بدّ من إذنهنّ في النكاح ، فإن في ذلك بقاء لصحبة الزّوج إذا كان بإذنها.

(س) ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما «آمِرُوا النّساء في بناتهنّ» هو من جهة استطابة أنفسهنّ ، وهو أدعى للألفة ، وخوفا من وقوع الوحشة بينهما إذا لم يكن برضا الأم ، إذ البنات إلى الأمّهات أميل ، وفي سماع قولهنّ أرغب ؛ ولأنّ الأم ربما علمت من حال بنتها الخافي عن أبيها أمرا لا يصلح معه النكاح ، من علّة تكون بها أو سبب يمنع من وفاء حقوق النكاح. وعلى نحو من هذا يتأوّل قوله «لا تزوّج البكر إلا بإذنها وإذنها سكوتها» لأنّها قد تستحى أن تفصح بالإذن وتظهر الرغبة في النكاح ، فيستدلّ بسكوتها على رضاها وسلامتها من الآفة. وقوله في حديث آخر «البكر تُسْتَأْذَنُ والأيّم تُسْتَأْمَرُ» لأن الإذن يعرف بالسكوت ، والأمر لا يعلم إلا بالنّطق.

ومنه حديث المتعة «فَآمَرَتْ نفسها» أى شاورتها واستأمرتها.

__________________

(١) أنشد الهروى للنمر بن تولب :

اعلما أنّ كلّ مؤتمر

مخطئ في الرأي أحياناً

٦٦

وفي حديث عليّ رضى الله عنه «أما إنّ له إِمْرَةً كلعقة الكلب ابنه» الإِمْرَة بالكسر الإِمَارَة.

ومنه حديث طلحة «لعلك ساءتك إِمْرَة ابن عمّك».

وفي قول موسى للخضر عليهما‌السلام بالكسر : الأمر العظيم الشّنيع. وقيل العجب.

ومنه حديث ابن مسعود «ابعثوا بالهدى واجعلوا بينكم وبينه يوم أَمَار» الأَمَار والأَمَارَة : العلامة. وقيل الأَمَار جمع الأَمَارَة.

(ه) ومنه الحديث الآخر «فهل للسفر أَمَارَة».

(س) وفي حديث آدم عليه‌السلام «من يطع إِمَّرَة لا يأكل ثمرة» الإِمَّرَة بكسر الهمزة وتشديد الميم تأنيث الإِمَّر ، وهو الأحمق الضعيف الرأى الذى يقول لغيره مرنى بأمرك ، أى من يطع امرأة حمقاء يحرم الخير. وقد تطلق الإِمَّرَة على الرجل ، والهاء للمبالغة ، كما يقال رجل إمّعة. والإِمَّرَة أيضا النعجة ، وكنى بها عن المرأة كما كنى عنها بالشاة.

وفيه ذكر «أَمَر» ، هو بفتح الهمزة والميم : موضع من ديار غطفان خرج إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لجمع محارب.

(أمع) (ه) فيه «اغد عالما أو متعلّما ولا تكن إِمَّعَة» الإِمَّعَة بكسر الهمزة وتشديد الميم : الذى لا رأى له ، فهو يتابع كل أحد على رأيه ، والهاء فيه للمبالغة. ويقال فيه إِمَّع أيضا. ولا يقال للمرأة إِمَّعَة ، وهمزته أصلية ؛ لأنه لا يكون أفعل وصفا. وقيل هو الذى يقول لكل أحد أنا معك.

ومنه حديث ابن مسعود رضى الله عنه «لا يكوننّ أحدكم إِمَّعَة ، قيل وما الإِمَّعَة؟ قال الذى يقول أنا مع الناس».

(أمم) (ه) فيه «اتقوا الخمر فإنها أُمُ الخبائث» أى التى تجمع كل خبث. وإذا قيل أُمُ الخير فهى التى تجمع كل خير ، وإذا قيل أُمُ الشّرّ فهى التى تجمع كل شر.

٦٧

(س) وفي حديث ثمامة «أنه أتى أُمّ منزله» أى امرأته ، أو من تدبّر أمر بيته من النساء.

ومنه الحديث «أنه قال لزيد الخيل : نعم فتى إن نجا من أُمِ كلبة» هى الحمّى.

(ه) وفي حديث آخر «لم تضرّه أُمُ الصّبيان» يعنى الرّيح التى تعرض لهم ، فربما غشى عليهم منها.

(ه) وفيه «إن أطاعوهما ـ يعنى أبا بكر وعمر رضى الله عنهما ـ فقد رشدوا ورشدت أُمُّهُمْ» أراد بالأُمِ الأُمَّة. وقيل هو نقيض قولهم هوت أُمُّهُ ، في الدعاء عليه.

(س) وفي حديث ابن عباس رضى الله عنهما «أنه قال لرجل لا أُمَ لك» هو ذمّ وسبّ ، أى أنت لقيط لا تعرف لك أم. وقيل قد يقع مدحا بمعنى التّعجّب منه ، وفيه بعد.

وفي حديث قس بن ساعدة «أنه يبعث يوم القيامة أُمَّةً وحده» الأُمَّة الرجل المنفرد بدين ، كقوله تعالى «إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ».

(ه) وفيه «لو لا أنّ الكلاب أُمَّة تسبّح لأمرت بقتلها» يقال لكل جيل من الناس والحيوان أمة.

(ه) وفيه «إن يهود بنى عوف أُمَّة من المؤمنين» يريد أنهم بالصّلح الذى وقع بينهم وبين المؤمنين كجماعة منهم ، كلمتهم وأيديهم واحدة.

وفيه «إنّا أُمَّة أُمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب» أراد أنهم على أصل ولادة أمّهم لم يتعلموا الكتابة والحساب ، فهم على جبلّتهم الأولى. وقيل الأُمِّي الذى لا يكتب.

(ه) ومنه الحديث «بعثت إلى أُمَّةٍ أُمِّيَّة» قيل للعرب : الأُمِّيُّون ؛ لأن الكتابة كانت فيهم عزيزة أو عديمة. ومنه قوله تعالى (بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ).

(ه) وفي حديث الشّجاج «في الآمَّةِ ثلث الدية».

(ه) وفي حديث آخر «المَأْمُومَةُ» وهما الشّجّة التى بلغت أم الرأس ، وهى الجلدة التى تجمع الدماغ. يقال رجل أَمِمٌ ومَأْمُوم. وقد تكرر ذكرها في الحديث.

٦٨

(س) وفي حديث ابن عمر رضى الله عنهما «من كانت فترته إلى سنّة فَلِأَمٍ ما هو» أى قصد الطريق المستقيم ، يقال أَمَّهُ يَؤُمُّهُ أَمّاً ، وتَأَمَّمَهُ وتيمّمه. ويحتمل أن يكون الأَمُ ، أقيم مقام المأموم ، أى هو على طريق ينبغى أن يقصد ، وإن كانت الرواية بضم الهمزة فإنه يرجع إلى أصله ما هو بمعناه.

(ه) ومنه الحديث «كانوا يَتَأَمَّمُون شرار ثمارهم في الصدقة» أى يتعمّدون ويقصدون. ويروى «يتيمّمون» ، وهو بمعناه.

ومنه حديث كعب بن مالك رضى الله عنه «وانطلقت أَتَأَمَّمُ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم».

(ه) وفي حديث كعب «ثم يؤمر بِأَمِ الباب على أهل النار فلا يخرج منهم غمّ أبدا» أى يقصد إليه فيسدّ عليهم.

(س) وفي حديث الحسن «لا يزال أمر هذه الأمة أَمَماً ما ثبتت الجيوش في أماكنها» الأَمَم : القرب ، واليسير.

(أمن) ـ في أسماء الله تعالى «الْمُؤْمِنُ» هو الذى يصدق عباده وعده : فهو من الإِيمَانِ : التّصديق ، أو يُؤَمِّنُهُمْ في القيامة من عذابه ، فهو من الأَمَان ، والأَمْن ضدّ الخوف.

(ه) وفيه «نهران مُؤْمِنَانِ ونهران كافران ، أما المؤمنان فالنّيل والفرات ، وأما الكافران فدجلة ونهر بلخ» جعلهما مؤمنين على التّشبيه ، لأنهما يفيضان على الأرض فيسقيان الحرث بلا مؤونة وكلفة ، وجعل الآخرين كافرين لأنهما لا يسقيان ولا ينتفع بهما إلّا بمؤونة وكلفة ، فهذان في الخير والنّفع كالمؤمنين ، وهذان في قلّة النفع كالكافرين.

(س) ومنه الحديث «لا يزنى الزانى وهو مُؤْمِنٌ» قيل معناه النّهى وإن كان في صورة الخبر. والأصل حذف الياء من يزنى ، أى لا يزن المؤمن ولا يسرق ولا يشرب» فإنّ هذه الأفعال لا تليق بالمؤمنين. وقيل هو وعيد يقصد به الردع ، كقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لا إِيمَانَ لمن لا أمانة له» «والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده». وقيل معناه لا يزنى وهو كامل الإيمان. وقيل : معناه إن الهوى يغطّى الإيمان ، فصاحب الهوى لا يرى إلّا هواه ولا ينظر إلى إيمانه النّاهى له عن ارتكاب

٦٩

الفاحشة ، فكأن الإيمان في تلك الحالة قد انعدم. وقال ابن عباس رضى الله عنهما «الإِيمَانُ نَزِهٌ فإذا أذنب العبد فارقه».

(س) ومنه الحديث الآخر «إذا زنى الرجل خرج منه الإِيمَانُ فكان فوق رأسه كالظّلّة ، فإذا أقلع رجع إليه الإيمان» وكل هذا محمول على المجاز ونفي الكمال دون الحقيقة في رفع الإيمان وإبطاله.

وفي حديث الجارية «أعتقها فإنها مُؤْمِنَةٌ» إنما حكم بإيمانها بمجرّد سؤاله إيّاها أين الله وإشارتها إلى السماء ، وقوله لها من أنا فأشارت إليه وإلى السماء ، تعنى أنت رسول الله. وهذا القدر لا يكفي في ثبوت الإسلام والإيمان دون الإقرار بالشهادتين والتّبرّؤ من سائر الأديان. وإنما حكم بذلك لأنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى منها أمارة الإسلام ، وكونها بين المسلمين وتحت رقّ المسلم. وهذا القدر يكفي علما لذلك ، فإن الكافر إذا عرض عليه الإسلام لم يقتصر منه على قوله إنى مسلم حتى يصف الإسلام بكماله وشرائطه ، فإذا جاءنا من نجهل حاله في الكفر والإيمان ، فقال إنى مسلم قبلناه ، فإذا كان عليه أمارة الإسلام من هيأة وشارة : أى حسن ودار كان قبول قوله أولى ، بل نحكم عليه بالإسلام وإن لم يقل شيئا.

وفيه «ما من نبىّ إلا أعطى من الآيات ما مثله آمَنَ عليه البشر ، وإنما كان الذى أوتيته وحيا أوحاه الله إلىّ» أى آمنوا عند معاينة ما آتاهم الله من الآيات والمعجزات. وأراد بالوحى إعجاز القرآن الذى خصّ به ، فإنه ليس شىء من كتب الله تعالى المنزّلة كان معجزا إلا القرآن.

(ه) وفي حديث عقبة بن عامر «أسلم الناس وآمَنَ عمرو بن العاص» كأنّ هذا إشارة إلى جماعة آمنوا معه خوفا من السيف ، وأن عمرا كان مخلصا في إيمانه. وهذا من العامّ الذى يراد به الخاصّ.

وفي الحديث «النّجوم أَمَنَةُ السماء ، فإذا ذهبت النجوم أتى السّماء ما توعد ، وأنا أَمَنَةٌ لأصحابى ، فإذا ذهبت أتى أصحابى ما يوعدون ، وأصحابى أَمَنَةٌ لأمّتى ، فإذا ذهب أصحابى أتى أمّتى ما توعد» أراد بوعد السماء انشقاقها وذهابها يوم القيامة. وذهاب النّجوم تكويرها وانكدارها وإعدامها. وأراد بوعد أصحابه ما وقع بينهم من الفتن. وكذلك أراد بوعد الأمة. والإشارة في الجملة

٧٠

إلى مجىء الشّر عند ذهاب أهل الخير ، فإنه لما كان بين أظهرهم كان يبيّن لهم ما يختلفون فيه ، فلما توفّى جالت الآراء واختلفت الأهواء ، فكان الصحابة رضى الله عنهم يسندون الأمر إلى الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قول أو فعل أو دلالة حال ، فلما فقد قلّت الأنوار وقويت الظّلم. وكذلك حال السماء عند ذهاب النّجوم. والأَمَنَةُ في هذا الحديث جمع أَمِين وهو الحافظ.

وفي حديث نزول المسيح عليه‌السلام «وتقع الأَمَنَةُ في الأرض» الأَمَنَة هاهنا الأمن ، كقوله تعالى «إذ يغشاكم النُّعاسُ أَمَنَةً مِنْهُ» يريد أن الأرض تمتلئ بالأمن فلا يخاف أحد من الناس والحيوان.

(ه) وفي الحديث «المؤذّن مُؤْتَمِنٌ» [مُؤْتَمَنٌ]) القوم : الذى يثقون إليه ويتّخذونه أمينا حافظا. يقال اؤْتُمِنَ الرجل فهو مُؤْتَمَنٌ ، يعنى أن المؤذّن أَمِين الناس على صلاتهم وصيامهم.

وفيه «المجالس بالأَمَانَة» هذا ندب إلى ترك إعادة ما يجرى في المجلس من قول أو فعل ، فكأنّ ذلك أمانة عند من سمعه أو رآه. والأَمَانَةُ تقع على الطّاعة والعبادة والوديعة والثقة والأمان ، وقد جاء في كل منها حديث.

(ه) وفيه «الأَمَانَةُ غنى» أى سبب الغنى. ومعناه أن الرجل إذا عرف بها كثر معاملوه فصار ذلك سببا لغناه.

وفي حديث أشراط الساعة «والأَمَانَةُ مغنما» أى يرى من في يده أمانة أن الخيانة فيها غنيمة قد غنمها.

وفيه «الزرع أَمَانَةٌ والتّاجر فاجر» جعل الزّرع أمانة لسلامته من الآفات التى تقع في التّجارة من التّزيّد في القول والحلف وغير ذلك.

(س) وفيه «أستودع الله دينك وأَمَانَتَكَ» أى أهلك ومن تخلّفه بعدك منهم ، ومالك الذى تودعه وتستحفظه أمينك ووكيلك.

(س) وفيه «من حلف بِالْأَمَانَةِ فليس منّا» يشبه أن تكون الكراهة فيه لأجل أنه أمر أن يحلف بأسماء الله وصفاته. والأَمَانَةُ أمر من أموره ، فنهوا عنها من أجل التّسوية بينها وبين أسماء

__________________

(١) الزيادة من اللسان.

٧١

الله تعالى ، كما نهوا أن يحلفوا بآبائهم. وإذا قال الحالف : وأمانة الله كانت يمينا عند أبى حنيفة ، والشافعىّ رضى الله عنهما لا يعدّها يمينا.

(أمه) (ه) في حديث الزّهرىّ «من امتحن في حدّ فَأَمِهَ ثم تبرّأ فليست عليه عقوبة» أَمِهَ : أى أقرّ ، ومعناه أن يعاقب ليقرّ فإقراره باطل. قال أبو عبيد : ولم أسمع الأمه بمعنى الإقرار إلا في هذا الحديث (١). وقال الجوهرى : هى لغة غير مشهورة.

(آمِينُ) (ه) فيه «آمِينُ خاتم رب العالمين» يقال آمِينُ وأَمِين بالمد والقصر ، والمد أكثر ، أى أنه طابع الله على عباده ، لأن الآفات والبلايا تدفع به ، فكان كخاتم الكتاب الذى يصونه ويمنع من فساده وإظهار ما فيه ، وهو اسم مبنىّ على الفتح ، ومعناه اللهم استجب لى. وقيل معناه : كذلك فليكن ، يعنى الدعاء. يقال أَمَّنَ فلان يُؤَمِّنُ تَأْمِيناً.

(ه) وفيه «آمِينُ درجة في الجنة» أى أنها كلمة يكتسب بها قائلها درجة في الجنة.

وفي حديث بلال رضى الله عنه «لا تسبقنى بِآمِين» يشبه أن يكون بلال كان يقرأ الفاتحة في السكتة الأولى من سكتتى الإمام ، فرّبما يبقى عليه منها شىء ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد فرغ من قراءتها ، فاستمهله بلال في التَّأْمِينِ بقدر ما يتم فيه بقيّة السورة حتى ينال بركة موافقته في التأمين.

(إما لا) (س) في حديث بيع الثمر «إِمَّا لَا فلا تبايعوا حتى يبدو صلاح الثمر» هذه الكلمة ترد في المحاورات كثيرا ، وقد جاءت في غير موضع من الحديث ، وأصلها إن وما ولا ، فأدغمت النون في الميم ، وما زائدة في اللفظ لا حكم لها. وقد أمالت العرب لا إمالة خفيفة ، والعوام يشبعون إمالتها فتصير ألفها ياء وهو خطأ. ومعناها إن لم تفعل هذا فليكن هذا.

__________________

(١) زاد الهروى من كلام أبى عبيد : والأمة في غير هذا : النسيان.

٧٢

(باب الهمزة مع النون)

(أنب) (س) في حديث طلحة رضى الله عنه «أنه قال : لمّا مات خالد بن الوليد استرجع عمر رضى الله عنهما ، فقلت : يا أمير المؤمنين.

ألا أراك بعيد الموت تندبنى

وفي حياتى ما زوّدتنى زادى

فقال عمر : لا تُؤَنِّبْنِي» التَّأْنِيب : المبالغة في التّوبيخ والتّعنيف.

(س) ومنه حديث الحسن بن على لمّا صالح معاوية رضى الله عنهم «قيل له : سوّدت وجوه المؤمنين فقال : لا تُؤَنِّبْنِي».

(س) ومنه حديث توبة كعب بن مالك «ما زالوا يُؤَنِّبُونَنِي».

(س) وفي حديث خيفان «أهل الأَنَابِيب» هى الرّماح ، واحدها أُنْبُوبٌ ، يعنى المطاعين بالرّماح.

(أنبجان) (س) فيه «ائتونى بِأَنْبِجَانِيَّة أبى جهم» المحفوظ بكسر الباء ويروى بفتحها. يقال كساء أَنْبِجَانِيّ منسوب إلى منبج المدينة المعروفة ، وهى مكسورة الباء ، ففتحت في النسب وأبدلت الميم همزة. وقيل إنها منسوبة إلى موضع اسمه أَنْبِجَان ، وهو أشبه ؛ لأن الأوّل فيه تعسّف ، وهو كساء يتّخذ من الصّوف وله خمل ولا علم له ، وهى من أدون الثّياب الغليظة ، وإنما بعث الخميصة إلى أبى جهم لأنه كان أهدى للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم خميصة ذات أعلام ، فلما شغلته في الصلاة قال ردّوها عليه وأتونى بأنبجانيّته. وإنما طلبها منه لئلا يؤثّر ردّ الهدية في قلبه. والهمزة فيها زائدة في قول.

(أنث) (ه) في حديث النّخعىّ «كانوا يكرهون المُؤَنَّث من الطّيب ولا يرون بذكورته بأسا» المُؤَنَّث طيب النّساء وما يلوّن الثياب ، وذكورته ما لا يلوّن كالمسك والعود والكافور.

وفي حديث المغيرة «فضل مِئْنَاث» المِئْنَاث الّتى تلد الإِنَاث كثيرا ، كالمذكار الّتى تلد الذكور.

(أنج) (س) في حديث سلمان «أهبط آدم عليه‌السلام من الجنة وعليه إكليل ، فتحاتّ

٧٣

منه عود الأُنْجُوج» هو لغة في العود الذى يتبخّر به ، والمشهور فيه ألنجوج ويلنجوج. وقد تقدم.

(أنح) (ه) في حديث عمر رضى الله عنه «أنه رأى رجلا يَأْنِحُ ببطنه» أى يقلّه مثقلا به ، من الأُنُوح وهو صوت يسمع من الجوف معه نفس وبهر ونهيج يعترى السّمين من الرجال. يقال أَنَحَ يَأْنِحُ أُنُوحاً فهو أَنُوح.

(أندر) (س) فيه «كان لأيّوب عليه‌السلام أَنْدَرَان» الأَنْدَر : البيدر ، وهو الموضع الذى يداس فيه الطّعام بلغة الشام. والأَنْدَر أيضا صبرة من الطّعام ، وهمزة الكلمة زائدة.

(أندروردية) (س) في حديث على رضى الله عنه «أنه أقبل وعليه أَنْدَرْوَرْدِية» قيل هى نوع من السّراويل مشمّر فوق التّبّان يغطّى الرّكبة. واللفظة أعجمية.

ومنه حديث سلمان رضى الله عنه «أنه جاء من المدائن إلى الشام وعليه كساء أَنْدَرْوَرْد كأنّ الأول منسوب إليه.

(أندرم) في حديث عبد الرحمن بن يزيد «وسئل كيف يسلّم على أهل الذمة فقال قل أَنْدَرَايْنِم» قال أبو عبيد : هذه كلمة فارسية معناها أأدخل. ولم يرد أن يخصّهم بالاستئذان بالفارسية ولكنّهم كانوا مجوسا فأمره أن يخاطبهم بلسانهم. والذى يراد منه أنه لم يذكر السّلام قبل الاستئذان ، ألا ترى أنه لم يقل السلام عليكم أندراينم.

(أنس) ـ في حديث هاجر وإسماعيل «فلما جاء إسماعيل عليه‌السلام كأنه آنَسَ شيئا» أى أبصر ورأى شيئا لم يعهده. يقال آنَسْتُ منه كذا : أى علمت ، واسْتَأْنَسْتُ : أى استعلمت.

(ه) ومنه حديث ابن مسعود رضى الله عنه «كان إذا دخل داره اسْتَأْنَسَ وتكلّم» أى استعلم وتبصّر قبل الدخول.

ومنه الحديث «ألم تر الجنّ وإبلاسها ، ويأسها من بعد إِينَاسِهَا» أى أنها يئست مما كانت تعرفه وتدركه من استراق السّمع ببعثة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنه حديث نجدة الحرورىّ وابن عباس «حتى يُؤْنَسَ منه الرشد» أى يعلم منه كمال العقل وسداد الفعل وحسن التّصرّف. وقد تكرر في الحديث.

(س) وفيه «أنه نهى عن الحمر الإِنْسِيَّة يوم خيبر» يعنى التى تألف البيوت. والمشهور فيها

٧٤

كسر الهمزة منسوبة إلى الإِنْس وهم بنو آدم ، الواحد إِنْسِيّ. وفي كتاب أبى موسى ما يدل على أن الهمزة مضمومة ، فإنه قال : هى التى تألف البيوت والأُنْس ، وهو ضدّ الوحشة ، والمشهور في ضدّ الوحشة الأُنْس بالضمّ ، وقد جاء فيه الكسر قليلا. قال ورواه بعضهم بفتح الهمزة والنون ، وليس بشىء. قلت : إن أراد أن الفتح غير معروف في الرواية فيجوز ، وإن أراد أنه ليس بمعروف في اللغة فلا ، فإنه مصدر أَنِسْتُ به آنَسُ أَنَساً وأَنَسَةً.

وفيه «لو أطاع الله الناس في الناس لم يكن ناس» قيل معناه أن الناس إنما يحبّون أن يولد لهم الذّكران دون الإناث ، ولو لم يكن الإناث ذهبت النّاس. ومعنى أطاع : استجاب دعاءهم.

وفي حديث ابن صياد «قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم : انطلقوا بنا إلى أُنَيْسَيَان قد رابنا شأنه» هو تصغير إِنْسَان جاء شاذّا على غير قياس ، وقياس تصغيره أُنَيْسَان.

(أنف) (ه) فيه «المؤمنون هيّنون ليّنون كالجمل الأَنِف» أى المَأْنُوف ، وهو الذى عقر الخشاش أنفه فهو لا يمتنع على قائده للوجع الذى به. وقيل الأَنِفُ الذّلول. يقال أَنِفَ البعير يَأْنَفُ أَنَفاً فهو أَنِفٌ إذا اشتكى أنفه من الخشاش. وكان الأصل أن يقال مَأْنُوف لأنه مفعول به ، كما يقال مصدور ومبطون للذى يشتكى صدره وبطنه. وإنما جاء هذا شاذّا ، ويروى كالجمل الآنِفِ بالمدّ ، وهو بمعناه.

وفي حديث سبق الحدث في الصلاة «فليأخذ بِأَنْفِهِ ويخرج» إنما أمره بذلك ليوهم المصلين أنّ به رعافا ، وهو نوع من الأدب في ستر العورة وإخفاء القبيح ، والكناية بالأحسن عن الأقبح ، ولا يدخل في باب الكذب والرّياء ، وإنما هو من باب التّجمّل والحياء وطلب السلامة من الناس.

[ه] وفيه «لكل شىء أُنْفَةٌ وأُنْفَةُ الصلاة التّكبيرة الأولى» أُنْفَةُ الشىء : ابتداؤه ، هكذا روى بضم الهمزة. قال الهروى : والصحيح بالفتح.

[ه] وفي حديث ابن عمر رضى الله عنهما «إنما الأمر أُنُفٌ» أى مُسْتَأْنَفٌ اسْتِئْنَافاً من غير أن يكون سبق به سابق قضاء وتقدير ، وإنما هو [مقصور](١) على اختيارك ودخولك فيه.

__________________

(١) الزيادة من الهروى.

٧٥

قال الأزهرى : اسْتَأْنَفْتُ الشىء إذا ابتدأته ، وفعلت الشىء آنفا ، أى في أول وقت يقرب منى.

(ه) ومنه الحديث «أنزلت علىّ سورة آنِفاً» أى الآن. وقد تكررت هذه اللفظة في الحديث.

[ه] ومنه حديث أبى مسلم الخولانى «ووضعها في أُنُفٍ من الكلإ وصفو من الماء» الأُنُف ـ بضم الهمزة والنون ـ : الكلأ الذى لم يرع ولم تطأه الماشية.

وفي حديث معقل بن يسار «فحمى من ذلك أَنَفاً» يقال أَنِفَ من الشىء يَأْنَفُ أَنَفاً إذا كرهه وشرفت نفسه عنه ، وأراد به هاهنا أخذته الحميّة من الغيرة والغضب. وقيل هو أَنْفاً بسكون النون للعضو ، أى اشتدّ غيظه وغضبه ، من طريق الكناية ، كما يقال للمتغيّظ ورم أَنْفُهُ :

(ه) وفي حديث أبى بكر في عهده إلى عمر رضى الله عنهما بالخلافة «فكلّكم ورم أَنْفُهُ» أى اغتاظ من ذلك ، وهو من أحسن الكنايات ، لأنّ المغتاظ يرم أَنْفُهُ ويحمر.

(ه) ومنه حديثه الآخر «أما إنك لو فعلت ذلك لجعلت أَنْفَكَ في قفاك» يريد أعرضت عن الحق وأقبلت على الباطل. وقيل أراد إنك تقبل بوجهك على من وراءك من أشياعك فتؤثرهم ببرّك.

(أنق) ـ في حديث قزعة مولى زياد «سمعت أبا سعيد يحدّث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأربع فَآنَقْنَنِي» أى أعجبننى. والأَنَق بالفتح الفرح والسرور ، والشىء الأَنِيق المعجب. والمحدّثون يروونه أَيْنَقْنَنِي ، وليس بشىء. وقد جاء في صحيح مسلم : «لا أَيْنَقُ بحديثه» أى لا أعجب (١) ، وهى كذا تروى.

(ه) ومنه حديث ابن مسعود رضى الله عنه «إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات أَتَأَنَّقُ فيهن» أى أعجب بهنّ ، وأستلذ قراءتهن ، وأتتبّع محاسنهنّ.

(ه) ومنه حديث عبيد بن عمير «ما من عاشية أطول أَنَقاً ولا أبعد شبعا من طالب العلم» أى أشد إعجابا واستحسانا ومحبة ورغبة. والعاشية من العشاء وهو الأكل في الليل.

__________________

(١) قال الهروى : ومن أمثالهم : ليس المتعلق (كالمُتَأَنِّقِ). ومعناه : ليس القانع بالعلقة ـ وهى البلغة ـ كالذى لا يقنع إلا (بِآنِقِ) الأشياء : أى بأعجبها.

٧٦

وفي كلام عليّ رضى الله عنه «ترقّيت إلى مرقاة يقصر دونها الأَنُوق» هى الرّخمة لأنها تبيض في رؤس الجبال والأماكن الصعبة فلا يكاد يظفر بها.

ومنه حديث معاوية «قال له رجل افرض لى ، قال : نعم ، قال : ولولدى ، قال : لا ، قال : ولعشيرتى ، قال : لا ، ثم تمثل بقول الشاعر :

طلب الأبلق العقوق فلما

لم يجده أراد بيض الأَنُوق

العقوق : الحامل من النوق ، والأبلق من صفات الذّكور ، والذّكر لا يحمل ، فكأنه قال : طلب الذّكر الحامل وبيض الأَنُوق ، مثل يضرب للذى يطلب المحال الممتنع. ومنه المثل «أعزّ من بيض الأَنُوق ، والأبلق العقوق»

(أنك) (س) فيه «من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صبّ في أذنه الآنُكُ» هو الرّصاص الأبيض. وقيل الأسود. وقيل هو الخالص منه. ولم يجىء على أفعل واحدا غير هذا. فأما أشدّ فمختلف فيه هل هو واحد أو جمع. وقيل يحتمل أن يكون الآنُك فاعلا لا أفعلا ، وهو أيضا شاذ.

ومنه الحديث الآخر «من جلس إلى قينة ليسمع منها صبّ في أذنيه الآنُك يوم القيامة» وقد تكرر ذكره في الحديث.

(أنكلس) ـ في حديث عليّ رضى الله عنه «أنه بعث إلى السّوق فقال : لا تأكلوا الأَنْكَلِيس» هو بفتح الهمزة وكسرها : سمك شبيه بالحيّات ردىء الغذاء ، وهو الذى يسمى المارماهى. وإنما كرهه لهذا لا لأنه حرام. هكذا يروى الحديث عن على رضى الله عنه. ورواه الأزهرى عن عمار وقال : «الأنقليس» بالقاف لغة فيه.

(أنن) ـ فيه «قال المهاجرون : يا رسول الله إن الأنصار قد فضلونا ، إنهم آوونا وفعلوا بنا وفعلوا ، فقال. تعرفون ذلك لهم؟ ، قالوا : نعم ، قال : فَإِنَ ذلك» هكذا جاء مقطوع الخبر. ومعناه أن اعترافكم بصنيعهم مكافأة منكم لهم.

ومنه حديثه الآخر «من أزلّت إليه نعمة فليكافئ بها فإن لم يجد فليظهر ثناء حسنا فَإِنَ ذلك».

٧٧

(س) ومنه الحديث «أنه قال لابن عمر رضى الله عنهما في سياق كلام وصفه به : إِنَ عبد الله إِنَ عبد الله» وهذا وأمثاله من اختصاراتهم البليغة وكلامهم الفصيح.

(س) ومثله حديث لقيط بن عامر «ويقول ربك عزوجل وإِنَّه» أى وإنّه كذلك ، أو إنه على ما تقول ، وقيل إِنَ بمعنى نعم ، والهاء للوقف.

(س) ومنه حديث فضالة بن شريك «أنه لقى ابن الزبير : فقال : إن ناقتى قد نقب خفّها فاحملنى ، فقال : ارقعها بجلد واخصفها بهلب وسر بها البردين ، فقال فضالة : إنما أتيتك مستحملا لا مستوصفا ، لا حمل الله ناقة حملتنى إليك. فقال ابن الزبير : إِنَ وراكبها» أى نعم مع راكبها.

وفي حديث ركوب الهدى «قال له اركبها ، قال إنها بدنة فكرّر عليه القول ، فقال اركبها وإِنْ» أى وإن كانت بدنة. وقد جاء مثل هذا الحذف في الكلام كثيرا.

(أنا) ـ في حديث غزوة حنين «اختاروا إحدى الطائفتين إما المال وإما السّبى ، وقد كنت اسْتَأْنَيْتُ بكم» أى انتظرت وتربّصت يقال أَنَيْتُ ، وأَنَّيْتُ ، وتَأَنَّيْتُ ، واسْتَأْنَيْتُ.

(ه) ومنه الحديث «أنه قال لرجل جاء يوم الجمعة يتخطّى رقاب الناس : آذيت وآنَيْت» أى آذيت الناس بتخطّيك ، وأخّرت المجئ وأبطأت.

[ه] وفي حديث الحجاب بكسر الهمزة والقصر : النّضج.

وفي حديث الهجرة «هل أَنَى الرّحيل» أى حان وقته. تقول أَنَى يَأْنِي. وفي رواية هل آنَ الرحيل : أى قرب.

(س) وفيه «أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر رجلا أن يزوّج ابنته من جليبيب ، فقال : حتى أشاور أمّها ، فلما ذكره لها قالت : حلقا ، ألجليبيب إِنِيه ، لا ، لعمر الله» قد اختلف في ضبط هذه اللفظة اختلافا كثيرا ، فرويت بكسر الهمزة والنون وسكون الياء وبعدها هاء ، ومعناها أنها لفظة تستعملها العرب في الإنكار ، يقول القائل جاء زيد ، فتقول أنت : أزيد نيه ، وأ زيدٌ إِنِيه كأنك استبعدت مجيئه. وحكى سيبويه أنه قيل لأعرابى سكن البلد : أتخرج إذا أخصبت البادية؟ فقال : أأنا إِنِيه؟ يعنى أتقولون لى هذا القول وأنا معروف بهذا الفعل ، كأنه أنكر استفهامهم إياه. ورويت أيضا بكسر الهمزة وبعدها باء ساكنة ثم نون مفتوحة ، وتقديرها أَلِجُلَيْبِيب ابنتى؟ فأسقطت

٧٨

الياء ووقفت عليها بالهاء. قال أبو موسى : وهو في مسند أحمد بن حنبل بخط أبى الحسن بن الفرات ، وخطّه حجة ، وهو هكذا معجم مقيد في مواضع. ويجوز أن لا يكون قد حذف الياء وإنما هى ابنة نكرة ، أى أتزوّج جليبيبا ببنت؟ تعنى أنه لا يصلح أن يزوّج ببنت ، إنما يزوّج مثله بأمة استنقاصا له. وقد رويت مثل هذه الرواية الثالثة بزيادة ألف ولام للتعريف : أى ألجليبيب الابنة. ورويت ألجليبيب الأَمَة؟ تريد الجارية ، كناية عن بنتها. ورواه بعضهم أمية ، أو آمنة على أنه اسم البنت.

(باب الهمزة مع الواو)

(أوب) ـ فيه «صلاة الأَوَّابِين حين ترمض الفصال» الأَوَّابِين جمع أَوَّاب ، وهو الكثير الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة. وقيل هو المطيع. وقيل المسبّح ، يريد صلاة الضحى عند ارتفاع النهار وشدة الحر. وقد تكرر ذكره في الحديث.

(س) ومنه دعاء السفر «توبا توبا (١) لربّنا أَوْباً» أى توبا راجعا مكرّرا. يقال منه آبَ أَوْباً فهو آئِبٌ.

ومنه الحديث الآخر «آئِبُون تائبون» وهو جمع سلامة لِآئِب. وقد تكرر في الحديث. وجاءوا من كل أَوْبٍ ، أى من كل مَآبٍ ومستقرّ.

(س) ومنه حديث أنس رضى الله عنه «فَآبَ إليه ناس» أى جاءوا إليه من كل ناحية.

(س) وفيه «شغلونا عن الصلاة حتى آبَتِ الشمس» أى غربت ، من الأَوْب : الرجوع ، لأنها ترجع بالغروب إلى الموضع الذى طلعت منه ، ولو استعمل ذلك في طلوعها لكان وجها لكنه لم يستعمل.

(أود) ـ في صفة عائشة أباها رضى الله عنهما «وأقام أَوَدَهُ بثقافه» الأَوَد العوج ، والثقاف : تقويم المعوجّ.

(س) ومنه حديث نادبة عمر «وا عمراه ، أقام الأَوَدَ وشفى العمد» وقد تكرر في الحديث.

__________________

(١) في ا ، اللسان : توبا ، مرة واحدة.

٧٩

(أور) ـ في كلام عليّ رضى الله عنه «فإن طاعة الله حرز من أُوَار نيران موقدة» الأُوَار بالضم : حرارة النار والشمس والعطش.

(س) وفي حديث عطاء «أبْشِري أَوْرَى شَلَم بِرَاكِبِ الْحِمَارِ» يريد بيتَ المقدس. قال الأعشى :

وقد طفت للمال آفاقه

عمان فحمص فَأَوْرَى شَلَم

والمشهور أَوْرَى شَلَّم بالتشديد ، فخفّفه للضرورة ، وهو اسم بيت المقدس. ورواه بعضهم بالسين المهملة وكسر اللام كأنه عرّبه وقال : معناه بالعبرانية بيت السلام. وروى عن كعب أن الجنة في السماء السابعة بميزان بيت المقدس والصخرة ، ولو وقع حجر منها وقع على الصخرة ، ولذلك دعيت أَوْرَشَلَّم ، ودعيت الجنة دار السلام.

(أوس) (س) في حديث قيلة «رب آسِنِي لما أمضيت» أى عوّضنى. والأَوْس العوض والعطية ، وقد تقدم. ويروى «رب أثبنى» من الثواب.

(أوق) (س) فيه «لا صدقة في أقل من خمس أَوَاقٍ» الأَوَاقِيّ جمع أُوقِيَّة ، بضم الهمزة وتشديد الياء ، والجمع يشدّد ويخفف ، مثل أثفيّة وأثافىّ وأثاف ، وربما يجىء في الحديث وقيّة ، وليست بالعالية ، وهمزتها زائدة. وكانت الأُوقِيَّة قديما عبارة عن أربعين درهما ، وهى في غير الحديث نصف سدس الرطل ، وهو جزء من اثنى عشر جزءا وتختلف باختلاف اصطلاح البلاد.

(أول) (س) في الحديث «الرؤيا لِأَوَّل عابر» أى إذا عبرها برّ صادق عالم بأصولها وفروعها ، واجتهد فيها وقعت له دون غيره ممن فسرها بعده.

وفي حديث الإفك «وأمرُنَا أمر العرب الأَوَّلِ» يروى بضم الهمزة وفتح الواو جمع الأُولَى ، ويكون صفة للعرب ، ويروى بفتح الهمزة وتشديد الواو صفة للأمر ، قيل وهو الوجه.

وفي حديث أبى بكر رضى الله عنه وأضيافه «بسم الله الأُولَى للشيطان» يعنى الحالة التى غضب فيها وحلف أن لا يأكل. وقيل أراد اللّقمة الأولى التى أحنث بها نفسه وأكل.

وفي حديث ابن عباس رضى الله عنهما «اللهم فقّه في الدين وعلمه التَّأْوِيل» هو من آلَ الشيء يَؤُولُ إلى كذا : أى رجع وصار إليه ، والمراد بالتأويل نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلى إلى ما يحتاج إلى دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ.

٨٠