النّهاية - ج ١

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]

النّهاية - ج ١

المؤلف:

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]


المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤٧٢

(ه) ومنه حديث حدّ الزنا : «فإذا رجل حَمْشُ الخلق» استعاره من السّاق للبدن كله : أى دقيق الخلقة.

(ه) وفي حديث ابن عباس : «رأيت عليّا يوم صفّين وهو يُحْمِشُ أصحابه» أى يحرّضهم على القتال ويغضبهم. يقال حَمِشَ الشّر : اشتدّ وأَحْمَشْتُهُ أنا. وأَحْمَشْتُ النار إذا ألهبتها.

(س) ومنه حديث أبى دجانة : «رأيت إنسانا يُحْمِشُ النّاسَ» أى يسوقهم بغضب.

(س) ومنه حديث هند : «قالت لأبى سفيان يوم الفتح : اقتلوا الحَمِيتَ الأَحْمَشَ» هكذا جاء في رواية (١) ، قالته له في معرض الذمّ.

(حمص) (ه) في حديث ذى الثّديّة : «كان له ثديّة مثل ثدى المرأة إذا مدّت امتدّت ، وإذا تُرِكَتْ تَحَمَّصَتْ» أى تقبّضت واجتمعت.

(حمض) (ه) في حديث ابن عباس : «كان يقول إذا أفاض من عنده في الحديث بعد القرآن والتفسير : أَحْمِضُوا» يقال : أَحْمَضَ القوم إِحْمَاضاً إذا أفاضوا فيما يؤنسهم من الكلام والأخبار. والأصل فيه الحَمْضُ من النبات ، وهو للإبل كالفاكهة للإنسان ، لمّا خاف عليهم الملال أحبّ أن يريحهم فأمرهم بالأخذ في ملح الكلام والحكايات.

(ه) ومنه حديث الزّهرى : «الأُذُنُ مَجَّاجة وللنفس حَمْضَة» أى شهوة كما تشتهى الإبل الحَمْضُ. والمجّاجة : التى تمجّ ما تسمعه فلا تعيه ، ومع ذلك فلها شهوة في السّماع.

ومنه الحديث في صفة مكة : «وأبقل حَمْضُها» أى نبت وظهر من الأرض.

وحديث جرير : «بين (٢) سَلَم وأَرَاك ، وحُمُوض وعَنَاك» الحُمُوض جمع الحَمْض : وهو كل نبت في طعمه حُمُوضَة.

(س) وفي حديث ابن عمر : «وسئل عن التَّحْمِيض ، قال : وما التَّحْمِيضُ؟ قال : يأتى الرجل المرأة في دبرها ، قال : ويفعل هذا أحد من المسلمين؟» يقال : أَحْمَضْتُ الرجل عن الأمر ، أى حوّلته عنه ، وهو من أَحْمَضَتِ الإبل إذا ملّت رَعْيَ الخلّة ـ وهو الحلو من النبات ـ اشتهت الحَمْض فتحوّلت إليه.

ومنه : «قيل للتّفخيذ في الجماع تَحْمِيض».

__________________

(١) وروى بالسين المهملة ، وسبق.

(٢) في اللسان : «من».

٤٤١

(حمق) ـ في حديث ابن عباس : «ينطلق أحدكم فيركب الحَمُوقَةَ» هى فَعُولة من الحُمْق : أى خصلة ذات حمق. وحقيقة الحُمْق : وضع الشىء في غير موضعه مع العلم بقبحه.

ومنه حديثه الآخر مع نجدة الحرورىّ : «لو لا أن يقع في أُحْمُوقَةِ ما كتبت إليه» هى أُفْعُولة من الحُمْق بمعنى الحَمُوقَة.

(س) ومنه حديث ابن عمر في طلاق امرأته : «أرأيت إن عجز واسْتَحْمَقَ» يقال اسْتَحْمَقَ الرجل : إذا فَعَلَ فِعْلَ الحَمْقَى. واسْتَحْمَقْتُهُ : وجدته أَحْمَقَ ، فهو لازم ومتعدّ ، مثل استنوق الجمل. ويروى : «اسْتُحْمِقَ» على ما لم يسمّ فاعله. والأوّل أولى ليزاوج عجز.

(حمل) ـ فيه «الحَمِيل غارم» الحَمِيل الكفيل : أى الكفيل ضامن.

(س) ومنه حديث ابن عمر : «كان لا يرى بأسا في السّلم بالحَمِيل» أى الكفيل.

(ه) وفي حديث القيامة : «ينبتون كما تنبت الحبّة في حَمِيل السّيل»

وهو ما يجىء به السّيل من طين أو غثاء وغيره ، فعيل بمعنى مفعول ، فإذا اتّفقت فيه حبّة واستقرّت على شطّ مجرى السّيل فإنها تنبت في يوم وليلة ، فشبّه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليهم بعد إحراق النّار لها.

(ه) وفي حديث آخر : «كما تنبت الحبّة في حَمَائِل السّيل» هو جمع حَمِيل.

(ه) وفي حديث عذاب القبر : «يضغط المؤمن فيه ضغطة تزول منها حَمَائِلُهُ» قال الأزهرى : هى عروق أنثييه ، ويحتمل أن يراد موضع حَمَائِل السيف : أى عواتقه وصدره وأضلاعه.

(ه) وفي حديث عليّ : «أنه كتب إلى شريح : الحَمِيل لا يورّث إلّا ببيّنة» وهو الذى يُحْمَلُ من بلاده صغيرا إلى بلاد الإسلام ، وقيل هو المَحْمُول (١) النّسب ، وذلك أن يقول الرجل لإنسان : هذا أخى أو ابنى ليزوى ميراثه عن مواليه ، فلا يصدّق إلا ببيّنة.

(ه) وفيه «لا تحلّ المسألة إلّا لثلاثة : رجل تَحَمَّلَ حَمَالَةً» الحَمَالَة بالفتح : ما يَتَحَمَّلُهُ الإنسان عن غيره من دية أو غرامة ، مثل أن يقع حرب بين فريقين تسفك فيها الدّماء ، فيدخل بينهم رجل يتحمّل ديات القتلى ليصلح ذات البين. والتَّحَمُّل : أن يحملها عنهم على نفسه.

__________________

(١) في الأصل : «المجهول». والمثبت من ا واللسان والهروى.

٤٤٢

ومنه حديث عبد الملك في هدم الكعبة وما بنى ابن الزّبير منها «وددت ، أنى تركته وما تَحَمَّلَ من الإثم في نقض الكعبة وبنائها».

وفي حديث قيس «قال : تَحَمَّلْتُ بعليّ على عثمان في أمر» أى استشفعت به إليه.

(س) وفيه «كنّا إذا أمرنا بالصدقة انطلق أحدنا إلى السّوق فَتَحَامَلَ» أى تكلّف الحمل بالأجرة ليكتسب ما يتصدّق به ، تَحَامَلْتُ الشىء : تكلّفته على مشقّة.

ومنه الحديث الآخر : «كنّا نُحَامِلُ على ظهورنا» أى نَحْمِلُ لمن يَحْمِلُ لنا ، من المفاعلة ، أو هو من التَّحَامُل.

(س) وفي حديث الفرع والعتيرة : «إذا اسْتَحْمَلَ ذبحته فتصدّقت به» أى قوى على الحمل وأطاقه ؛ وهو استفعل من الحمل.

وفي حديث تبوك «قال أبو موسى : أرسلنى أصحابى إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسأله الحُمْلَان» الحُمْلَان مصدر حَمَلَ يَحْمِلُ حُمْلَانا ، وذلك أنهم أرسلوه يطلب منه شيئا يركبون عليه.

ومنه تمام الحديث «قال له النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما أنا حَمَلْتُكُمْ ولكنّ الله حَمَلَكُمْ» أراد إفراد الله تعالى بالمنّ عليهم. وقيل : أراد لمّا ساق الله إليه هذه الإبل وقت حاجتهم كان هو الحَامِل لهم عليها ، وقيل : كان ناسيا ليمينه أنه لا يحملهم ، فلمّا أمر لهم بالإبل قال : ما أنا حَمَلْتُكُمْ ، ولكنّ الله حَمَلَكُمْ ، كما قال للصائم الذى أفطر ناسيا : «أطعمك الله وسقاك».

وفي حديث بناء مسجد المدينة :

هذا الحِمَالُ لا حِمَالُ خيبر

الحِمَالُ بالكسر من الحَمْلِ. والذى يحمل من خيبر التّمر : أى إنّ هذا في الآخرة أفضل من ذاك وأحمد عاقبة ، كأنه جمع حِمْلٍ أو حَمْلٍ ، ويجوز أن يكون مصدر حَمَلَ أو حَامَلَ.

ومنه حديث عمر «فأين الحِمَال؟» يريد منفعة الحمل وكفايته ، وفسره بعضهم بالحَمْل الذى هو الضّمان.

وفيه «من حَمَلَ علينا السّلاح فليس منّا» أى من حمل السّلاح على المسلمين لكونهم

٤٤٣

مسلمين فليس بمسلم ، فإن لم يحمله عليهم لأجل كونهم مسلمين فقد اختلف فيه : فقيل معناه : ليس مثلنا. وقيل : ليس متخلّقا بأخلاقنا ولا عاملا بسنّتنا.

(س) وفي حديث الطّهارة «إذا كان الماء قلّتين لم يَحْمِلْ خَبَثاً» أى لم يظهره ولم يغلب عليه الخبث ، من قولهم فلان يَحْمِلُ غضبه : أى لا يظهره. والمعنى أنّ الماء لا ينجس بوقوع الخبث فيه إذا كان قلّتين. وقيل معنى لم يَحْمِل خبثا : أنه يدفعه عن نفسه ، كما يقال فلان لا يَحْمِلُ الضّيم ، إذا كان يأباه ويدفعه عن نفسه. وقيل : معناه أنه إذا كان قلّتين لم يَحْتَمِلْ أن تقع فيه نجاسة ؛ لأنه ينجس بوقوع الخبث فيه ، فيكون على الأوّل قد قصد أوّل مقادير المياه الّتى لا تنجس بوقوع النّجاسة فيها وهو ما بلغ القلّتين فصاعدا. وعلى الثانى قصد آخر المياه الّتى تنجس بوقوع النّجاسة فيها وهو ما انتهى في القلّة إلى القلّتين. والأوّل هو القول ، وبه قال من ذهب إلى تحديد الماء بالقلّتين ، وأما الثانى فلا.

وفي حديث عليّ «لا تناظروهم بالقرآن فإنه حَمَّال ذو وجوه» أى يُحْمَلُ عليه كلّ تأويل فَيَحْتَمِلُهُ. وذو وجوه : أى ذو معان مختلفة.

وفي حديث تحريم الحمر الأهلية «قيل : لأنها كانت حَمُولَة الناس» الحَمُولة بالفتح : ما يحتمل عليه الناس من الدّوابّ ، سواء كانت عليها الأَحْمَالُ أو لم تكن كالرّكوبة.

ومنه حديث قطن «والحَمُولة المائرة لهم لاغية» أى الإبل الّتى تحمل الميرة.

ومنه الحديث «من كانت له حُمُولَةٌ يأوى إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركه» الحُمُولَةُ بالضم : الأَحْمَال ، يعنى أنه يكون صاحب أحمال يسافر بها ، وأما الحُمُولُ بلا هاء فهى الإبل الّتى عليها الهوادج ، كان فيها نساء أو لم يكن.

(حمم) (ه) في حديث الرّجم «أنه مرّ بيهودىّ مُحَمَّمٍ مجلود» أى مسودّ الوجه ، من الحُمَمَة : الفَحْمَة ، وجمعها حُمَمٌ.

(ه) ومنه الحديث «إذا متّ فأحرقونى بالنار حتى إذا صرت حُمَماً فاسْحَقُوني».

(ه) وحديث لقمان بن عاد «خذي منّي أخي ذا الحُمَمَةِ» أراد سواد لونه.

(ه) ومنه حديث أنس رضى الله عنه «كان إذا حَمَّمَ رأسه بمكة خرج واعتمر» أى اسودّ

٤٤٤

بعد الحلق بنبات شعره. والمعنى أنه كان لا يؤخر العمرة إلى المحرّم ، وإنّما كان يخرج إلى الميقات ويعتمر في ذى الحجة.

ومنه حديث ابن زمل «كأنّما حَمَّمَ شعرُه بالماء» أى سُوِّدَ ؛ لأنّ الشّعر إذا شعث اغبرّ ، فإذا غسل بالماء ظهر سواده. ويروى بالجيم : أى جعل جمّة.

ومنه حديث قسّ «الوافد في الليل الأَحَمِ» أى الأسود.

(ه) وفي حديث عبد الرحمن «أنه طلّق امرأته ومتّعها بخادم سوداء حَمَّمَها إيّاها» أى متّعها بها بعد الطّلاق وكانت العرب تسمّي المتعة التَّحْمِيم.

ومنه خطبة مسلمة «إنّ أقلّ الناس في الدنيا همّا أقلّهم حَمّاً» أى مالا ومتاعا ، وهو من التَّحْمِيم : المتعة.

(ه) وفي حديث أبى بكر «إنّ أبا الأعور السّلمىّ قال له : إنّا جئناك في غير مُحِمَّةٍ ، يقال أَحَمَّتِ الحاجة إذا أهمّت ولزمت. قال الزمخشرى : المُحِمَّةُ : الحاضرة ، من أَحَمَ الشّىءُ إذا قرب ودنا.

(ه) وفي حديث عمر «قال : إذا التقى الزّحفان وعند حُمَّةِ النّهضات» أى شدّتها ومعظمها وحُمَّةُ كل شيء معظمه. وأصلها من الحَمّ : الحرارة ، أو من حُمَّة السّنان وهى حدّته.

(ه) وفيه «مثل العالم مثل الحَمَّة» الحَمَّة : عين ماء حارّ يستشفى بها المرضى.

ومنه حديث الدجال : أخبرونى عن حَمَّة زُغَرَ» أى عينها. وزُغَرُ موضع بالشام.

ومنه الحديث «أنه كان يغتسل بالحَمِيم» هو الماء الحارّ.

وفيه «لا يبولنّ أحدكم في مُسْتَحَمِّهِ» المُسْتَحَمّ : الموضع الذى يغتسل فيه بالحَمِيم ، وهو في الأصل : الماء الحارّ ، ثم قيل للاغتسال بأىّ ماء كان اسْتِحْمَامٌ. وإنما نهى عن ذلك إذا لم يكن له مسلك يذهب فيه البول ، أو كان المكان صلبا فيوهم المغتسل أنه أصابه منه شىء فيحصل منه الوسواس.

(س) ومنه الحديث «إنّ بعض نسائه اسْتَحَمَّتْ من جنابة فجاء النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يَسْتَحِمُ من فضلها» أى يغتسل.

(س) ومنه حديث ابن مغفّل «أنه كان يكره البول في المُسْتَحَمِ».

٤٤٥

(س) وفي حديث طلق «كنّا بأرض وبيئة مَحَمَّةٍ» أى ذات حُمَّى ، كالمأسدة والمَذْأَبَةِ لموضع الأسود والذّئاب. يقال : أَحَمَّتِ الأرض : أى صارت ذات حمّى.

وفي الحديث ذكر «الحِمَام» كثيرا وهو الموت. وقيل هو قدر الموت وقضاؤه ، من قولهم حُمَ كذا : أى قُدِّرَ.

ومنه شعر ابن رواحة في غزوة مؤتة :

هذا حِمَامُ الموت قد صَلِيتِ

أى قضاؤه.

(س) وفي حديث مرفوع «أنه كان يعجبه النّظر إلى الأترج والحَمَامِ الأحمر» قال أبو موسى : قال هلال بن العلاء : هو التّفّاح. قال : وهذا التفسير لم أره لغيره. وفيه «اللهم هؤلاء أهل بيتى وحَامَّتِي ، أذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا» حَامَّةُ الإنسان : خاصّته ومن يقرب منه. وهو الحَمِيم أيضا.

(ه) ومنه الحديث «انصرف كلّ رجل من وفد ثقيف إلى حَامَّتِهِ».

(ه س) وفي حديث الجهاد «إذا بيّتم فقولوا حم ... (لا يُنْصَرُونَ)» قيل معناه : اللهمّ لا ينصرون ، ويريد به الخبر لا الدّعاء ؛ لأنه لو كان دعاء لقال لا ينصروا مجزوما ، فكأنه قال : والله لا ينصرون.

وقيل إنّ السّور التى في أوّلها (حم) سور لها شأن ، فنبّه أنّ ذكرها لشرف منزلتها مما يستظهر به على استنزال النّصر من الله. وقوله (لا يُنْصَرُونَ) : كلام مستأنف ، كأنه حين قال قولوا حم ، قيل : ما ذا يكون إذا قلنا؟ فقال : (لا يُنْصَرُونَ).

(حمن) (س) في حديث ابن عباس «كم قتلت من حَمْنَانَة» الحَمْنَانَة من القراد دون الحلم ، أوّله قمقامة ، ثم حَمْنَانَة ، ثم قراد ، ثم حلمة ، ثم علّ.

(حمه) (س) فيه «أنه رخّص في الرّقية من الحُمَة» وفي رواية : «من كلّ ذى حُمَة» الحُمَةُ بالتخفيف : السّمّ ، وقد يشدّد ، وأنكره الأزهرى ، ويطلق على إبرة العقرب للمجاورة ، لأنّ السّم منها يخرج ، وأصلها حُمَوٌ ، أو حُمَيٌ بوزن صرد ، والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة أو الياء.

ومنه حديث الدجال «وتنزع حُمَةُ كلّ دابة» أى سمّها.

٤٤٦

(حما) (س ه) فيه «لا حِمَى إلّا لله ورسوله» قيل : كان الشريف في الجاهلية إذا نزل أرضا في حيّه استعوى كلبا فحَمَى مدى عواء الكلب لا يشركه فيه غيره ، وهو يشارك القوم في سائر ما يرعون فيه ، فنهى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ذلك ، وأضاف الحِمَى إلى الله ورسوله : أى إلّا ما يُحْمَى للخيل التى ترصد للجهاد ، والإبل التى يحمل عليها في سبيل الله ، وإبل الزكاة وغيرها ، كما حَمَى عمر بن الخطاب النّقيع لنعم الصّدقة والخيل المعدّة في سبيل الله.

(ه) وفي حديث أبيض بن حمال «لا حِمَى في الأراك» فقال أبيض : أراكة في حظارى : أى في أرضى» وفي رواية أنه سأله عمّا يُحْمَى من الأراك فقال «ما لم تنله أخفاف الإبل» معناه أن الإبل تأكل منتهى ما تصل إليه أفواهها لأنها إنما تصل إليه بمشيها على أخفافها ، فيُحْمَى ما فوق ذلك. وقيل أراد أنه يُحْمَى من الأراك ما بعد عن العمارة ولم تبلغه الإبل السارحة إذا أرسلت في المرعى ، ويشبه أن تكون هذه الأراكة التى سأل عنها يوم إحياء الأرض وحظر عليها قائمة فيها ، فملك الأرض بالإحياء ، ولم يملك الأراكة ، فأمّا الأراك إذا نبت في ملك رجل فإنه يحميه ويمنع غيره منه.

(س) وفي حديث عائشة ، وذكرت عثمان «عَتَبْنَا عليه موضع الغمامة المُحْمَاة» تريد الحِمَى الذى حَمَاهُ. يقال أَحْمَيْتُ المكان فهو مُحْمىً إذا جعلته حمى. وهذا شىء حَمىً : أى محظور لا يقرب ، وحَمَيْتُهُ حِمَايَةً إذا دفعت عنه ومنعت منه من يقربه ، وجعلته عائشة موضعا للغمامة لأنها تسقيه بالمطر ، والناس شركاء فيما سقته السماء من الكلإ إذا لم يكن مملوكا ، فلذلك عتبوا عليه.

(س) وفي حديث حنين «الآنَ حَمِيَ الوطيس» الوطيس : التّنّور ، وهو كناية عن شدّة الأمر واضطرام الحرب. ويقال إنّ هذه الكلمة أوّل من قالها النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمّا اشتدّ البأس يومئذ ولم تسمع قبله ، وهى من أحسن الاستعارات.

ومنه الحديث «وقِدْر القوم حَامِيَةٌ تفور» أى حارّة تغلى ، يريد عزّة جانبهم وشدّة شوكتهم وحَمِيَّتَهُمْ.

وفي حديث مَعْقِل بن يسار «فَحَمِيَ من ذلك أنفا» أى أخذته الحَمِيَّة ، وهى الأنفة والغيرة. وقد تكررت الحَمِيَّة في الحديث.

٤٤٧

وفي حديث الإفك «أَحْمِي سمعي وبصري» أى أَمْنَعُهُمَا من أن أنسب إليهما ما لم يدركاه ، ومن العذاب لو كذبت عليهما.

(ه) وفيه «لا يخلونّ رجل بمغيبة وإن قيل حَمُوهَا ، ألا حَمُوهَا الموت» الحَمُ أحد الأَحْمَاء : أقارب الزّوج. والمعنى فيه أنه إذا كان رأيه هذا في أبى الزّوج ـ وهو محرم ـ فكيف بالغريب! أى فلتمت ولا تفعلنّ ذلك ، وهذه كلمة تقولها العرب ، كما تقول الأسد الموت ، والسّلطان النار ، أى لقاؤهما مثل الموت والنار. يعنى أنّ خلوة الحَمِ معها أشدّ من خلوة غيره من الغرباء لأنه ربما حسّن لها أشياء وحملها على أمور تثقل على الزّوج من التماس ما ليس في وسعه ، أو سوء عشرة أو غير ذلك ، ولأنّ الزوج لا يؤثر أن يطّلع الحَمُ على باطن حاله بدخول بيته.

(حمط) (ه س) في حديث كعب «أنه قال : أسماء النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الكتب السالفة محمّد وأحمد وحِمْيَاطَا» قال أبو عمرو : سألت بعض من أسلم من اليهود عنه ، فقال : معناه يحمى الحرم ، ويمنع من الحرام ، ويوطىء الحلال.

(باب الحاء مع النون)

(حنت) (س) في حديث عمر «أنه حرق بيت رويشد الثّقفى وكان حَانَوتاً تُعَاقَرُ فيه الخمر وتُبَاع» كانت العرب تسمّى بيوت الخمارين الحَوَانِيت ، وأهل العراق يسمّونها المواخير ، واحدها حَانُوت وماخور ، والحَانَةُ أيضا مثله. وقيل : إنهما من أصل واحد وإن اختلف بناؤهما. والحَانُوت يذكّر ويؤنث. قال الجوهرى : أصله حَانُوَةٌ بوزن تَرْقُوَة ، فلما سكّنت الواو انقلبت هاء التأنيث تاء.

(حنتم) (ه س) فيه «أنه نهى عن الدّبّاء والحَنْتَمِ» الحَنْتَمُ : جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة ثم اتّسع فيها فقيل للخزف كلّه حَنْتَم ، واحدتها حَنْتَمَةٌ. وإنما نهى عن الانتباذ فيها لأنّها تسرع الشّدّة فيها لأجل دهنها. وقيل لأنها كانت تعمل من طين يعجن بالدّم والشّعر فنهى عنها ليمتنع من عملها. والأوّل الوجه.

٤٤٨

(س) ومنه حديث ابن العاص : «إن ابن حَنْتَمَة بَعَجَتْ له الدنيا معاها» حَنْتَمَة : أمّ عمر ابن الخطّاب ، وهى بنت هشام بن المغيرة ابنة عمّ أبى جهل (١).

(حنث) (ه) فيه «اليمين حِنْثٌ أو مندمة» الحِنْثُ في اليمين نقضها ، والنّكث فيها. يقال : حَنِثَ في يمينه يَحْنَثُ ، وكأنه من الحِنْثِ : الإثم والمعصية. وقد تكرر في الحديث. والمعنى أنّ الحالف إمّا أن يندم على ما حلف عليه ، أو يَحْنَثَ فتلزمه الكفّارة.

(ه) وفيه «من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحِنْثَ» أى لم يبلغوا مبلغ الرجال ويجرى عليهم القلم فيكتب عليهم الحِنْث وهو الإثم. وقال الجوهرى : بلغ الغلام الحِنْث : أى المعصية والطّاعة.

(ه س) وفيه «أنه كان يأتى حراء فَيَتَحَنَّثُ فيه» أى يتعبّد. يقال فلان يَتَحَنَّثُ : أى يفعل فعلا يخرج به من الإثم والحرج ، كما تقول يتأثّم ويتحرّج إذا فعل ما يخرج به من الإثم والحرج.

ومنه حديث حكيم بن حزام «أرأيت أمورا كنت أَتَحَنَّثُ بها في الجاهلية» أى أتقرّب بها إلى الله.

ومنه حديث عائشة «ولا أَتَحَنَّثُ إلى نذري» أى لا أكتسب الحِنْث وهو الذّنب ، وهذا بعكس الأوّل.

(ه) وفيه «يكثر فيهم أولاد الحِنْث» أى أولاد الزّنا ، من الحِنْث : المعصية ، ويروى بالخاء المعجمة والباء الموحّدة.

(حنجر) (س) في حديث القاسم «وسئل عن رجل ضرب حَنْجَرَة رجل فذهب صوته فقال : عليه الدية» الحَنْجَرَةُ : رأس الغَلْصَمَةِ حيث تراه ناتئا من خارج الحلق ، والجمع الحَنَاجِر.

ومنه الحديث «وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ» أى صعدت عن مواضعها من الخوف إليها.

__________________

(١) قال السيوطى في الدر النثير : «وحنتمة أم عمر بن الخطاب ، أخت أبى جهل» وقال شارح القاموس :

«ليست بأخت أبى جهل كما وهموا ، بل بنت عمه. نبه عليه الحافظ الذهبى».

٤٤٩

(حندس) (س) في حديث أبى هريرة «كنّا عند النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ليلة ظلماء حِنْدِس» أى شديدة الظّلمة.

ومنه حديث الحسن «وقام اللّيل في حِنْدِسِهِ».

(حنذ) (ه) فيه «أنه أتى بضبّ مَحْنُوذ» أى مشوىّ. ومنه قوله تعالى : (بِعِجْلٍ حَنِيذٍ).

ومنه حديث الحسن :

عجّلت قبل حَنِيِذها بشوائها

أى عجّلت بالقرى ولم تنتظر المشوىّ ، وسيجيء في حرف العين مبسوطا.

وفيه ذكر «حَنَذ» هو بفتح الحاء والنون وبالذال المعجمة : موضع قريب من المدينة

(حنر) (ه) في حديث أبى ذر «لو صلّيتم حتى تكونوا كالحَنَائِر ما نفعكم حتى تحبّوا آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» الحَنَائِرُ جمع حَنِيرَة : وهى القوس بلا وتر. وقيل : الطّاق المعقود وكل شىء منحنٍ فهو حَنِيرَة : أى لو تعبّدتم حتى تنحني ظهوركم.

(حنش) (ه) فيه «حتى يدخل الوليد يده في فم الحَنَشِ» أى في فم الأفعى. وقيل : الحَنَشُ : ما أشبه رأسه رأس الحيّات ، من الوزغ والحرباء وغيرهما. وقيل الأَحْنَاش : هوامّ الأرض. والمراد في الحديث الأوّل.

(س) ومنه حديث سَطِيح «أحلف بما بين الحرّتين من حَنَشٍ».

(حنط) ـ في حديث ثابت بن قيس «وقد حسر عن فخذيه وهو يَتَحَنَّطُ» أى يستعمل الحَنُوط في ثيابه عند خروجه إلى القتال ، كأنه أراد بذلك الاستعداد للموت ، وتوطين النّفس عليه بالصّبر على القتال ، والحَنُوط والحِنَاط واحد : وهو ما يخلط من الطّيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصّة.

(ه) ومنه حديث عطاء «سئل : أىّ الحِنَاط أحبّ إليك؟ قال : الكافور».

ومنه الحديث «إنّ ثمود لمّا استيقنوا بالعذاب تكفّنوا بالأنطاع ، وتَحَنَّطُوا بالصّبر لئلا يجيفوا وينتنوا».

٤٥٠

(حنظب) ـ في حديث ابن المسيّب «سأله رجل فقال : قتلت قرادا أو حُنْظُباً ، فقال : تصدّق بتمرة» الحُنْظُبُ بضمّ الظّاء وفتحها : ذكر الخنافس والجراد. وقد يقال بالطّاء المهملة ، ونونه زائدة عند سيبويه ، لأنه لم يثبت فعللا بالفتح ، وأصليّة عند الأخفش لأنه أثبته. وفي رواية «من قتل قرادا أو حُنْظُبَاناً وهو محرم تصدّق بتمرة أو تمرتين» الحُنْظُبَان هو الحُنْظُب.

(حنف) (س) فيه «خلقت عبادى حُنَفَاء» أى طاهري الأعضاء من المعاصى ، لا أنّه خلقهم كلّهم مسلمين ، لقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) وقيل أراد أنه خلقهم حُنَفَاء مؤمنين لمّا أخذ عليهم الميثاق : «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالُوا بَلى» ، فلا يوجد أحد إلا وهو مقرّ بأنّ له ربّا وإن أشرك به ، واختلفوا فيه. والحُنَفَاء جمع حَنِيف : وهو المائل إلى الإسلام الثّابت عليه والحَنِيف عند العرب : من كان على دين إبراهيم عليه‌السلام. وأصل الحَنَفُ الميل.

ومنه الحديث «بعثت بالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَة السَّهْلَة» وقد تكرر ذكرها في الحديث.

(س) وفيه «أنه قال لرجل : ارفع إزارك ، قال : إنّى أَحْنَفُ» الحَنَف : إقبال القدم بأصابعها على القدم الأخرى.

(حنق) (ه) في حديث عمر «لا يصلح هذا الأمر إلّا لمن لا يَحْنَقُ على جرّته» أى لا يحقد على رعيّته ، والحَنَقُ : الغيظ. والجرّة : ما يخرجه البعير من جوفه ويمضغه. والإِحْنَاق لحوق البطن والتصاقه. وأصل ذلك في البعير أن يقذف بجرّته ، وإنّما وضع موضع الكظم من حيث إنّ الاجترار ينفخ البطن ، والكظم بخلافه. يقال : ما يَحْنَقُ فلان وما يكظم على جرّة : إذا لم ينطو على حقد ودغل.

ومنه حديث أبى جهل «إنّ محمّدا نزل يثرب ، وإنه حَنِقٌ عليكم»

ومنه شعر قتيلة أخت النضر بن الحارث :

ما كان ضرّك لو مننت وربّما

منّ الفتى وهو المغيظ المُحْنَقُ

يقال حَنِقَ عليه بالكسر يَحْنَقُ فهو حَنِقٌ ، وأَحْنَقَهُ غيره فهو مُحْنِقٌ.

(حنك) ـ في حديث ابن أمّ سُليم لمّا ولدته وبعثت به إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «فمضغ تمرا وحَنَّكَهُ به» أى مضغه ودلك به حَنَكَهُ ، يقال حَنَّكَ الصّبىّ وحَنَكَهُ.

٤٥١

(ه) ومنه الحديث «أنه كان يُحَنِّكُ أولادَ الأنصار».

(س) وفي حديث طلحة «قال لعمر : قد حَنَّكَتْكَ الأمور» أى راضتك وهذّبتك. يقال بالتخفيف والتّشديد ، وأصله من حَنَكَ الفرس يَحْنُكُهُ : إذا جعل في حَنَكِهِ الأسفل حبلا يقوده به.

وفي حديث خزيمة «والعضاه مُسْتَحْنِكاً» أى منقلعا من أصله. هكذا جاء في رواية.

(حنن) (ه) فيه «أنه كان يصلّي إلى جذع في مسجده ، فلما عُمِلَ له المنبر صعد عليه ، فحَنَ الجذع إليه» ، أى نزع واشتاق. وأصل الحَنِين : ترجيع الناقة صوتها إثر ولدها.

(ه) ومنه حديث عمر «لمّا قال الوليد بن عقبة بن أبى معيط : أقتل من بين قريش! فقال عمر رضى الله عنه : حَنَ قِدْحٌ ليس منها» هو مثل يضرب للرجل ينتمى إلى نسب ليس منه ، أو يدّعى ما ليس منه في شىء. والقِدْح بالكسر : أحد سهام الميسر ، فإذا كان من غير جوهر أخواته ثم حرّكها المفيض بها خرج له صوت يخالف أصواتها فعرف به.

ومنه كتاب عليّ رضى الله عنه إلى معاوية «وأمّا قولك كيت وكيت ، فقد حَنَ قِدْح ليس منها».

(س) ومنه حديث «لا تتزوّجنّ حَنَّانَة ولا منّانة» هى التى كان لها زوج ، فهى تَحِنُ إليه وتعطف عليه.

(ه) وفي حديث بلال «أنه مرّ عليه ورقة بن نوفل وهو يعذّب فقال : والله لئن قتلتموه لأتّخذنّه حَنَاناً» الحَنَان : الرّحمة والعطف ، والحَنَان الرّزق والبركة. أراد : لأجعلنّ قبره موضع حَنَان ، أى مظنّة من رحمة الله فأتمسّح به متبرّكا كما يتمسّح بقبور الصالحين الذين قتلوا في سبيل الله من الأمم الماضية ، فيرجع ذلك عارا عليكم وسبّة عند الناس. وكان ورقة على دين عيسى عليه‌السلام. وهلك قبيل مبعث النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ لأنه قال للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن يدركنى يومك لأنصرنّك نصرا مؤزّرا.

وفي هذا نظر ، فإنّ بلالا ما عذّب إلّا بعد أن أسلم.

(س) ومنه الحديث «أنه دخل على أمّ سلمة وعندها غلام يسمّى الوليد ، فقال : اتّخذتم الوليد حَنَاناً! غيّروا اسمه» أى تتعطّفون على هذا الاسم وتحبّونه. وفي رواية أنه من أسماء الفراعنة ، فكره أن يسمّى به.

٤٥٢

(س) وفي حديث زيد بن عمرو بن نفيل «حَنَانَيْكَ يا ربّ» أى ارحمني رحمة بعد رحمة ، وهو من المصادر المثنّاة التى لا يظهر فعلها ، كلبّيك وسعديك.

في أسماء الله تعالى «الحَنَّان» هو بتشديد النون : الرحيم بعباده ، فعّال ، من الرحمة للمبالغة.

وفيه ذكر «الحَنَّان» هو بهذا الوزن : رمل بين مكة والمدينة له ذكر في مسير النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بدر.

(س) وفي حديث عليّ «إنّ هذه الكلاب التى لها أربعة أعين من الحِنّ» الحِنّ ضرب من الجنّ ، يقال مجنون مَحْنُون ، وهو الذى يصرع ثم يفيق زمانا. وقال ابن المسيّب : الحِنّ الكلاب السّود المعينة.

(س) ومنه حديث ابن عباس «الكلاب من الحِنّ. وهى ضعفة الجنّ ، فإذا غشيتكم عند طعامكم فألقوا لهنّ ، فإنّ لهنّ أنفسا» جمع نفس : أى أنها تصيب بأعينها.

(حنه) ـ فيه «لا تجوز شهادة ذى الظّنّة والحِنَة» الحِنَةُ : العداوة ، وهى لغة قليلة في الإحنة ، وهى على قلّتها قد جاءت في غير موضع من الحديث.

(س) فمنها قوله «إلّا رجل بينه وبين أخيه حِنَةٌ».

(س) ومنه حديث حارثة بن مضرّب «ما بينى وبين العرب حِنَةٌ».

(س) ومنها حديث معاوية «لقد منعتنى القدرة من ذوى الحَنَات» هى جمع حِنَة.

(حنا) ـ في حديث صلاة الجماعة «لم يَحْنِ أحد منّا ظهره» أى لم يثنه للرّكوع. يقال حَنَا يَحْنِي ويَحْنُو.

ومنه حديث معاذ «وإذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه على فخذيه وليَحْنَا (١)» هكذا جاء في الحديث ، فإن كانت بالحاء فهى من حَنَى ظهرَه إذا عطفه ، وإن كانت بالجيم ، فهى من جنأ الرجل

__________________

(١) هكذا بالألف في الأصل وفي ا واللسان. والحديث أخرجه مسلم بالجيم في باب «وضع الأيدى على الركب في الركوع» من كتاب «المساجد ومواضع الصلاة». وقال النووى في شرحه : قال القاضى عياض رحمه‌الله تعالى : روى «وليجنأ» وروى «وليَحْنَ» بالحاء المهملة. قال : وهذا رواية أكثر شيوخنا ، وكلاهما صحيح ، ومعناه الانحناء والانعطاف في الركوع. قال : ورواه بعض شيوخنا بضم النون ، وهو صحيح في المعنى أيضا.

٤٥٣

على الشىء إذا أكبّ عليه ، وهما متقاربان. والّذى قرأناه في كتاب مسلم بالجيم. وفي كتاب الحميدى بالحاء.

ومنه حديث رجم اليهودى «فرأيته يَحْنَى عليها يقيها الحجارة» قال الخطّابى : الذى جاء في كتاب السّنن : يجنى ، يعنى بالجيم. والمحفوظ إنما هو يَحْنَى بالحاء : أى يكبّ عليها. يقال حَنَا يَحْنِي حُنُوّا.

ومنه الحديث «قال لنسائه رضى الله عنهن : لا يُحْنِي عليكنّ بعدى إلّا الصّابرون» أى لا يعطف ويشفق. يقال حَنَا عليه يَحْنُو وأَحْنَى يُحْنِي.

(ه) ومنه الحديث «أنا وسفعاء الخدّين الحَانِيَة على ولدها كهاتين يوم القيامة ـ وأشار بإصبعيه». الحَانِيَة التى تقيم على ولدها ولا تتزوّج شفقة وعطفا.

(ه) ومنه الحديث الآخر في نساء قريش «أَحْنَاه على ولد ، وأرعاه على زوج» إنما وحّد الضمير وأمثاله ذهابا إلى المعنى ، تقديره أَحْنَى من وُجد أو خُلق ، أو من هناك. ومثله قوله : أحسن الناس وجها ، وأحسنه خلقا [يريد أحسنهم خلقا](١) ، وهو كثير في العربية ومن أفصح الكلام.

(س) ومنه حديث أبى هريرة «إياك والحَنْوَةَ والإقعاء» يعنى في الصلاة ، وهو أن يطأطئ رأسه ويقوّس ظهره ، من حَنَيْتُ الشىء إذا عطفته.

(س) ومنه حديث عمر «لو صليتم حتّى تكونوا كالحَنَايَا» هى جمع حَنِيَّة ، أو حَنِيّ ، وهما القوس ، فعيل بمعنى مفعول ، لأنها مَحْنِيَّة ، أى معطوفة.

(س) ومنه حديث عائشة «فَحَنَتْ لها قوسَها» أى وترت ؛ لأنّها إذا وترتها عطفتها ، ويجوز أن يكون حنّت مشدّدة ، يريد صوت القوس.

(ه) وفيه «كانوا معه فأشرفوا على حرّة واقم ، فإذا قبور بمَحْنِيَة» أى بحيث ينعطف الوادى ، وهو مُنْحَنَاه أيضا. ومَحَانِي الوادى معاطفه.

ومنه قصيد كعب بن زهير :

__________________

(١) الزيادة من ا واللسان.

٤٥٤

شجّت بذى شبم من ماء مَحْنِيَة

صاف بأبطح أضحى وهو مشمول

خصّ ماء المَحْنِيَة لأنه يكون أصفى وأبرد.

(س) ومنه الحديث «إنّ العدوّ يوم حنين كمنوا في أَحْنَاء الوادى» هى جمع حِنْو ، وهى منعطفه ، مثل مَحَانِيه.

ومنه حديث علي رضى الله عنه «ملائمة لِأَحْنَائِهَا» أى معاطفها.

ومنه حديثه الآخر «فهل ينتظر أهل بضاضة الشّباب إلّا حَوَانِي الهرم» هى جمع حَانِيَة ، وهى التى تَحْنِي ظهر الشّيخ وتكبّه.

(باب الحاء مع الواو)

(حوب) (ه) فيه «ربّ تقبّل توبتى واغسل حَوْبَتِي» أى إثمى.

(ه) ومنه الحديث «اغفر لنا حَوْبَنَا» أى إثمنا. وتفتح الحاء وتضم. وقيل الفتح لغة الحجاز ، والضمّ لغة تميم.

(ه) ومنه الحديث «الربا سبعون حَوْباً» أى سبعون ضربا من الإثم.

ومنه الحديث «كان إذا دخل إلى أهله قال : توبا توبا ، لا تغادر علينا حَوْباً».

ومنه الحديث «إن الجفاء والحَوْب في أهل الوبر والصّوف».

(ه) وفيه «أنّ رجلا سأله الإذن في الجهاد ، فقال : ألك حَوْبَة؟ قال : نعم» يعنى ما يأثم به إن ضيّعه. وتَحَوَّبَ من الإثم إذا توقّاه ، وألقى الحُوب عن نفسه. وقيل الحَوْبَة هاهنا الأمّ والحرم.

ومنه الحديث «اتّقوا الله في الحَوْبَات» يريد النّساء المحتاجات اللّاتى لا يستغنين عمّن يقوم عليهنّ ويتعهّدن ، ولا بدّ في الكلام من حذف مضاف تقديره ذات حَوْبَة ، وذات حَوْبَات. والحَوْبَة : الحاجة.

(ه) ومنه حديث الدعاء «إليك أرفع حَوْبَتِي» أى حاجتى.

(ه) وفيه «أنّ أبا أيّوب أراد أن يطلّق أمّ أيوب ، فقال له النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّ طلاق أمّ أيوب لَحُوبٌ» أى لوحشة أو إثم ، وإنّما أثّمه بطلاقها لأنها كانت مصلحة له في دينه.

٤٥٥

(ه) وفيه «ما زال صفوان يَتَحَوَّبُ رحالنا منذ اللّيلة» التَّحَوُّب : صوت مع توجّع ، أراد به شدّة صياحه بالدّعاء ، ورحالنا منصوب على الظّرف. والحَوْبَة والحَيْبَة الهمّ والحزن.

(ه) وفيه «كان إذا قدم من سفر قال : آيبون تائبون لربّنا حامدون ، حَوْباً حوبا» حَوْب زجر لذكور الإبل ، مثل حَلْ ، لإناثها ، وتضم الباء وتفتح وتكسر ، وإذا نكّر دخله التّنوين ، فقوله حَوْبا حَوْبا بمنزلة قولك سيرا سيرا ، كأنّه لمّا فرغ من دعائه زجر جمله.

(ه) وفي حديث ابن العاص «فعرف أنه يريد حَوْبَاء نفسه» الحَوْبَاء : روح القلب ، وقيل هى النّفس.

(س) وفيه «أنه قال لنسائه : أيّتكنّ تنبحها كلاب الحَوْأَب؟» الحَوْأَب : منزل بين مكة والبصرة ، وهو الذى نزلته عائشة لمّا جاءت إلى البصرة في وقعة الجمل.

(حوت) ـ فيه «قال أنس : جئت إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يَسِمُ الظّهر وعليه خميصة حُوَيْتِيَّة» هكذا جاء في بعض نسخ مسلم ، والمشهور المحفوظ خميصة جونيّة : أى سوداء ، وأما حُوَيْتِيَّة فلا أعرفها ، وطال ما بحثت عنها فلم أقف لها على معنى. وجاء في رواية أخرى «خميصة حوتكيّة» لعلّها منسوبة إلى القصر ، فإن الحوتكىّ الرجل القصير الخطو ، أو هى منسوبة إلى رجل يسمّى حوتكا. والله أعلم.

(حوج) (س) فيه «أنه كوى أسعد بن زرارة وقال : لا أدع في نفسى حَوْجَاءَ من أسعد» الحَوْجَاء الحاجة : أى لا أدع شيئا أرى فيه برأه إلا فعلته ، وهى في الأصل الرّيبة التى يحتاج إلى إزالتها.

ومنه حديث قتادة «قال في سجدة حم : أن تسجد بالآخرة منهما أحرى أن لا يكون في نفسك حَوْجَاء» أى لا يكون في نفسك منه شىء ، وذلك أن موضع السّجود منهما مختلف فيه هل هو في آخر الآية الأولى على (تَعْبُدُونَ) ، أو آخر الثانية على (يَسْأَمُونَ) ، فاختار الثانية لأنه الأحوط. وأن تسجد في موضع المبتدأ وأحرى خبره.

(ه) وفيه «قال له رجل : يا رسول الله ما تركت من حَاجَة ولا داجة إلا أتيت» أى

٤٥٦

ما تركت شيئا دعتنى نفسى إليه من المعاصى إلا وقد ركبته ، وداجة إتباع لحاجة. والألف فيها منقلبة عن الواو.

[ه] ومنه الحديث «أنه قال لرجل شكا إليه الحَاجَة : انطلق إلى هذا الوادى فلا تدع حَاجاً ولا حطبا ، ولا تأتنى خمسة عشر يوما» الحَاج : ضرب من الشوك ، الواحدة حَاجَة.

(حوذ) (ه) في حديث الصلاة «فمن فرّغ لها قلبه وحَاذَ عليها بحدودها فهو مؤمن» أى حافظ عليها ، من حَاذَ الإبل يَحُوذُها حَوْذاً إذا حازها وجمعها ليسوقها.

(ه) ومنه حديث عائشة تصف عمر «كان والله أَحْوَذِيّا ) نسيج وحده» الأَحْوَذِىّ : الجادّ المنكمش (٢) في أموره ، الحسن السّياق للأمور.

(ه) وفيه «ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصّلاة إلّا قد (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ)» أى استولى عليهم وحواهم إليه. وهذه اللّفظة أحد ما جاء على الأصل من غير إعلال خارجة عن أخواتها ، نحو استقال واستقام.

(ه) وفيه «أغبط الناس المؤمن الخفيف الحَاذ» الحَاذ والحال واحد ، وأصل الحَاذ : طريقة المتن ، وهو ما يقع عليه اللّبد من ظهر الفرس : أى خفيف الظّهر من العيال.

(ه) ومنه الحديث الآخر «ليأتينّ على الناس زمان يغبط فيه الرّجل بخفّة الحاذ كما يغبط اليوم أبو العشرة» ضربه مثلا لقلّة المال والعيال.

وفي حديث قس «غمير [ذات](٣) حَوْذَان» الحَوْذَان بقلة لها قضب وورق ونور أصفر.

(حور) (ه) فيه «الزّبير ابن عمّتى وحَوَارِيّ من أمّتى» أى خاصّتى من أصحابى وناصرى.

__________________

(١) يروى بالزاى ، وسيجىء.

(٢) المنكمش : المسرع.

(٣) سقطت من ا واللسان.

٤٥٧

ومنه «الحَوَارِيّون أصحاب المسيح عليه‌السلام» أى خلصانه وأنصاره. وأصله من التَّحْوِير : التّبييض. قيل إنهم كانوا قصّارين يُحَوِّرُون الثّياب : أى يبيّضونها.

ومنه «الخبز الحُوَّارَى» الذى نخل مرّة بعد مرة. قال الأزهرى : الحَوَارِيُّون خُلْصان الأنبياء ، وتأويله الذين أخلصوا ونقّوا من كل عيب.

وفي حديث صفة الجنة «إن في الجنة لمجتمعا للحُور العين» قد تكرر ذكر الحُور العين في الحديث ، وهنّ نساء أهل الجنة ، واحدتهنّ حَوْرَاء ، وهى الشديدة بياض العين الشديدة سوادها.

(ه) وفيه «نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر» أى من النّقصان بعد الزّيادة. وقيل من فساد أمورنا بعد صلاحها. وقيل من الرّجوع عن الجماعة بعد أن كنّا منهم. وأصله من نقض العمامة بعد لفّها.

(ه) وفي حديث عليّ رضى الله عنه «حتى يرجع إليكما ابناكما بحَوْر ما بعثتما به» أى بجواب ذلك. يقال كلّمته فما ردّ إلىّ حَوْرا : أى جوابا. وقيل أراد به الخيبة والإخفاق. وأصل الحَوْر الرجوع إلى النّقص.

ومنه حديث عبادة «يوشك أى يرى الرجل من ثبج المسلمين قرأ القرآن على لسان محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعاده وأبداه لا يَحُورُ فيكم إلا كما يَحُورُ صاحب الحمار الميّت» أى لا يرجع فيكم بخير ، ولا ينتفع بما حفظه من القرآن ، كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه.

(س) ومنه حديث سطيح «فلم يُحِرْ جوابا» أى لم يرجع ولم يردّ.

ومنه الحديث «من دعا رجلا بالكفر وليس كذلك حَارَ عليه» أى رجع عليه ما نسب إليه.

ومنه حديث عائشة «فغسلتها ، ثم أجففتها ، ثم أَحَرْتُهَا إليه».

ومنه حديث بعض السلف «لو عيّرت رجلا بالرّضع لخشيت أن يَحُورَ بى داؤه» أى يكون علىّ مرجعه.

وفيه «أنه كوى أسعد بن زرارة على عاتقه حَوْرَاء».

٤٥٨

(ه) وفي رواية «أنه وجد وجعا في رقبته فَحَوَّرَه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحديدة» الحَوْرَاء : كيّة مدوّرة ، من حَارَ يَحُورُ إذا رجع. وحَوَّرَهُ إذا كواه هذه الكيّة ، كأنه رجعها فأدارها.

(ه) ومنه الحديث «أنه لمّا أخبر بقتل أبى جهل قال : إن عهدى به وفي ركبتيه حَوْرَاءُ فانظروا ذلك ، فنظروا فرأوه» يعنى أثر كيّة كوى بها. وقيل سمّيت حَوْرَاء لأن موضعها يبيضّ من أثر الكىّ.

(ه) وفي كتابه لوفد همدان «لهم من الصّدقة الثّلب ، والنّاب ، والفصيل ، والفارض ، والكبش الحَوَرِيّ» الحَوَرِيّ منسوب إلى الحَوَر ، وهى جلود تتّخذ من جلود الضّأن. وقيل هو ما دبغ من الجلود بغير القرظ ، وهو أحد ما جاء على أصله ولم يعلّ كما أعلّ ناب.

(حوز) (س) فيه «أن رجلا من المشركين جميع اللّأمة كان يَحُوزُ المسلمين» أى يجمعهم ويسوقهم. حَازَهُ يَحُوزُهُ إذا قبضه وملكه واستبدّ به.

(ه) ومنه حديث ابن مسعود «الإثم حَوَّاز القلوب» هكذا رواه شمر بتشديد الواو ، من حَازَ يَحُوزُ : أى يجمع القلوب ويغلب عليها. والمشهور بتشديد الزاى. وقد تقدم.

ومنه حديث معاذ «فَتَحَوَّزَ كلّ منهم فصلّى صلاة خفيفة» أى تنحّى وانفرد. ويروى بالجيم من السّرعة والتّسهيل.

ومنه حديث يأجوج ومأجوج «فَحَوِّزْ عبادى إلى الطّور» أى ضمّهم إليه. والرّواية فحرّز بالراء.

ومنه حديث عمر «قال لعائشة يوم الخندق : وما يؤمنك أن يكون بلاء أو تَحَوُّزٌ» هو من قوله تعالى (أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ) أى منضمّا إليها. والتَّحَوُّزُ والتَّحَيُّزُ والانْحِيَازُ بمعنى.

ومنه حديث أبى عبيدة «وقد انْحَازَ على حلقة نشبت في جراحة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد» أى أكبّ عليها وجمع نفسه وضمّ بعضها إلى بعض.

(ه) وفي حديث عائشة تصف عمر «كان والله أَحْوَزِيّا» هو الحسن السياق للأمور ، وفيه بعض النّفار. وقيل هو الخفيف ، ويروى بالذال. وقد تقدم.

٤٥٩

(ه س) ومنه حديث «فحَمَى حَوْزَةَ الإسلام» أى حدوده ونواحيه. وفلان مانع لحَوْزَتِهِ : أى لما في حَيِّزِهِ. والحَوْزَةُ فعلة منه ، سميت بها الناحية.

(ه) ومنه الحديث «أنه أتى عبد الله بن رواحة يعوده فما تَحَوَّزَ له عن فراشه» أى ما تنحّى. التَّحَوُّزُ من الحَوْزَةِ وهى الجانب ، كالتّنحّى من النّاحية. يقال : تَحَوَّزَ وتَحَيَّزَ ، إلا أن التَّحَوُّز تفعّل ، والتَّحَيُّز تَفَعْيُل ، وإنما لم يتنحّ له عن صدر فراشه لأنّ السّنة في ترك ذلك.

(حوس) (ه) في حديث أحد «فَحَاسُوا العدوّ ضربا حتى أجهضوهم عن أثقالهم» أى بالغوا النّكاية فيهم. وأصل الحَوْس : شدة الاختلاط ومداركة الضّرب : ورجل أَحْوَس : أى جرىء لا يردّه شىء.

(ه) ومنه حديث عمر «قال لأبى العدبّس : بل تَحُوسُك فتنة» أى تخالطك وتحثك على ركوبها. وكل موضع خالطته ووطئته فقد حُسْتَهُ وجسته.

ومنه حديثه الآخر «أنه رأى فلانا وهو يخطب امرأة تَحُوسُ الرّجال» أى تخالطهم.

[ه] وحديثه الآخر «قال لحفصة : ألم أر جارية أخيك تَحُوسُ الناس؟».

ومنه حديث الدّجال «وأنه يَحُوسُ ذراريّهم».

(ه) وفي حديث عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه «دخل عليه قوم فجعل فتى منه يَتَحَوَّسُ في كلامه ، فقال : كبّروا كبّروا» التَّحَوُّس : تفعّل من الأَحْوَس وهو الشجاع ، : أى يتشجّع في كلامه ويتجرّأ ولا يبالى. وقيل هو يتأهّب له ويتردّد فيه.

(س) ومنه حديث علقمة «عرفت فيه تَحَوُّس القوم وهيأتهم» أى تأهّبهم وتشجّعهم. ويروى بالشين.

(حوش) (ه) في حديث عمر «ولم يتبّع حُوشِيَ الكلام» أى وحشيّه وعقده ، والغريب المشكل منه.

وفيه «من خرج عليه أمّتى يقتل برّها وفاجرها ولا يَنْحَاشُ لمؤمنهم» أى لا يفزع لذلك ولا يكترث له ولا ينفر منه.

٤٦٠